بِالدَين اسدّ الدِين واتدايَنْ اردودْ!

بِالدَين اسدّ الدِين واتدايَنْ اردودْ!

حينما تقترِضُ الدولة لتسدِدَ رواتبَ موظفيها، هذا يعني أنّ الموظف يقترضُ
راتبَه ، وانه ومعه اهله وكل ابناء بلده يتحملونَ من حيث لايشعرون مايترتَبُ
على هذا القرضِ من متراكماتِ ديون إذا كان خارجياً أو قضمٍ في قيمة العملة
وغاءِ المعيشة إذا كان داخلياً .
هناكَ ثلاثةُ أنواع من الديونْ، ديونٌ غبية وديونٌ قذرة وديونٌ ذهبية.
الديونُ الغبية كتلك التي أشرنا اليها، أنْ تقترض لتوزّع رواتب ، وهي مَعضلة
ستلاحِق الدولةَ كلّ شهر وربما اسبوعيا. الديونُ القذرة هي تلك التي تُمنَح
لتمويل الحروب والتسلحِ الرسمي وغير الرسمي، كما حصل مع الديونِ التي
تحملها العراق بسبب حروب صدام وبعضها ديون من دول شجعته على ذلك
وهي ديون بقي العراق مكبّا بها رغم انتهاؤ مهمته في اشعالها .أمّا الديون
الذهبية في العالم فهي تلك التي يتمّ اقتراضُها للتنمية وبناء مشاريع تدرّ
أرباحا توفي الدَينْ وتشغّل الأيدي العاطلة، وتنعش الاقتصاد وتسَدّد من تلكَ
الأرباح . هذه هي القصة باختصار وبدون تحليلٍ اقتصادي أو تعقيدات .
ولذلك تشترطُ بنوكُ العالم ومنها البنكُ الدولي محدداتٍ صارمةً في صرف
الاموال تُقرضها لاسيما اذا كانت من نوع القروض الطارئة أو الملحّة . بعضُ
هذه المحددات يتصل بالسيادة والاستقرار الاجتماعي و الأعراف الثقافية أو
الدعم المعتاد من قبل الدولة لبعضِ السلع.وحالُها يقول : نحنُ لا نعطيكَ
الأموالَ كي تدعمَ الخبزَ و توزع رواتب أو تبني مساجد وكنائس او تصرف على
حملاتك الانتخابية .. الاقتراضُ هنا مشروط بالتنمية والعمل والا فانك لستَ
سوى قفّاصٍ تريد اليوم يمر عليك سامات براس الدولة وشعبها واجيالها
المقبلة ..
انتظارأسعار النفط فقط كمن تنتظر أرقام اليانصيب ، جعلنا بلداً با هوية
اقتصادية – نفط غالي دولة غنية – نفط رخيص دولة فقيرة – نفط ماكو
دولة بدائية ماقبل عصرِ الزراعة والعجَلة .
حكومةُ الاخ الكاظمي مسماة حكومة العبور الى الضفةِ الاخرى .. ولكن ماهي
مواصفات تلك الضفة ، المتفائل من فريق الدعاية الخاص يصف الضفةَ
الاخرى بالمشاريع والتنمية وتنشيط الصناعات وبسط الأمن ومركزية الدولة
وتحرير المسؤوليات من الحزبيات ،لنرى مدناً مختلفة وشوارع مختلفة وبنى
تحتية متقدمة أو معقولة .
والمتشائم يرى أن الحكومة العراقية الرسمية جناحٌ مكسورٌ في الدولة العراقية،
وأنها مكلفة بحراسة المسؤولية وليست ممارستها وأنّ ما كل مايتمنى رئيس
الوزراء يدركه، يجري العراقُ بما لا يشتهي السَفَنُ.
فكيفَ تقترضُ الدولة وتهدّد الشعبَ بأنّ عدم الاقتراض يُميتهم جوعا؟.
في أي ميزان اقصادي علمي او عشوائي يمكن أن تضع هذه المعادلة. طبعا
هناك طرفٌ ثالث بين المتشائمين والمتفائلين.. وهو المتربصون، اولئك
الذين يهلهلونَ لفشل الدولة ويقيمونَ الولائمَ إذا انفلتَ الساح اكثر، وإذا
قتلَ شيعيٌ شيعياً أو سنيّ سنياً، واذا افلست الدولة واذا احتربت الأحزاب، لان
الهدف المنتطر هو انهيار الدولة وانهاك الساح المستخدم ضد الاهالي..
لتكون دولة مفلسة ودامية وبا مستقبل يسهل الانقضاضُ عليها.
من مستحيل المستحيلات عراقيا ان يغيّر المتفائلون نظرتَهم لانهم موظفون
مقابل التفاؤل . أو ينتقل المتشائمون الى معسكر المتفائلين، لأن هؤلاء دائما
يرَون النتائج من خال المقدمات ..وبالطبع لن يغيّر المتربصُ من آماله وكلّ
حصادِ الفشل ثمارٌ في ساله .. وهو يرى الحكومةَ العراقية التي تقودُ بلدا
يقال انه ثريّ ومليء بالخيرات .. كما يقول الشاعر
بالدين أسدّ الدِين واتداين اردودْ
هم شفِتْ هم سِمعيتْ مثلي آنه كادود!

(Visited 9 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *