هل يُريدها الرئيس بوتين حرباً مقدسة في اوكرانيا ؟

هل يُريدها الرئيس بوتين حرباً مقدسة في اوكرانيا ؟

بقلم : سمير عبيد
لو نظرنا الى رسم جبهة الحرب ضد اوكرانيا فنراها على شكل طائرة الشبح. حيث مقدمتها داخل اوكرانيا من خلال الجمهوريتين المستقلتين من جانب واحد بدعم روسي. ولها جناحين حيث روسيا وبيلاروسيا. وان هكذا جبهة واسعة ومعقدة صعب الصمود أمامها من جانب اوكرانيا لوحدها. وان تدخلت دول حلف الاطلسي ” الناتو ” فسوف تتوسع الحرب، وستكون الولايات المتحدة مضطره للدخول فيها في آخر المطاف. وهذا ما تريده الصين واعداء امريكا وسوف تكون بداية التقهقر الاميركي بعد افغانستان .وهنا ستكون حرب عالمية رابعة ( لأن الحرب العالمية الثالثة تمثلت بجائحة كورونا التي دمرت اقتصاديات العالم )ناهيك عن الخسائر البشرية وتعطيل عصب الحياة تقريبا !.
#تركيا واسرائيل وروسيا !
كل ما تسمعونه من تركيا وهي الحليف في حلف الاطلسي ” الناتو “بالضد من روسيا فهو مجرد نفاق. لأنه اصلا تركيا حثت اذربيجان بالذهاب الى موسكو وتوقيع معاهدة التحالف قبل يومين وان هذه الخطوة وراءها إسرائيل ايضا .وتركيا تخاف اصلا استفزاز روسيا مع وجود رئيس مثل بوتين !
**ولكن لماذا تداري تركيا واسرائيل مشاعر الرئيس بوتين وموسكو ؟
١-تركيا
أ:-تعرف جيدا ان دولاً في حلف الاطلسي مثل النمسا والمانيا ودوائر مهمة في الولايات المتحدة تعملان على مخطط نشر الفوضى في تركيا لمنع بقاء حزب العدالة والتنمية الاسلامي حاكماً في تركيا .وبالتالي منع بقاء الرئيس اردوغان حتى عام ٢٠٢٣ لكي لا يتحول الى سلطان مطلق الصلاحيات ويهاجم اوربا بعقلية عثمانية .
ب:-وعام ٢٠٢٣ هو عام مفصلي في تاريخ تركيا وتاريخ اردوغان السياسي ،وهو عام اطلاق سراح تركيا من الاسر المئوي (١٠٠عام) حسب الاتفاقيات التي وقعها الرئيس الراحل اتاتورك عام ١٩٢٣. ..ولهذا سارع الرئيس اردوغان بمغازلة اسرائيل والامارات والعمل على اعادة العلاقات التركية الاسرائلية وبقوة بمحاولة صنع مظلة حماية وحصانة له ولحزبه الحاكم .
ج:-فاردوغان يعرف ان واشنطن والغرب هندسوا المعارضة التركية، وهندسوا احزابها وتشكيلاتها لتطويق حزب العدالة والتنمية، وتطويق اردوغان ومحاولة فرض انتخابات مبكرة في تركيا !…وبالتالي فالنزاع في اوكرانيا جاء من السماء من وجهة نظر اردوغان لكي يتعطل المشروع التغييري ضد تركيا . وبالتالي ليس من مصلحته استفزاز روسيا بل حثت انقرة اذربيجان بالذهاب الى موسكو وتوقيع مذكرة دفاع مشترك !
٢- اسرائيل !
أ:-فعلى الرغم ان الرئيس الاوكراني زيلينسكي يهودياً ولكن اسرائيل لم تقف معه، ولا مع اوكرانيا بالضد من روسيا. بل نصحت اليهود في اوكرانيا بمغادرة اوكرانيا نحو اسرائيل.. وذهبت اسرائيل لدعم روسيا وعدم استفزازها .
ب:-وفي نفس الوقت نصحت حليفتها اذربيجان بالذهاب لموسكو والتوقيع على معاهدة التحالف والدفاع …. وان ما يُخيف اسرائيل من تعاقب روسيا للولايات المتحدة في سوريا من خلال فتح جبهات ضد اسرائيل من جهة لبنان والجولان ومن جهة سوريا لأجبار امريكا والناتو على الاستسلام. والا ستحترق إسرائيل. لا سيما وان الرئيس بوتين لا احد يعرف كيف يفكر !
ج:- وان إسرائيل ليس لديها الزهايمر العربي والعراقي فتنسى. بل هي في ذاكرة حديدية . فهي تعرف ان موسكو وقعت على تحالف استراتيجي مع حزب الله اللبناني في سوريا وذلك في شهز أبريل عام ٢٠٢١. وبالتالي فحال تحريك هذا التحالف سوف يقلب طاولة الحرب الاوكرانية على رأس امريكا من خلال حصار اسرائيل بالنار !
#ملامح الحرب المقدسة !
١-فعندما قررت موسكو والرئيس الروسي بوتين ارسال القوات العسكرية الى سوريا حرصا ان يودعهم رئيس الكنيسة الارثوذوكسية في روسيا ، ويبارك لهم الذهاب الى سوريا .وبالفعل ودعهم بالدعاء والبركات. وقال لهم ( أنكم ذاهبون الى هناك بحربٍ مقدسة )
٢-أي اعطي التدخل الروسي في سوريا بعداً دينيا مقدساً وعلى لسان الكنيسة الآرثودوكسية .لا سيما وأننا نعرف ان اسرائيل الصهيونية ،والكنيسة الانجيلية تخططان معا وعلى ضوء الاساطير الدينية لحرب مقدسة واطلق عليها الغرب والاميركيين تسمية معركة ( هرمجدون) ،وهناك اشارات دينية من جهة المسلمين واساطيرهم الدينية ايضا ان هناك معركة عظيمة ستحدث في (قرقيسيا)في شمال سوريا. وتتوسع وتكون عظيمة في اهوالها !

٣-واليوم يكرر الرئيس بوتين الإصرار على الحرب المقدسة !
فليس اعتباطاً ابداً ان يذهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنفسه وتحديدا بعد توقيع الاعتراف بالجمهوريتين المنشقتين عن اوكرانيا وارسال طلائع القوات الروسية اليهما ليسبح في المياه المقدسة أي ( ليتعمّد في المياه المقدسة ) بحضور كبار رجالات الكنيسة الارثودوكسية !
**مالهدف من وراء هذا التعميد ؟
الجواب :
اراد الرئيس بوتين ارسال رسالة أن الحرب الدائرة في اوكرانيا بأنها حرب مقدسة دفاعا عن روسيا والشعب الروسي ،ولكنها ايضا دفاعا عن الكنيسة الارثودوكسية التي تريد انهاء دورها كل من الكنيسة البروتستانتية والكنيسة الانجيلية المتحالفة مع الحركة الصهيونية ” لا سيما وان الرئيس الاوكراني يهودي متحالف مع الكنيسة الانجيلية ) !..وهذا بحد ذاته سوف يعطي اشارة لجميع الآرثودوكس في سوريا ولبنان والمشرق العربي وفي العالم ان عليهم حق الجهاد وحال اصدار فتوى وبيان من الكنيسة الآرثودوكسية !

#الخلاصة :
١-يفترض بجميع الدول الاسلامية ان تتحسس رقابها لأن علامات الحرب المقدسة قد بانت بشكل علني ويفترض بنا كعراقيين وسوريين وشعوب هذه المنطقة لدينا استعدادات مسبقة ( روحية ومعنوية وسياسية) لهذه المعركة المقدسة والتي ستقع على اراضينا ( وبالتالي ليس اعتباطا ان تقوم روسيا بمناورات بحرية وعسكرية وجوية في سوريا وقرب الشواطىء السورية وعلى مقربة من اسرائيل وباسلحة ومعدات حديثة جدا وتزامنا مع التصعيد في اوكرانيا )
٢- فهذا يعني ان المعركة وحال حدوثها في اوكرانيا سوف تنتقل الى سوريا وسوف تصل للعراق .. وان روسيا ليست غبية عندما ( وقعت تحالف استراتيجي في موسكو بين حزب الله اللبناني وروسيا في سوريا في شهر ابريل من العام الماضي ٢٠٢١

(Visited 19 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *