السيد حسين الصدر
-1- لقد رَحَلَ عنّا الصدْقُ … ، فتعالَوْا نقرأ له الفاتحة …
-2- والسؤال الآن :
انك حين تصدق في حديثك وفي عملك فمن الذي تَصْدُقُه ؟
والجواب :
جاء على لسان رسول الله (ص) حيث روي عنه أنّه قال ( مَنْ صَدَق اللهَ نجا ) .
فانْ كنتَ تزعم أنَّ الطرف الآخر هو انسانٌ مِثْلُك فقد ابتعدت عن الحقيقة، بعد هذا البيانالنبوي الشريف .
-3 – واذا كانت القصة احدى الوسائل الفاعلة في التربية والتهذيب فانَّ الرسول (ص) قداعتمدها في منهاجه التربوي تماماً كما فعل القرآن الكريم ذلك ،
ولقد ألّف بعض الأعلام كتابا أسماه (قصص القرآن )
-4- وفي مضمار الصدق وردت هذه القصة البليغة عن الرسول العظيم محمد (ص) حيث جاءعنه قوله :
” إنَّ ثلاثة رجالٍ انطلقوا الى الصحراء ، فمطرتهم السماءُ فَلْجَؤوا الى كهف في جَبلينتظرون إقلاع المطر ، فبينما هم كذلك اذ هبطت صخرة
مِنَ الحبل وجثمت على باب الغار فيئسوا من الحياة والنجاة
فقال أحدهم :
لينظر كلُّ واحدٍ منكم الى أفضل عَمْلٍ فليذكره ، ثم ليدعو الله تعالى عسى أنْ يرحمناوينجينا :
فقال احدهم :
اللهم أنك تعلم أني كنتُ باراً بوالديّ ،
وكنتُ آتيهما بغبوقهما فيغيتبقانِه ، فأتيتُ ليلةً بغبوقهما فوجدتهما ناما ،
وكرهت أنْ أوقظهما وكرهت الجوع، فلم يزل ذلك دأبي حتى طلع الفجر فانْ كنتُ عملتُ ذلكلوجهك فافرج عنا ،
فمالت الصخرةُ عن مكانها حتى دخل عليهم الضوء .
وقال الآخر :
اللهم انّك تعلم أني هويتُ امرأةً تلقيتُ في شأنها أهوالاً حتى ظفرتُ بها ، وقعدتُ منهامقعد الرجل من المرآة ، فقالت :
إنّه لا يحل لك أنْ تفضَّ خاتمي الاّ بحقّه ، فقمتُ عنها ، فانْ كنتَ تعلم انّه ما حملني علىذلك الاّ مخافتك فافرج عنا ،
فانفرجت الصخرة حتى لو شاء القوم أنْ يخرجوا لقدروا .
وقال الثالث :
اللهم انّك تعلم أنّي استأجرتُ أُجراءَ فعِمِلوا لي فوفيتُهم أجورهم الاّ رجلاً واحداً ترك أجرهعندي وخرج مُغاضِبَا ،
فربيتُ أجرَهُ حتى نما وبلغ مبلغاً كبيراً ،
ثم جاء الأجير فطلب أجرتَه فقلت :
هاكَ ما ترى من المال :
فانْ كنتُ عملت ذلك لك فافرج عنا ،
فمالت الصخرة وانطلقوا سالمين فقال النبي (ص) :
” مَنْ صدق الله نجا ” .
{ الغبوق : هو شراب الليل في مقابل الصبوح شراب الصباح }
أقول :
انّ السهر في خدمة الوالِدَين هو مِنْ أعظم ألوان البرّ بها ، وآثاره الدنيوية ملموسةملحوظة أمّا الأخروبة فحدّث عنها ولا حرج .
وإنّ من الورع الصادق الاقلاع عن اجتراح الزنا مع القدرة عليه .
وما يقال في الزنا يقال في سائر المعاصي والذنوب الآخرى .
وانّ من الانضباط العالي في الدِين والسلوكِ الحفاظ على حقوق الناس دونما تفريط … .
والصِدْقُ في التعامل مع الله هو الذي يقود الى الصدق في التعامل مع الناس .
فهنيئا للصادقين مع ربهم ومع الناس .
وهنيئا للصادقين مع أنفسهم أيضاً .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com