رجل من رمال البحر . .. عبد الجبار الحمدي

القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي

أين انا منك يا حلم يقظتي البعيد؟ أين أنت منيوقد تاه ساعي البريد، لم يكن في حسبانِ يوما انيلا أعي بأني خرقت قانون طبيعة الحب، كيف تسنىلي أن أتركك تذهب تنساب من بين أضلعي الى عالمأفقدني الدهشة فلم أدرك بعدها اني في فضاء غيرموصول بكل السطور التي رسمت وكتبت… تيهيأخذني بعيدا الى رمال الصحراء التي رسمتصورك وصوري على رماله… يا الله ما اسرع الريحفي مسحها دون إرادة منك او إرادة مني… لعبتطواحين الهواء وهي تتراقص بإبتذال تضحك علىحلم كاد يراودني في وقت ما.. لم تلك الانثىالساذجة لملمت أحلامي وصورك من عالم الصحراء؟ثم ذهبت بها حيث رمال البحر، حيث ذكرى أنا هناكوانت بداخلي احملك كالوليد تعتصر كل خبايايفأصيغها هوسا بك… آه لو تعلم كم أذوب عشقافيك.. أحبك حتى العبادة، فأنت محراب الذي اركنإليه في خلوتي، همسك، حديثك، صمتك، صراخك،رغبتك فورة غليان بركان الولة عندك يا الله!!! إنهاكلي انا بين يديك، صدقني حينما اقول لك حتىانفاسك التي تتنفسها بعيدا عني اجري وراءهااجمعها كفراشات اتذوق لون اجنحتها وهي ترفرفبعيدة عن نار قلبي، هوس جنوني يدعني اجعلكاسير قيود عشقي لك، لا ادري سمه ما شئت تَملُك،عبودية، اي شيء تسميه افك طلاسمه اعيدصياغته بأنه جنون الحب، نعم يا حبيبي انامجنونة بك بعرض وعمق وأُفق هذا البحر الذي اراكتركب أمواجه كما كنت تفعل معي حين تطيح بيمن أول قبلة، اجدني ابتعد عن العالم، اتيه بينصرعات رغبة وهذيان الخوض رغبة الى مطارحةالغرام، في كل مرة كأنها تجربتي الأولى معك ارفقبأهاتِ حين اسمعها… اشعر بلذة المنتصر نشوةبصعودك سفينتي سفينة الرغبة الجامحة التي ماان تركبها حتى تظهر انك سندبادِ الذي ركب فورةعاتي البحر يخرج ولعة يثبت انه يمسك بدفةالسفينة… لكني وعلى غير العادة لا ادعك تفعلأطيح بالصاري الذي كنت تعتمد عليه، أسلبك إرادةالحراك، أقتاد كل جنونك ورغبتك حيث ما أريدتتصنع التعب لكني أسقيك من شفاهي خمرك الذيتعشق فتعود تمسك بي كمن يركب البحر لأول مرة.. ها انا ارسل اليك نوارس العشق حيث انت يا منرحلت دون الإتيان بأي نبأ عن مكانك، ارسم صوركعلى رمال البحر بعيدا عن رمال الصحراء والريح، لماعي أن براكين العاذلين سيدفع موجهم بالبحرليزيل صورك او تلك السفينة التي صنعت منرماله… هدمها الموج كما كل آمالي… كم كانتخيبتي بهم!! ولكن أين أنت؟؟ سؤال صرخت فيبطن الصحراء قبل فضاءات البحر غير أن صداهيعود بنفس السؤال..أين أنت؟

ها أنا يا حبيبي اقف على ساحل البحر، أمد يديالى الأفق البعيد علَّ أصابعي تلامس ملامح وجهكالذي بات شبحا أطارده في كل مكان، لم يعد البيتالذي كان يلفنا موطن جراحاتي، لقد حملتنيصورك وانت وكل ما فيك وكل ما احب الى الخروجبحثا عنك…. استوقفتني نفسي كثيرا وانا اجلسعلى مساطب كانت لنا مواعيد لقاء استنطقهابغضب مني فوجدتها خرساء تدفع بي بعيدا فما انأراها تلفظني بعيدا اعيد بعد اعتذاري لعصبيتيفأطبطب عليها على مكانك الذي كنت تجلس فيهاحتويه بحرارة احسها الآن، اتلذذ بمشاعري وانااتذكر… سالت اعمدة النور وصاحب عربة الذرةالذي كنت تبتاع منه لي ولك اصابع الذرة المشويةالتي يحمصها فتأتي رائحة انفاسك بعد تذوقك لهاقبل رائحتها فتثيرني اشعر اني بحاجة إليك أكثرمنها اتضور جوعا الى مطارحة الغرام معك… مجنونة أنت قلتها مرة حين قلت لك أني اريدممارسة الحب معك في خلوة كانت بعيدة عن بائعاصابع الذرة، رغبتي جامحة مجنونة اثرت فيكالغريزة رغم أنك حاولت الامتناع لكني جعلتكتشعر بالجنون فضاجعتني بقسوة وشره، كنتاتلذذ وابتسم ونفسي في ذات الوقت كان مساءرائعا بالنسبة لي شعرت اني امتلك العالم كله بينيدي، امسيت أيقونة العشق لجميع النساء، أدركتأني أنثى أستطيع ان أطيح برغبتي بكل المعاييروالتقاليد… إنها الرغبة تلك التي اطاحت بعروشوأكاسير وسلاطين بسبب أنثى… كنت ملكة بحقوكنت الفارس والأمير والملك الذي انحني بين يديهبكل ما أملك من جبروت، ها انا يا حبيبي  بت ابحثعنك في كل مكان، لم اعي أني افقدك شيئا فشيئاكأنك زئبق أنزلقت من حياتي دون ان أشعر… مكثتفي ظلمتي طويلا راجعت نفسي أنبتها لمتهانازعتها كل شيء حتى صرخت وقالت: أني فقدتكبسبب جنوني وجعلك ملكا دون مملكة، ألبستكتاجا دون ان يكون من حقي أو رغبة منك بان امنحكأياه كأني جعلتك ترتدي اساور من ذهب لكنها فيقرارة نفسك كما قالت نفسي مرة اساور من حديد… لم افهم حتى سألت نفسي بصوت عال هل جعلتمنه عبدا رجل تثيره رغبتي فأشتهيه واجبره علىمضاجعتي؟ هل كان يعني اني اردته رجل للجنسفقط؟ اسئلة كثيرة خرجت على شكل دخان متطاير لايبقي معناها مما اهذي به… لا ابدا حبيبي لااصدق هوس نفسي فانت كنت مجنونا بي الى حدأني كنت انصاع الى رغبتك في أي لحظة… أنت منعودتني على اطارحك الغرام في اي وقت اشعر انيبحاجة اليك… ألم تقل لي ذلك؟؟ لا ابدا لم يكن هروبهاو ابتعاده عني لذلك السبب احس ان ما تقولهنفسي نتيجة غيرتها إن الأنثى التي لم تتذوق كماأنا لابد أنها تشعر بالغيرة… لا لن يكون هاجسنفسي حقيقة، لم يكن عبدا لي بل كنت محظيتهوعشيقته التي افتتن بها كشهريار بعد اطاحت بكلابوابه المنيعة، جعلته يطرق بابها ألف ليلة وليلة… ينصت لحكاياها.. يعيش العالم الذي ادخلتهبإرادته لكن بمكرها هكذا خلقت أنثى ذات مكر لكنيما مكرت له لولا أني شعرت بأنه الرجل الذي اعشقوالذي لا تلوذ أنثى بظله إلا لأنها تحبه بجنون… آهيا أنت!!! لو ترى حالي وانا ألملم حبات الرمل منعلى ساحل يمك، أرسمك بكل معانيك بقسماتوجهك، ابحث عنك في أحاسيسي مشاعري وروحيوبين كل شغفي ورغباتي إليك… فلا أراك منيببعيد، فما أن تكتمل صورتك يأتي الموج فيمحوصورتك من على رماله إلا صورتك التي احتفظ بهافي قلبي تلك التي لولاها ما كان لي نبض ولاحياة… سأبقى انتظرك لأني أعلم أنك ما ابتعد إلالأجلي، كي اشتاق إليك أكثر حتى أعيد إشراقتيإليك… أعلم جيدا أنك ستأتي دون ان تخبرني..

هاهو المساء قد جاء وهاهي رائحة اصابع الذرةالمشوية قد داهمتني، غير أني اقسم ان رائحةانفاسك الى نفسي اقرب منها…

لم تشعر بقدومه فجأة إلا وهو يمسك بها قائلا: كنتمجنونا عندما ابتعدت عنك لم أكن في وعيي لاتنطقي بأي حرف فأنا سأشرح لك كل شيء ولكنليس اللحظة…

لا اخفيكم كانت تلك اللحظة عالم آخر وهو يرويشفاها وحلمات نهديي العطشى يلثمها بشغفمجنون.. كنت لحظتها ابتسم وانا اقول لنفسي هذاهو الرجل الذي اخبرتك عنه إنه رجل من رمال البحرينساب خلسة ولكن كعاتي البحر.


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *