الحفاظ على التراث الثقافي العمراني وحمايته

الحفاظ على التراث الثقافي العمراني وحمايته

يشكل التراث العمراني بالنسبة للعديد من مدن العالم أهمية
حيوية، فهو يمثل الجانب المشرق لثقافاتها وحضاراتها، كما انه
يساعد على ربط سكانها بعضهم مع البعض الآخر، ويمنحهم
شعوراً بالإنتماء الى جذور وأسس مشتركة والى أهداف نبيلة
عامة.
لذك يُعد الاهتمام بالتراث العمراني في المدن العراقية وحمايته
مطلباً مهماً لايمكن الإستغناء عنهُ أو تجاوزه … لذا فإن ادخال أي
تغيير في معالم التراث العمراني لبعض المدن يشكل تهديداً لهُ
في حال عدم الأخذ بنظر الإعتبار هوية هذه المدن التاريخية.
ان النهوض والإرتقاء بواقع التراث العمراني، وإبراز أهميته كأحد
القطاعات الأساسية للتنمية في المدن العراقية … كونه أحد أهم
عوامل الجذب السياحي لها، وكذلك يمثل تاريخها العمراني الجميل
التي كانت عليها لقرون عدة … لذلك لابد من تقييمه وتحديد
الأطر المستقبلية لتنمية جوانبه: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
والسياحية، وكذلك البحث في موضوعات السياسات والبرامج
والمعايير الواجب اتخاذها لمراقبة الاخطار التي يتعرض لها،
والآفاق المستقبلية للتطوير، وبالاعتماد على الخطط والدراسات
العلمية السليمة لاعادة الوجه الحضاري لهذه المدن.
وكذلك السعي الى تفعيل الدور الاقتصادي، لاسيما في مجال
السياحة الدينية، وتحقيق التكامل بين الجهات ذات العلاقة بالتراث
العمراني، بما يعود على مواطني المدن الدينية المقدسة والمدن
العراقية الاخرى بالمنافع الاجتماعية والعوائد المالية، وتوفير
فرص عمل كبيرة من الأيدي العاملة في مجال المحافظة على
التراث العمراني وإعادة تأهيل المباني والأحياء القديمة والمواقع
التاريخية… وتطوير إستراتيجية التعاون بين المدن العراقية
والمدن الاخرى في البلدان الاسامية والعالمية في مجال المحافظة
على التراث العمراني.
ولابد من إقامة المعارض المتخصصة بروائع الفنون الاسامية
ومعالم التراث العمراني التي تميزت بها هذه المدن عبر قرونٍ
عدة … لاسيما معالم فنون عمائر المراقد الدينية المقدسة ،
ومواقع التراث العمراني في المدن العراقية.
وكذلك العمل على اقامة سلسلة من الحلقات والجلسات بين
الخبراء والمختصين في مجال التراث وفنون العمارة الاسامية
تستعرض الوضع الراهن للتراث العمراني في المدن العراقية
والوسائل الحديثة لتفعيل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وعرض
عدد من التجارب الناجحة في العديد من المدن الاسامية
والعالمية في مجال تأهيل وتطوير معالم التراث العمراني وتحويله
الى مردودٍ اقتصادي هام.
الاجراءات المطلوبة للحفاظ على التراث العمراني في المدن العراقية
من أهم الاجراءات الواجب تنفيذها للحفاظ على التراث العمراني
في المدن العراقية هي :
أولا : تشكيل لجنة استشارية مختصة في الفنون والتراث والعمارة
الاسامية تأخذ على عاتقها متابعة تنفيذ القوانين والتشريعات
المتعلقة بحماية التراث العمراني والحضري، وتحديد مناطق
الحفاظ، لاسيما المناطق التاريخية القديمة وبالخصوص المناطق
المحيطة بالعتبات المقدسة.
ثانياً : الالتزام بالقوانين والتشريعات العمرانية المتعلقة بتشييد
المباني الجديدة في المناطق التاريخية القديمة من المدن
العراقية، لاسيما المناطق المحيطة بالعتبات المقدسة التي صدرت
في خمسينات القرن الماضي.
ثالثاً : اعداد السجل الوطني للمباني التاريخية والتراثية.
رابعاً : اعداد المخططات والتصاميم للمناطق التي شملتها القوانين
المتعلقة بالحفاظ على التراث العمراني من قبل جهات استشارية
هندسية متخصصة في العمارة الاسامية.
خامساً : دعم وتطوير المؤسسات الرسمية والمنظمات غير
الحكومية المعنية بالحفاظ على التراث العمراني.
سادساً : البدء فوراً بترحيل الاستعمالات الصناعية والحرفية
والتخزين الى خارج المناطق التاريخية القديمة.
سابعاً : الاستفادة من تجارب البلدان المجاورة المتميزة والرائدة
في مجال الحفاظ على التراث العمراني، ) تركيا وايران ( نموذجاً.
ثامناً : انشاء مراكز للتراث العمراني والفنون الاسامية في
المحافظات العراقية كافة.
تاسعاً : تهيئة وتدريب الكوادر الفنية العراقية في مجال الحفاظ
على التراث العمراني.
عاشراً : الإلتزام بمواثيق الأمم المتحدة، لاسيما منظمة اليونسكو
إزاء المباني الدينية وشمولها بالمعايير العالمية لحماية التراث.
الحادي عشر : الاستفادة من الموارد الثقافية لتحفيز التنمية
الاقتصادية وربطها بخطة التنمية الوطنية.

(Visited 9 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *