كاكه تؤمر

جاء مسرعًا كما اعتاد ان
يلقاني قبلني بحرارة مرتفعة
برقت عيناه احسسته يصرخ
او يضحك بصوت مرتفع،
انه صديقي الذي اعرفه
منذ سنين لكن هذا اللقاء
فاجأني، وهو مبتهج كاكه
توءمر هذا ما قاله قلت له
لم اطلب شيء حتى تقول
كاكه توءمر.
عادت بسمته الهادئة
المحببة الى قلبي صارت
عيناه بعيدة وحالمة. اتصل
ابي منذ يومين وحكى لي
حكاية.
قال ابي منذ حوالي خمسين
سنة سافرت الى الجنوب
الى مدينة )عرفت من خال
وصفه انها مدينتك( التقيت
هناك باناس لا اعرفهم ولم اكن آنذاك اعرف لغتهم الا القليل.
ابتسم بوجهي كهل حينذاك وقال كاكه توءمر لاتقول لك كم كان وجهه
جميل انطبع بقلبي وكلمته لم ولن انساها ماحييت.
كان والدي في قريتنا يسمونه كاكه توءمر، لأول مره اعرف لم يسمون
ابي بهذا الاسم .
صديقي هذا لم اعرفكم عليه، اسمه هورى انه صديقي من كردستان
العراق. اسمر بلون اهل الجنوب. يبلغ طوله 192 ضخم العظام كثير التبسم
حين يصافحني احسه يهرس كفي التي تضيع في كفه لكن بسمته وهو
يصافحني ينسيني المي واسحب يدي ضاحكا .
هورى انه بطل العراق بالتكواندو سأروي لكم قصته باختصار في منتصف
الثمانينات كانت هناك دوره لالعاب القوى في القاهرة شارك بها العراق
وكان هورى احد المشاركين.
هورى حاز المدالية الذهبية ساعة تقليده المدالية قال المذيع ان هورى
بطل العرب بلعبة التكوندو.
قال هورى انه كوردي ولن يكون بطل العرب، ساد الملعب بعض الهرج
لصراخ هورى انه عراقي كوردي وليس عربيا.
حمل هورى مكتوفا الى بغداد وسجن سنتين ثم خرج بعفو لانه لم تكن
قضية ضده .
سردت عليكم قصة حصلت فعا انتهت قصة هورى، ليبدأ وجعي مع
الكلمات التي رسبت بروحي منذ المراهقة حتى الان كما قلت لكم )القومية(
نعم هي الكلمة السحرية التي نرقص لها ونغني ونموت ولم افهم معناها
حتى قص لي هورى قصة ابيه، قصصت نصفها والان ساقص عليكم
نصفها الاخر.
والد هورى لم يعرف معنى القومية حتى هدمت سقف داره حين كان يصلي
في صحن داره الريفية، وحين رأى اخوته وابناء عمومته يحملون القومية
والساح عرف القومية، مرة اخرى بكى وصمت حتى اخر عمره،
عذرا هل احد يعرفني معنى القومية هل هي عداء ام استعداء ام هي حب
يتحول كرها حين نصحوا او نغيب.