السلطة تتنظر حصاناً يقتحمها ”  أمير الخطيب

السلطة تتنظر حصاناً يقتحمها ” أمير الخطيب

امير الخطيب

    مع إقتراب المعركة الانتخابية بدأ السياسيون ورجال الأحزاب و الناشطين والمتابعينومحركو الرأي العام بنشاطهم المعتاد قبل كل انتخابات..

الأحزاب أعدت برامجها وبدأت بتنفيذها و قامت بتحشيد لمعركتها الانتخابية القادمة للحصول على حصتها البرلمانية، والزعماء بدأوا بشحن جماهيرهم  بكلماتعاطفية،  كما  شاهدنا وسمعنا ما قاله السيد مقتدى الصدر مؤخراً بإعلانه عنموعداستشهاده الذي بات قريباً  على حد قوله !

اعلان السيد مقتدى هذا لم الاول من نوعه ، فقد أعلن سابقاً  وقبيل الانتخابات السابقة،بأنه سيقتل او يُغتال ، مما اثار عواطف قواعده الشعبية التي التفت حوله  وحَصَدَ ماحصده في انتخابات ٢٠١٨ .

فهذا الاعلان  كما يراه البعض هو نوع من انواع الدعاية الانتخابية ، التي تعتمد علىالعواطف والمشاعر ، والتي  لا تفضي الى بناء دولة .

وفي الجانب الاخر  نشط سياسيو  الحشد

أيضاً  ، الذين لم يغيروا كثيراً من خطابهم في هذه الانتخابات عن سابقتها، فقد عادخطاب الدفاع عن المذهب وعداوة إسرائيل والمؤامرات الصهيوامريكية وتفشي العلمانيةفي المجتمع! وهذا أيضاً له جمهوره الذي يستجيب لمثل هكذا خطاب

المدنيون ومحركو الرأي العام عادوا لاسطوانتهم المقاطعة  للمقاطعة دون تقديم بديلحقيقي ومقنع ، رغم إننا جربنا المقاطعة في عام ٢٠١٨ و لم تأتي بنتائج سوى سيطرتالاحزاب الدينية  ومافيات السياسة  على اغلب مقاعد  مجلس النواب وبالتالي مفاصلالدولة .

أما من يؤمن بالديمقراطية دون تجزئتها حسب المزاج، والتداول السلمي للسلطة ويؤمنأيضاً بالخط الذي وضعته تشرين فهؤلاء ينتظرون حصان طروادة الذي سيقتحم السلطةمن الداخل وينخرها تدريجياً ، ويهدم ما بنته احزاب السلطة  التي  تعتاش على الدولةومؤسساتها..

لقد طغى  في صفحات التاريخ السياسي العراقي، مشهد التغيير العنيف وغير السلميمن  خلال الانقلابات والخيانات والتآمر ، وبعد كل تغيير غير ديمقراطي يتنج  عنه أزمةسياسية_ اجتماعية _اقتصادية أصعب من التى كانت!

انإدارة البلدان التي تفتقر للنضوج السياسي و التي تتقاطع في التوجهات السياسية وينتشر فيها الولاء الأعمى للأحزاب ، بالاضافة الى افتقارها للمؤسسات الحكوميةالرصينة التي تدير البلد بغض النظر عن وجود حكومة  من عدمه ، كما يحصل  وحصللكثير من  البلدان في العالم ، هذه البلدان لا تتحمل أي تأزيم سياسي ، أو حلول ترقيعية، أو  مشاكل لا حل لها .

منذ عام ٢٠١٨ وللآن ننتظر المقاطعين أن يقدموا لنا طريقهم للتغير  ، وان يطرحواالبديل  المناسب عن الطريق الذي تسلكه بلدان العالم المتحضر والتي تسعى للتطور كمانسعى نحن  العراقيين

فكما يوجد ترف سياسي نحن في غنىً عنه في وضعنا هذا، يوجد ترف ثوري أخطرعلينا من السياسي.. نعم

روح التمرد والوطنية نحتاجها كثيراً ، لكن بالوقت نفسه نحتاج لملمة صفوف المطالبينبالتغيير وفتح طاولة حوار وفسح المجال كثيراً للحلول التي لا تكلفنا مزيداً من دماءالعراقيين المحتجين التي ملأت افواهنا.

(Visited 40 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *