رياض العلي – كاتب عراقي
كلمة العرب تعني في الاصطلاح اللغوي ( القوم الذين يمارسون حياة البداوة ) كما عرفوا بذلك عند الشعوب الاخرى حيث تم الاشارة الى البدو في الصحراء بهذا اللفظ في نقش أشوري لأول مرة في القرن السابع قبل الميلاد .وكانت هذه الكلمة تشير في بعض الاحيان الى الجفاف والجدب كما هو الحال مع وادي عربة .
وهي مأخوذة من الوضوح فالبدو يعيشون في ارض فسيحة بدون بيوت ذات جدران حتى كلمة افصاح او فصحى تعني بالتحديد الشئ البين الذي لا يخفى عن العين.
ووردت في الكتابات البابلية جملة “ماتواربي” “Matu A-Ra-bi” ، “Matu Arabaai” و معنى “ماتو” “متو” أرض، فيكون المعنى “أرض عربي” ، أي “أرض العرب” ، أو “بلاد العرب” ، أو “العربية” ، أو ” بلاد الأعراب” بتعبير اصدق و أصح. إذ قصد بها البادية، و كانت تحفل بالأعراب. و جاءت في كتابة “بهستون” “بيستون” “Behistun” لدارا الكبير “داريوس” لفظة “ارباية” “عرباية” “Arabaya” و ذلك في النص الفارسي المكتوب باللغة “الأخمينية” ، و لفظة “Arpaya” “M Ar payah” في النص المكتوب بلهجة أهل السوس “Susian” “Susiana” و هي اللهجة العيلامية لغة عيلام.( ينظر مقالة تعرّف على معنى كلمة عرب ومصدرها في موقع ثقف نفسك).
وقد كان الرومان يطلقون اسم (Sarracenus) على البدو المجاورين لبلادهم في الصحراء الممتدة غرب نهر الفرات ولعله اشتق من لفظ ( صحراء), وقد شاع وانتشر هذا الاسم بعد ذلك في القرون الوسطى وأخذ الأوربيون يطلقون اسم سارَّازان Sarrasin على العرب ثم على مسلمي اسبانيا وأفريقيا.
أما بالنسبة للحضارة البابلية فإن معنى كلمة عرب تعني أهل البادية هذا بحسب بعض الكتابات البابلية التي وُجدت فيها كلمة Matu Araabaai والتي تعني أرض العرب أو الأرض العربية، لأن ماتو تعني المساحة الشاسعة التي يعيش عليها مجموعة من السكان وهو التعريف الخاص بكلمة الأرض عندهم وأرابيا أو عرباية تعني العرب.
المفكر السوري والباحث في شؤون القرآن المهندس عدنان الرفاعي في كتابه المدهش (المعجزة الكبرى) ذكر أن كلمة (عربي) من الجذر اللغوي (ع ر ب) والتي وصف الله تعالى بها القران تعني التمام والكمال والخلو من النقص والعيب وليس لها علاقة بالعرب كقومية .
ومعنى (قرآناً عربيا) هو الكتاب الواضح البين ولسان عربي مبين فسر نفسه بنفسه بمعنى اللسان هو اللغة وان لغة القرآن واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا تعقيد.والاعراب بالتحديد هم البدو من سكان الخيم والذين كانت حياتهم تعتمد على الغزو والغنائم والقتال .
وقد ورد في الحديث ( لاتعرب بعد الهجرة) أي انه بعد ان يستقر الانسان في المدن والقرى لا يجوز له ان يعود مرة اخرى الى حياة البداوة .
والشعوب التي وردت في القرآن الكريم تعني مجموعة القبائل كشعب ربيعة او شعب تميم وكل شعب كانت لغته او لهجته الخاصة به التي ربما يصعب فهمها على الشعب الاخر وقد افرد اللغوين الاوائل الكثير من الاختلافات اللغوية بين الشعوب .
قريش لم تكن تستعمل لفظ العرب في لغتها الا كمصطلج استعاري وتسمي من يعيش في البادية أعرابي بل أن كلمة عرب لم ترد في الشعر الجاهلي ولا مرة واحدة .
وبالنسبة لليونانيين فلم يتعاملوا مع العرب على أنهم البدو أو أهل البادية، بل تعاملوا معهم على أن كل شخص يسكن المنطقة العربية أو بادية العرب بتعريفهم لها فهو شخص عربي حتى ولو اختلفت اللغة والطريقة التي يتحدث بها أيضًا، وهو ما نُطلق عليه نحن اللهجة، واهتم بالحديث عن العرب كثير من اليونانيين مثل “أسكيلوس، وأسخيلوس”، حيث تم ذكر العرب في المصادر التاريخية القديمة عند مشايخ التاريخ اليوناني، والغريب أن هيرودوت من أعلام التدوين التاريخي ضم الأراضي المصرية كسيناء والمناطق التي يصب فيها النيل بمصر إلى بلاد العرب بخلاف السائد من حيث كون العرب مقتصرين على منطقة شبه الجزيرة.
لكن بعض المؤرخين المتأخرين وبتأثير من النزعة العنصرية وشايعهم في ذلك بعض المتأسلمين اعتقدوا ونشروا هذا الاعتقاد بأن العرب هم عرق في حين أنه لا يوجد في سلالة الاعراق البشرية عرق يسمى (عرب ) وما تصنيف شلوتزر الذي حدد الاعراق حسب اولاد آدم ماهي الا تأثيرات توراتية اخذ بها اليهود وتمسكوا بها وتابعهم العرب في ذلك بدون وعي والا هل يعقل احد أن المغربي والسوداني والسوري من أصل واحد. فالعرق حسب علماء الانثروبولوجيا الحديثة هو بنية اجتماعية ولا تعني الاصل الواحد .
التدوينات الاسطورية في العصر العباسي اخترعت فيها اساطير وخرافات مثل عدنان وقحطان والعرب البائدة والمستعربة والكثير من الحكايات التي كان يرويها القصاصيين في شوارع بغداد والشام المتأثرة بالثقافات القديمة كالارامية والسريانية والساسانية والتي لم تثبت لا تاريخياً ولا اركيولوجياً.
ولو بحثنا عن تاريخانية كلمة العرب سوف نعثر عليها في اقدم نص وردت فيه وهو لوح آشوري يرجع تاريخه الى 852 ق.م. وهو يعود للملك الآشوري شالمنصر الثالث , اشار فيها الى احد زعماء الثوار الذي تغلب عليهم واسمه جنديبو العربي الذي ناصر بيرايدري الدمشقي ضد الملك شلمانصر الثالث لان هذا الملك الآشوري سحقهم وانتصر عليهم في موقعة سميت ب كركرا , وفي حدود سنة 530 ق.م. ظهر لفظة عرباية للمرة الاولى في النصوص الفارسية المكتوبة باللغة الاكمينية … وتعني البادية الفاصلة بين العراق والشام بما فيها شبه جزيرة سيناء . ثم اخذ اليونان يذكرون لفظة عرب في آواخر القرن الخامس قبل الميلاد …. وذكرها اسكليلوس سنة 357 ق.م. عند الاشارة الى قائد عربي كان معروفاً …. ثم ذكرها هيرودوت(هيرودتس وهو المؤرخ الاغريقي الذي عاش في القرن الخماس قبل الميلاد ) وقصد بها سكان شبه جزيرة العرب , واصبح هذا اللفظ مألوفاً في جميع كتب اليونان .
ومن المعروف جغرافياً أن الفرات في وادي الرافدين كان يفصل بين عالمين متناقضين ففي الشرق نجد الحضارات التي علمت البشرية كل شئ وكذلك الغنى والثراء والموارد التي تفيض على سكانها وفي الغرب نجد البداوة والتخلف والجدب والقحط الفكري والمادي ,ومازال سكان العراق يطلقون على بعض القبائل المتخلفة لفظة ( عرب ) والنسبة للشخص ( عُربي ) الى حد اليوم , طبعا الحديث هنا عن القبائل التي كانت تعيش غرب الفرات وجنوب بلاد الشام أما الحديث عن الاقوام التي كانت تعيش في وسط الجزيرة فقد كانوا خارج ذكر التاريخ الا قليلاً , ومما يجدر ذكره هنا أن القبائل التي كانت تسكن في جنوب بلاد الشام وبالتحديد في منطقة البتراء وفي وادى العربة كانت تتحدث الارامية الجنوبية والتي عرفت فيما بعد بالنبطة وهي لهجة متدنية من الارامية ولم تكن تحمل ذلك الثراء اللغوي الذي تحمله الارامية الاصلية لأن اللغة تعبر عن الحاجة ولما كان البدو ( الاعراب ) حاجاتهم محدودة فلم يكونوا بحاجة الى الكثير من الالفاظ بل كانوا يتعمدون كنوع من المغامرة اللغوية ايجاد اسماء عديدة للشئ الواحد .
كلمة العرب الان تطلق كمحتوى ثقافي مرتبط باللغة بدرجة اساس .
العراقيون بين الاصل القديم والاصل المفترض
لو سألت اي عراقي اليوم ماهو اصلك ؟ لأجاب على الفور أن اصلي هو من الجزيرة العربية أو من اليمن بأعتبار أن لقبه العشائري يعود لأسماء قبائل سكنت الجزيرة العربية أو في اليمن ( السعيد ) فمن اين اتى هذا الاعتقاد عن العراقي ؟
لو عدنا الى كتاب فتوح البلدان للبلاذري لوجدناه يسمي أهل البصرة ب ( الابليون ) نسبة الى الابلة وأن جيش خالد بن الوليد قد استعمل الخديعة لدخول البصرة وبعد دخولها قتل فيها من قتل وسبي من سبى ورمى الكثيرين في شط العرب الذي يسميه البلاذري ( دجلة البصرة ) . الذي أريد أن أقوله هنا أن كتب التاريخ تحدثت عن قضية مهمة وهي أن الفاتحين قد أستغلوا سكان البلاد الاصليين وفرضوا عليهم الانتماء الموالي لقبائل الفاتحين لذلك سمي سكان البلاد الاصليين ب ( الموالين ) أي التابعين فكان يقال فلان مولى فلان أي تابع له وبمرور الزمن أختفت كلمة المولى وبقي الناس يتلقبون بألقاب القبائل القديمة التي سكنت بلادهم اثناء الفتح ( الغزو ) سميه ما شأت .ومن الجدير بالذكر هنا أن الفاتحين لم يسكنوا الارض المزروعة في بساتين البصرة بل سكنوا في الصحراء وهي المعروفة الان بمنطقة الزبير والتي بناها عتبة بن غزوان كمعسر للجيش وتم تخطيطها بناء على الانتماء القبائلي وقد اشتكى الكثير من سكان مدينة البصرة الغزوانية من بعدها عن الانهار والبساتين .
ويذكر أن اول ثورة في البصرة ضد الفاتحين عرفت في التاريخ بثورة الزنج مع العلم أن الزنج لم يشكلوا الى جزء بسيط من الثوار .
والسؤال الذي اطرحه أمام القارئ وعليه أن يبحث فيه :
هل كان العراق أرض خالية من السكان حينما دخله العرب ( الفاتحين – الغزاة ) ؟
أين ذهب السومريين والبابليين والاشوريين الذين قدموا الى العالم أروع مافي الحضارة ؟
لماذا حاول القوميين العرب والشوفينيين منهم الاساءة الى سكان العراق الاصليين ونعتهم تارة بالعلوج وتارة أخرى بالموالي ؟
لماذا جرى التعتيم على الحضارة العراقية القديمة من قبل الحكام العرب الذين حكموا العراق منذ أيام الحجاج ولحد وقت قريب ؟
لماذا يتصور الفرد العراقي أن تاريخه يبدأ مع وصول طلائع جيش خالد بن الوليد الى البصرة و ( تمصيرها ) وبناء المعسكرات الجديدة في البصرة والكوفة ؟
انها الذات الجريحة كما كان يقول سليم مطر .
Thanks for your article One other thing is the fact individual American states have their own laws that will affect homeowners, which makes it quite hard for the the legislature to come up with a whole new set of guidelines concerning property foreclosures on property owners The problem is that a state has got own laws and regulations which may work in an adverse manner in terms of foreclosure plans