محمد توفيق علاوي
يرجع الفضل الكبير لكثير من جوانب التطور في النظام المصرفي العراقي والسياسة النقدية في يومنا الحالي إلى الدكتور سنان الشبيبي.
إن اكبر إنجاز حققه الدكتور سنان الشبيبي هو إنشاء نظام مصرفي متطور أستطيع أن أقول من نقطة الصفر لنظام إقتصادي حر مع فتح المجال لقيام مجموعة من المصارف ألأهلية وتصريف العملة بشكل حر وحرية التحويل وفتح الإعتمادات والمقاصة الألكترونية ضمن سوق مفتوح مقارنة بألنظام المصرفي المركزي الإشتراكي السابق، لقد تمثلت السياسة النقدية التي وضعها الدكتور الشبيبي بستة محاور مهمة سنتناولها أدناه، وهي:
1. الحفاظ على سعر ثابت للعملة مقارنة بالمرحلة السابقة التي كانت العملة فيها تتدهور قيمتها يوماً بعد يوم من دون وجود محددات، لقد ثبت سعر العملة بمقدار مقارب ل(1500) دينار للدولار الواحد عام (2003) بعد أن كان ما يقارب (3000) دينار للدولار الواحد وبقي هذا السعر ثابتاً حتى عام (2006)، حيث تم رفع سعر الدينار بالتدريج حتى بلغ الدولار أقل من (1200) .
2. إتخاذ سياسة لإيجاد وتأمين إحتياطي البنك المركزي كغطاء للعملة العراقية من العملات الأجنبية والذهب والمحافظة عليه، لقد إستطاع الدكتور سنان الشبيبي توفير مبالغ تجاوزت الثمانين مليار دولار كإحتياطي وغطاء للدينار العراقي خلال تسع سنوات من توليه إدارة البنك المركزي، وهذا يعتبر من أهم إنجازات الدكتور سنان الشبيبي على الإطلاق .
3. إتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل إنشاء منظومة مصارف أهلية عراقية، حيث كان القطاع المصرفي العراقي يغلب عليه المصارف الحكومية ولا وجود للمصارف الأهلية إلا على مستوى ضيق ومحدود، المشكلة في العراق ليس أفتقادهم للخبرات في هذا المجال فحسب، بل عدم وجود رؤوس أموال عراقية كافية لإنشاء مصارف أهلية، فكانت سياسية الدكتور سنان عدم الطلب إبتداءً برأس مال كبير لإنشاء المصرف، وقام المصرف المركزي بمساعدة المصارف الأهلية للنهوض ولتحقيق أرباح وذلك برفع نسبة الفائدة المصرفية، ونشأت عشرات المصارف الأهلية الجديدة، ولولا إتخاذ هذه الخطوات لما كان في الإمكان نشوء مصارف عراقية بملكية عراقية، بل كان من الطبيعي أن تنشأ فروع في العراق لمصارف غير عراقية، ويعود الفضل في ذلك للدكتور سنان الشبيبي، فضلاً عن ذلك فقد أدت سياسته إلى توليد ثقة بالمصارف ألأهلية العراقية فبدأ الناس يودعون أموالهم فيها وبفوائد عالية وهم واثقون منها خلال عهده، ولكن للأسف بسبب التخبط والسياسات غير المدروسة لمن جاء بعده فقدت الثقة بشكل شبه كامل بالمصارف العراقية بشكل كبير.
4. ألحفاظ على سعر تصريف موحد بين سعر التصريف الرسمي للبنك المركزي وسعر التصريف الموازي لسوق العملة خارج المصرف المركزي مع فرق عمولة بسيطة تحسب بشكل طبيعي للمصرف كما هو في دول العالم المختلفة، لقد إستطاع الدكتور سنان الحفاظ على هذا الواقع منذ توليه للمسؤولية عام 2003 حتى أواسط عام 2011 حيث زاد الطلب بشكل غير طبيعي على الدولار بسبب الحصار الذي فرض على أيران وبسبب الأحداث الدموية في سوريا،.
5. السيطرة على التضخم (Inflation) حيث وصل التضخم إلى أكثر من (53٪) عام 2006، وإستطاع الدكتور سنان بسياسته الحكيمة الهبوط بالتضخم إلى أقل من من (3٪) عام 2010
.
6. دور المتابعة والتنفيذ لمقررات نادي باريس، إن نادي باريس حقق أعظم إنجاز إقتصادي ومالي للعراق خلال تاريخه المعاصر، حيث كان العراق يرزح تحت كاهل كبير من الديون بلغ حوالي (140) مليار دولار، لقد إستطاع الدكتور سنان الشبيبي مع آخرين التحاور مع كثير من الدول التي كانت لديها ديون باهضة بحق العراق إلى التنازل بمقدار حوالي 80٪ من تلك الديون، أي إنهم إستطاعوا توفير مبلغ أكثر من (100) مليار دولار، للأسف تذكر الآن السرقات الكبرى، ولكن لا يتم التطرق للإنجازات الكبرى التي تعادل السرقات في أهميتها ولكن بشكل معاكس ، يجب أن لا ينسى الشعب العراقي ما حققه الدكتور سنان الشبيبي من خدمة كبيرة جداً للوطن وللمواطن، وهو نقيض ما سرقه السياسيون الفاسدون اللاحقون من أموال هذا الشعب المستضعف.