*الدوامة الثقافية* … نهلة الدراجي

*الدوامة الثقافية* … نهلة الدراجي

نهلة الدراجي

الدوامة الثقافية تعبير يشير إلى ظاهرة تحدث عندما  يتعارض أو تتصادم العديد من القيم والمفاهيموالممارسات الثقافية في مجتمع معين….

قد يحدث ذلك عندما يكون هناك تعدد للثقافات المختلفة وعندما تتغير القيم والمعتقدات بمرورالوقت

ومن الممكن أن تكون الدوامة الثقافية نتيجة العولمة وتبادل الثقافات، حيث يتم نقل الأفكار والقيم منمجتمع إلى آخر. ..

كما يمكن أن يحدث بسبب التناقضات بين الثقافات التقليدية والثقافات الحديثة أو بين القيم الدينيةوالقيم العلمانية..

والسؤال هنا :

هل المجتمع العراقي يعاني من دوامة ثقافية..؟

وهل التطور العالمي والانفتاح على الثقافات أثر سلباً أم إيجابياً عليه..؟

برأيي، نعم يمكننا القول ان المجتمع العراقي يعاني من دوامة ثقافية بعد العام 2003 بعد الغزوالأمريكي والاطاحة بالنظام السابق، حيث تغيرت الديناميكيات الاجتماعية والثقافية في العراق بشكلكبير، وحدث تحول في الهوية الوطنية والانتماء الثقافي، وظهرت تيارات جديدة وتحولات في القيموالمعتقدات.

بالنسبة لتأثير التطور العالمي يمكننا القول بأنه أثر بشكل متنوع على المجتمع العراقي..

حيث أن تقدم التكنولوجيا وتنوع وسائل الاتصال والمعلومات، اتاحت فرصاً للتطور والتواصل مع العالمالخارجي، ومن جانب آخر قد تسبب التطور العالمي في تعرض المجتمع العراقي لتأثيرات سلبية، مثلزيادة التبعية الثقافية وفقدان الهوية الثقافية الأصلية..

ومع ذلك، يجب أن لا ننسى أن التطور العالمي قد يوفر فرصاً للتعليم والتنمية، وتبادل الخبراتوالثقافات المختلفة، ويسهم في توسيع افاق المجتمع العراقي وتعزيز التفاهم والتعايش السلمي بينالثقافات المختلفة في المجتمع ..

للنهوض بالمجتمع العراقي في ظل الدوامة والعواصف الثقافية المختلفة، يتطلب العمل على عدةجوانب..

اولها التعليم: حيث يجب أن يكون التركيز على تعزيز نظام التعليم في العراق من حيث توفير تعليم ذوجودة عالية وبيئة مناسبة ويكون متاح للجميع. يجب أن يكون التعليم شاملاً ويشمل التعليم العلميوالثقافي والاخلاقي والاجتماعي.

ويجب تعزيز الوعي الثقافي في المجتمع العراقي، من خلال تشجيع القراءة والتعرف على التراث الثقافيالعراقي الغني.

إضافة إلى تشجيع المشاركة المجتمعية وتعزيز العمل التطوعي في المجتمع العراقي.

و يجب تشجيع الحوار والتفاهم بين الافراد في المجتمع العراقي بغض النظر عن خلفياتهم الثقافيةوالدينية وتعزيز قيم الاحترام والتسامح..

وأخيراً دعم الشباب وتمكينهم من المشاركة الفعالة في تطوير المجتمع العراقي وتوفير فرص التعليموالتدريب والعمل..

ختاماً، لابد أن يكون هناك جهود مشتركة من قبل الحكومة والمجتمع المدني والأفراد لتحقيق هذهالخطوات والتعامل مع التحديات الثقافية المختلفة. يجب أن يكون هناك التزام قوي لبناء مجتمع واعٍ ومسؤول  يعتمد على القيم الأخلاقية والتعاون والتفاهم .

(Visited 50 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *