.وكتبت شهرزاد
نهلة الدراجي
عندما تتساءل الأرواح الصغيرة عن لغز الحياة، ترتسم على وجهها البراءة والدهشة.
في عمق الليل الساكن، وعلى سريرها الصغير، تتساءل الفتاة الصغيرة بعيون مليئة بالبراءة والتساؤلات،تلك الأسئلة العابرة تتلاحق في عقلها البريء. وهي تحمل في عينيها آثار الحزن والتعب، تطلب إجاباتتخترق العتمة المحيطة بها.
تنظر البنت الصغيرة إلى وجه أمها المليء بالحنان، و تهمس بصوت خافت وتسأل:
،“أمي، لماذا الحياة قاسية؟ لماذا الناس لا يحبون بعضهم البعض؟ ولماذا.. ولماذا ؟” تتردد هذهالأسئلة الصغيرة في الهواء، كأنها نداء من قلب صغير يحاول فهم هذا العالم الغامض و المعقد وهيمستغربة من هذه الدنيا العجيبة….
تنظر الأم إلى ابنتها الصغيرة بحنان، وتشعر بالألم يتسلل إلى قلبها، ولكنها تدرك أنها لا تستطيع حجبالحقيقة عنها. تنغمس في أعماق ذكرياتها المريرة، تستعيد لحظات الألم والفقد التي مرت بها فيحياتها….
تبدأ الأم بلطف وحنان في إجابة ابنتها، كلماتها تتدفق كأغنية حزينة ك رحلة مليئة بالمشاعرالمتضاربة….
“يا حبيبتي الصغيرة، الحياة ليست سهلة، إنها كالبحر الهائج الذي يتلاطم بقوة على الشواطئ. نعم، قدتبدو الحياة قاسية في أكثر الأحيان، وذلك لأنها تخبئ بداخلها تحديات وصعوبات لا يمكن تجاهلها. ولكنهذه التحديات هي التي تعطي الحياة قيمتها ومعناها. فقط من خلال تجاوزها، نكتشف قوتنا الحقيقيةوننمو كأشخاص.”
تتوقف الأم للحظة، تلملم أفكارها وتواصل بكلمات تنبض بالحزن…..
“أما بالنسبة لسبب عدم حب الناس لبعضهم البعض، فهذا يعود إلى العديد من الأسباب. قد يكونالحقد والكره والغيرة والطمع هي العوامل التي تغلف قلوب البشر وتجعلهم يتصرفون بقسوة وبلارحمة… ولكثير من الناس، الحب يعني ضعفًا، ويعتبرون القوة والانتصار والانتقام الطريقة الوحيدة للبقاءفي هذا العالم القاسي.”
وبينما تنظر البنت الصغيرة إلى أمها بعينين ممتلئتين بالدموع، تتابع الأم إجابتها بكلمات تعبق بالحزنوالألم….
وهناك أشخاص يخفون همومهم وجروحهم العميقة خلف الأقنعة، يخافون من كشف جروحهموضعفهم، فقد تعلموا أن العالم لا يتسع للضعفاء. لذلك، يضطرون لارتداء أقنعة القوة والابتسامة حتىلا يكشفوا عن جروحهم الحقيقية.”
ترتفع الأم في صوتها قليلاً، وهي تحاول أن توصل لابنتها رسالة الأمل.
“ولكن يا حبيبتي الصغيرة، على الرغم من قسوة الحياة وعدم حب الناس لبعضهم البعض، هناك الكثيرمن الخير والجمال في هذا العالم…. هناك أشخاص يحبون بصدق ويساعدون بلا مقابل. هناك أمل فيكل زاوية، وفرصة للتغيير والنمو. يمكننا أن نكون جزءًا من هذا الخير، يمكننا أن نعكس الحب والعطاءفي حياتنا ونشعر الآخرين بالراحة والدفء.”
ياصغيرتي فلتكن قصتك قصة تحكي عن الأمل والتغيير،
واجعلي قلبك مملوءًا بالرحمة والعطف والتسامح،
فبالحب يمكننا تغيير العالم، قد يبدو ذلك صعبًا،
لكن لا تيأسي ياجميلتي الصغيرة، ففي أعماق الظلام تكمن النجوم،
وفي أعماق قلوب الناس تكمن الإنسانية الحقيقية،
فابتسمي وتحدثي عن الحب والأمل بكل قوة،
تنظر البنت الصغيرة إلى أمها، تبدو عيناها أكثر ألماً ولكنهما مليئتان بالأمل.
“أمي، أنا أفهم الآن. الحياة قاسية، ولكنها أيضًا جميلة. وعلى الرغم من كل المحن والصعاب، سأحاول أنأكون شخصًا يحمل الحب والرحمة في قلبه. سأحاول أن أشعر الآخرين بالدفء والأمل، وربما ينتشرالخير والحب في هذا العالم المعقد.”
تتبادل الأم وابنتها ابتسامة تحمل في طياتها قوة وتفاؤل.
وترحل البنت الصغيرة عن حجم الحقيقة القاسية وتستعد لمواجهة العالم بكل شجاعة وحب.