« اوكرانيا كيف كانت وكيف اصبحت » د. حيدر سلمان

« اوكرانيا كيف كانت وكيف اصبحت » د. حيدر سلمان

د. حيدر سلمان

من اقوى الدول النووية الى دولة هامشية لا فرصة لها للعيش دون تحالف، وهو ماحدث لامتنا ويراد له ان يكون لباقي الامم.

بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1994، احتفظت أوكرانيا بثلث ترسانة الأسلحة النووية السوفيتية وكانت ثالث أكبر ترسانة في العالم انذاك، إضافة لأفضل معدّات للتصميم والإنتاج. واكثر من 130صاروخ باليستي عابر للقارات مداه بين 5 الى 10 كم UR 100 N، بستة رؤوس حربية، و46 صاروخ باليستي عابر للقارات من نوع RT-23، مع عشرة رؤوس حربية والذي لازال لانظير له على مستوى الصواريخ العابرة للقارات، بالإضافة إلى 33 قاذفة ثقيلة، وبالمجموع بقي نحو 1700 رأس حربي على الأراضي الأوكرانية.

تخلت اوكرانيا رسميا عن اسلحتهم رسميا في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية عام 1994 والتي وقعوها مع بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا في ماعرفت انذاك ب ” معاهدة بودابست”.

انطلت عليهم حيلة السلام واصبحوا دولة ضعيفة فالغرب اقنعهم بالبدء بنزع سلاحهم مقابل ضمانات الدفاع واموال لم تدم لهم كثيرا ليعود عليهم الشرق ليفترسهم والغرب ينظر لهم.

 

لايحمي الامم الا مالها واسلحتها وابنائها، اما التحالفات والعداءات فهذه تتغير ولايدوم لك الا ما تمتلكه في وجه الطرفين.

ما يحدث في اوكرانيا يذكرنا كيف انحدر العراق من اقوى دول الشرق الى دولة هامشية لايمتاك حتى مصنع اسلحة خفيفة، لايستطيع نظامه الاستمرار دون المد الغربي او الشرقي في تكوينته، و حتى بعض الدول التي نمت اساليبها الدفاعية من كوريا الشمالية او ايران او تركيا او باكستان او الصين كلها لها حق تنمية قدراتها كما الحق للدول التي امتلكتها وتمنع امتلاكه لمن ذكرت.

افضل من وصف وضع اوكرانيا وكيف تم نزع سلاحها النووي وخداع شعبها هو السياسي الاوكراني المعروف يوري كوستينكو والذي كان كاتبا في بداية مسيرته في كتابه “اوكرانيا ونزع سلاحها النووي’:
Yuri Kostenko, Ukraine’s Nuclear Disarmament: A History (Harvard University Press, 2021). ISBN: 9780674249301

كلنا تعرضنا للخداع وكلنا مذنبين وكلنا صفقنا، علما ان نزع السلاح النووي من اوكرانيا كان بارادة وتصفيق شعبي وبدفع اعلامي وسوء تقدير، وكأنني اتحدث عن العراق، حيث كان اسقاط نظامه بمد شعبي قبل الدولي لينتهي بتمزيقه وتحويله لخرقة غارقة بمشاكلها الداخلية.

 

(Visited 19 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *