الفنان جواد الشكرچي للمستقل : ليس هناك عنصر في العرض المسرحي أهم من الممثل

الفنان جواد الشكرچي للمستقل : ليس هناك عنصر في العرض المسرحي أهم من الممثل

أجرى الحوار : حليم هاتف

‎كثير من الفلاسفة والممثلين نظروا لعمل الممثل مثل ديدرو وهيكل وكوكلان وادموندكين وجوزيف تالما ولايمكن أن نتفق على رأي محدد لطبيعة اداء الممثل .. جواد الشكرچي ذلك الممثل الساحر ماهي وجهة نظره لوجود ممثل مفكر ؟

‎الحضارات الاولى في الكون والتاريخ البشري ظهرت في بلاد مابين النهرين ( العراق العظيم ) وهي السومرية والبابلية والأكدية والآشورية وقد ظهرت بعد ذلك العديد من الحضارات وهي الفرعونية والفارسية والهندية واليونانية والرومانية..وقد كانت الحضارة اليونانية أولى الحضارات التي ظهر فيها المسرح والكتابة المسرحية على يد أسخيلوس وسوفوكليس وميناندر وأرستوفان معتمدين في معظم كتاباتهم على ملاحم هوميروس العظيمة ( الإلياذة والأوذيسة ) وكان الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس اول من كتب عن المسرح وقواعده ..
‎وقد تناول المسرح والأدب المسرحي بشكل خاص صراع الانسان مع الآلهة بعد ان كان صراعه مع المخلوقات الأخرى من أجل البقاء..وتناول الفن بكل صنوفه وأشكاله على مر العصور هذا الصراع
‎التي عاشه الانسان منذ الخليقة..
‎فمن صراعه من اجل البقاء الى صراعه مع الآلهة الى صراعه مع الإنسان الى القدر الى الذات الى الحب الى صراعه الإجتماعي والطبقي وصولاً الى صراعه وسط الحروب الاستعمارية والإقتصادية في القرن الماضي والى يومنا هذا من اجل إمبراطورية الإنسان الشيطان .
‎وعليه فأنا أرى أن الممثل يجب ان يكون قارئاًجيداً لهذا التاريخ الحضاري والإنساني ويكون مفكراً واعياً ومكتشفاً للنفس البشرية وباحثاً حقيقياً عن ماهية الإنسان وكينونته في هذا العالم..وقد ظهر العديد من العلماء والفلاسفة الذين خاضوا في كل المجالات وخاصة الانسانية منها ..وقد عرف المسرح الكثير من الباحثين والمنظرين في حقل المسرح مثل غروتوفسكي ومايرخولد وَمِمَّن ذكرتهم في سؤالك لكنني وجدت ان العبقري قسطنطين ستانسلافسكي ، ذلك المعلم الروسي الحقيقي لفن المسرح وفن الممثل والذي تلقيت تعاليمه ودروسه بشكل صحيح على يد استاذي ومعلمي الملهم الكبير الراحل بهنام ميخائيل ايام دراستي طالباً في معهد الفنون الجميلة في بداية سبعينيات القرن الماضي في بغداد

‎الممثل هو الوتر الذي يعزف به المخرج وهو الحامل للعلامة في تعامله مع عناصر العرض ..
‎بماذا تميز جهد الممثل وهو العلامة الاهم في عناصر العرض

‎ليس هناك عنصر في العرض المسرحي اهم من الممثل ..فالممثل هو الروح وهو المادة..لهذا لايمكن لنا ان نعزو فشل عرض مسرحي أونجاحه إلا بأخفاق أوتألق اهم عنصر من عناصر العرض ألا وهو الممثل ولولا الممثل لن يكون هناك عرض ..ولان الممثل هو الروح والمادة يجب ان يكون الممثل على أهبة الاستعداد من خلال تدريباته الصوتية والجسدية والثقافية والذهنية كالجندي الذي تهيأ لدخول معركة ..
‎على الممثل ان يكون مفكراً وباحثاً
‎وقديساً ، لا أن يكون بهلواناً ومهرجاً كما نراه اليوم على خشبات المسرح المقدسة وهو يستعرض مهاراته التقليدية الساذجة امام الجمهور.
‎ولهذا مطلوب من الممثل الخلاق ان يشتغل على صقل موهبته من خلال التكوين الأكاديمي والمعرفي وان يكون جاداً في التمارين التي تؤهله روحياً وفكرياً وجسدياً وأن يتمكن من السيطرة على أدواته الجسدية والصوتية بالتركيز العالي وعلى الخيال الواسع ليجسد مايمكن تجسيده لبث الأحاسيس والمشاعر عبر الجسد المتحرر الواعي وعبر الصوت المعبر والمؤثر والعميق …

‎هناك اعمال مسرحية لايمكن ان تغادرها الذاكرة المسرحية .. مثل قصة حب معاصرة .. دزدمونة .. الجنة تفتح ابوابها متأخرة .. لو .. مطر يمه ..
‎ماذا تشكل في ذاكرة الشكرجي ؟؟

‎مسرحية قصة حب معاصرة…..
‎اسميها قصة حب محاصرة..هذه المسرحية كتبها فلاح شاكر المؤلف العراقي المسرحي المبدع اثناء القصف الثلاثيني على العراق عام 1991 في البصرة..توقفت الحرب وانطلقت الانتفاضة التي قمعت بالنار والحديد..حين هدأت العاصفتين التقينا كفريق عمل مسرحي ..هاني هاني ، فلاح شاكر ،
‎سهير اياد ، وأنا..لنقدم عملاً استثنائياً
‎فلم نكن إلا مقاتلين نقاتل الموت دفاعاً عن الحياة ونقاتل اليأس من اجل الامل وذلك ما جسدناه اثناء تقديمنا العمل في بغداد وتونس..
‎كان هذا العمل اول صوت مسرحي معارض للحرب ومآسيها..كنت أنا الحبيب مصراً على هجرة الوطن ..
‎وكانت سهير الحبيبة صوت الارض التي تتشبث بكل مالديها من قوة لابقاء الحبيب الذي هو الاب والابن والصديق والزوج..الانسان البائس المنهزم..كانت ملحمة عراقية انتزعنا فيها العديد من جوائز ايام قرطاج المسرحية تأليفاً واخراجاً وتمثيلاً وموسيقى التي قدمها الفنان نصير شمه بعوده الأخاذ مباشرة وكانت موسيقاه بطلاً آخر في العرض وذلك في أواخر عام 1991 بقوة وجدارة..
‎كان الاستاذ الكبير جبرا ابراهيم جبرا رئيساً للجنة التحكيم حينها..وكان انتزاع أعجاب الجمهور في تونس وبغدادهو الأهم لدينا ..فقد رآنا الجمهور العربي في تونس أشباحاً خرجوا تواً من حرب الجحيم ..
‎كان كل واحد منا كأنه العنقاء ينهض من رماده..

‎مسرحية دزدمونة التي كتبها الشاعر الكبير الراحل يوسف الصائغ فهي قصيدة شعرية صاغها صائغ التجريب والتجديد في المسرح العراقي والعربي الفنان الطليعي الراحل الكبير إبراهيم جلال وقدمها لوحة جمالية ..وقد تركت أثراً كبيراً وكان لها أصداؤها في بغداد وأيام قرطاج المسرحي عام 1989 وانتزعت جائزة التأليف ليوسف الصائغ والتمثيل النسائي للفنانة العراقية ليلى محمد مناصفة مع الفنانة التونسية الراحلة رجاءبن عمار…

‎لو .. وما أدراك مامسرحية ( لو )
‎التي أعدتها عواطف نعيم عن قصة قصيرة للكاتب الروسي تشيخوف باللهجة الدارجة وبأجواء بغدادية طقسية..وأبدع في إخراجها بشكل تجريبي جمالي مبهر الفنان المبدع عزيز خيون..كنت وأياه توأم روح هذا العمل وجناحيه الذي حلق بهما العرض الى فضاءات الجمال.. وأجزم بأنه لولا هذه العلاقة الاستثنائية الروحية التي جمعتني مع عزيز في هذا العمل والذي قبله وبعده لما كان هذا العرض الأسطوري شاهداً حياً على عظمة المسرح العراقي..كان منتدى المسرح يكتظ يومياً بمريدي المسرح وعشاقه..كان هناك من شاهد العرض لمرات ومرات..
‎( لو ) كانت سمفونية الألم العراقي الموجع والمشحون بالشجن البغدادي الأصيل..انتزعنا انا وعزيز جائزتي التمثيل والإخراج في مهرجان بغداد للنصر والسلام عام 1988..وانتزعت جائزة أفضل ممثل دولي في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي الثاني عام 1989.. الى جانب ثلاث جوائز فقط وهي …
‎جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل لألمانيا الغربية عن عرض جلسة سرية لسارتر ..جائزة أفضل مخرج لبلغاريا عن مسرحية دون جوان..
‎جائزة أفضل ممثلة لبريطانيا

‎( مطر يمه ) كان عملاً اسطورياً ..
‎المسرحية كانت من إعداد عواطف نعيم عن مجموعة قصصية بعنوان طقوس زنجية للقاص العراقي فهد الاسدي..ومن اخراج المبدع عزيز خيون..كانت مطر يمه صرخة في وجه الطغيان والعبودية والظلم..
‎لم تعرض هذه المسرحية سوى عرض واحد يتيم على مسرح الرشيد في مهرجان المسرح العربي في بغداد عام 1990..
‎لن أنسى اللحظات التي تصاعدت فيها السنة اللهب قبل نهاية العرض بدقائق معدودات..كان حريقاً مخيفاً وانا مازلت معلقاً في الفضاء يلتهم ستائر المسرح الخلفية ويلتهم بعض الممثلين الشباب..كانت لحظات رهيبة وعرضاً ساخناً أحال الخشبة الى نيران لشدة انفعال الممثلين بأحاسيسهم ومشاعرهم وهم على خشبة المسرح التي امتدت بين الجمهور مع انسجام الجمهور وتلقيه هذه الحمم التي أحالت المسرح والقاعة الى قطعة من جحيم…

‎( الجنة تفتح ابوابها متأخرة )
‎هي لصيقة روحي وذاكرتي ..
‎هي عرضي المسرحي الذي لم ولن أنساه يوماً ..عرض خماسي تشكل من مؤلف مهووس بالمسرح والإنسان هو فلاح شاكر .. ومخرج محترف الصنعة ومعلم في فن القيادة وخبير في فن الايقاع..إنه المخرج الكبير محسن العلي..
‎وممثلة كبيرة شامخة تبحر في أعماق الشخصية وتغوص فيها حد الالتحام والتوحد ..إنها شذا سالم ..
‎مع رائد محسن العارف اسرار المسرح ولعبته الطفولية..
‎وأنا المنغمس في ذات المسرح والمتشظي عشقاً فيه…
‎الجنة عرضت في بغدادعلى مسرح الرشيد الذي لم يشهد اقبالاً حقيقياً
‎إلا في الجنة..القاعة كانت تكتظ بمئات المشاهدين الذين أدمنوا مشاهدتها وذابوا فيها حباً وحنين..
‎كما أنها عرضت في عدة بلدان هي مصر وقطر والشارقة وأبو ظبي وألمانيا ..وكانت عروس ايام قرطاج المسرحية في تونس عام 1999 وتوجت بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل ومنحت لقب جائزة القرن….

‎ثمة نصان مترجمان هما نص المؤلف ونص المخرج ومؤكد ان نص المخرج مغايرا ومشاكسا لنص المؤلف .. بوصفك ممثل ترى هل يوجد نصا أخر للممثل ؟؟؟

‎نعم ..هناك نص ثالث هو نص الممثل..نص يعارض ويشاكس ويتحد لينصهر في النهاية مع نص المؤلف ونص المخرج ليكون في النهاية نصاً واحداً تجتمع فيه الرؤى والأفكار والرسائل ..

‎هناك مقولة حول عمل الممثل مفادها ( أن الممثل ينحت تمثالا من الثلج ) ؟

‎رأي ساذج وعقيم مع محبتي وتقديري لصاحب المقولة…
‎الممثل لاينحت ..الممثل يخلق..
‎فالصوت الذي يلتقطه من الأثير من بين مليارات الأصوات ..والروح التي يستضيفها في جسده من فضاءها المطلق الذي تحلق هائمة فيه..
‎إنما بهذا يعيد خلق الشخصية من جديد لتحيا حياة إفتراضية جديدة على خشبة المسرح وبين الناس..

‎الممثل يحتاج الى قيادة … من من المخرجين يقود الشكرجي ؟

‎الممثل أيضاً قائد في ميدانه..
‎وان كان لابد من قائد أعلى يقود العمل ..فالذي يقودني هو المخرج الذي يعرف مفاتيح صناديق أسراري
‎هو المخرج الذي يداعب الطفل الذي في داخلي ……..
‎يلاعبه حين يكون يقظاً
‎ويصمت ويدعه حين ينام

‎القصيدة …
‎ماذا تشكل في تاريخ جواد الشكرجي .. علما ان بعض الممثلين اليوم غير قادر على حفظ خمسة ابيات .. اراك في اداء القصيدة كانك شاعرها ؟؟

‎القصيدة هي غذائي الروحي ..
‎منها استلهم عبق الكلمة وعطرها الفواح والمزدحمة بعشرات بل مئات الصور..كنت احلم حين كنت فتىً ان اكون شاعراً ..ولأنني لم افلح ان اكون كذلك ..فقد وجدت ضالتي في ان يكون التمثيل وسيلتي للوصول الى غايتي وهي الصورة الشعرية..فمثلما كل الفنون تسعى لأن تكون موسيقى..سعيت أنا لتكون رقصة روحي على المسرح شعرا..كان الراحل الكبيرالشاعر عبدالرزاق عبدالواحديناديني بتوأم روحي الذي يبكيني شعري حين اسمعه منك ياجوادي ..
‎القصيدة عندي شجرة باسقة عالية
‎وفضاء مفتوح بلا حدود..
‎وبساط ريح يحلق بي عالياً بين النجوم وفوق السحب..

‎مفردة حرب لم تفارق النص او العرض المسرحي العراقي منذ 50 عام ماذا تشكل هذه المفردة في بنية النص واداء الممثل ؟

‎نحن جميعاً أبناء وطن عاش تاريخاً دموياً يطول شرحه..فمن احتلال الى مؤمرات الى اغتيالات الى اضطرابات الى انقلابات الى مظاهرات الى ثورات الى حروب وحصار واحتلال..كيف لنا نحن الفنانون كتاباً كنا ام مخرجين ام ممثلين ام شعراء ان نزيح عنا وعن نتاجنا الفني والأدبي كل هذه المفردات والأحداث..نحن الفنانون كنا ومازلنا نُميت اليأس ليحيا الأمل..
‎الحرب كنا نحيلها الى حب
‎وكنا نحيل الموت الى حياة

‎ماذا لو كنت الان ..
‎مع …
‎يوسف الصائغ ..
‎فلاح شاكر ..
‎عزيز خيون ..
‎هاني هاني

‎لو كنت مع يوسف الصائغ لقلت له مثلما قال شعراً :
‎نذر علي إن عدت معافى
‎أخرج عارية للناس
‎وأرقص أرقص أرقص
‎حتى يندى الحجل وأختبل
‎وأقول للبعيد القريب ..المجنون الحكيم..أقول لفلاح شاكر:
‎قريباً سنقدم ملحمة مسرحية جديدة نعيد للجنة ألقها وفرحتها ..
‎ليكون محسن العلي قائدها وربانها..
‎ولو إلتقيت بالعزيز خيون منفرداً ..
‎لعانقته ..وإلى صدري ضممته..
‎وبقبلة على جبينه ختمته..
‎سأهمس في أذنه..ما كان من حقنا ان نضيع الذي بالحب صنعناه..
‎ماكان من حقنا ان نبحر في متاهات الظلام..بل كان علينا ان نكمل الدرب..ونخلق الفرح والود والأمان..
‎أما أنت أيها الحبيب..هاني هاني..
‎أيها الراهب والقديس في محراب الفن والحب..أيها الصديق الوفي الشقي..لماذا..لماذا غادرتنا مسرع الخطى ..وحملت معك كل حقائبك الحبلى بالأحلام والآمال..

‎افرزت مرحلة الثمانينات وحتى نهاية التسعينات ممثلات مسرح مثل شذى سالم وسهير اياد وهديل كامل .. هل تعتقد ان المسرح العراقي الان قادر على جذب امرأة تستطيع أن تصل الى اداء ما ذكرت من أسماء ..

 

‎شذا سالم فنانة كبيرة وطاقة متجددة وممثلة راسخة..بزغ نجمها منذ أواخر السبعينيات ولاتزال..
‎وكانت هناك إقبال نعيم وإنعام البطاط في منتصف الثمانينيّات ..
‎وفي أواخرها ظهرت سهير أياد ممثلة ممتلئة حيوية واجتهاد وكان من الممكن ان تحقق الكثير الكثير لكنها على حين غفلة إنزوت وأعتزلت..
‎وكانت سها سالم لاتقل كفاءة عن زميلاتها فقد اثبتت في اكثر من عمل مسرحي انها ممثلة متميزة..هديل كامل لم يكن لها حضور مثلما كان لها حضور وتميزفي السينما والتلفزيون ولاننسى والدتها الفنانة الكبيرة فوزية الشندي وشقيقتها هند كامل ..وكانت هناك ممثلات جيدات في منتصف التسعينيات أبرزهن الفنانة الكبيرة آلاء حسين…
‎وعلينا ان ندرك جيداً ان المسرح العراقي قد أنجب خيرة الممثلات في العراق والوطن العربي..
‎زينب..ناهدة الرماح..آزادوهي صاموئيل..مي شوقي..إقبال محمد علي..سعدية الزيدي..سليمة خضير.
‎فوزية عارف..فاطمة الربيعي..
‎سهام السبتي..سعادعبدالله..هناء محمد ..أميرة جواد..زهرة الربيعي..ليلى محمد..
‎هُن نجوم تتلألأ عالياً في سماء الفن العراقي ولن أشك لحظة واحدة ان العراق لن ينجب مثيلاتهن..لأن العراق وطن حضارات..وطن يولد فيه المبدعين والمبدعات..

‎لو عدنا الى مرحلة الطفولة اليوم ..
‎بماذا يحلم جواد الشكرجي بعد هذا المنجز الكبير ..

‎أن أعود طفلاً يقبل أمه كل صباح
‎وأن ألعب في حارات بغداد
‎وأن أكبر من جديد في ربوع الوطن

‎هناك مسلسل عراقي ..
‎ولا اريد ذكر اسمه .. تم انتاجه بمليار ونصف عراقي .. وعند مشاهدتي للمسلسل انا شخصيا وجدت ان الموضوع لا يتعدى ثلاثة خيول و 14 ممثل وثلاث لوكيشنات ..
‎بماذا تفسر ذلك ؟

‎سرقة ونصب وأحتيال

‎مسرح…الحياة والطاقة
‎بغداد…حلمي الجريح
‎صديق…التضحية والوفاء
‎زوجة….توأم الروح والجسد

‎الذي في داخلي وليس في داخله

‎جواد الشكرجي ..
‎ماذا لو كنت وزيرا للثقافة العراقية أو نقيبا للفنانين في ظل هذا الاقصاء والتهميش الذي نال من الفنان العراقي والذي هيمن على الهوية الثقافية العراقية ؟؟؟

 

‎من المؤسف جداً أننا لم نحظى بوزير ثقافة حقيقي بعدالأحتلال إلا بالأستاذ مفيد الجزائري والدكتور ماهرالحديثي اللذين لم يستطيعا بدورهما ان يحققا شيئاً بسبب الضغوط التي حدثت جراء الوضع الاستثنائي في العراق وبسبب تسلط الأحزاب الاسلامية المتنفذة والمحاصصة وغيرها..لم أفكر يوماً ان أكون وزيراً للثقافة أو نقيباً للفنانين لأنني سبق وان توليت ادارة الفرقة القومية للتمثيل بعد عودتي من تونس عام 1997 ولمدة عامين تقريباً وكان حينها الاستاذ فاروق سلوم مديراً عاماً لدائرة السينما والمسرح..وبالرغم من راتبي كان دولارين فقط وكان هذا هو راتب الموظف حينها ايام الحصار لكنني كنت اعمل بكل طاقتي ليلاً ونهاراً من اجل خدمة الحركة المسرحية في العراق بغض النظر عن أية منفعة مالية او معنوية..كان المسرح هدفي ومشروعي ولايزال..كنت صاحب مشروع إقامة أيام بغداد الثقافية الذي استمرخمسة أشهر قدمت اجل الاعمال المسرحية والفنية خلالها الى جانب الاعمال الفنية التي أنتجتها بعض الفرق واكاديمية الفنون الجميلة ..لكنني تركت ادارة الفرقة وبإرادتي لإحساسي بالخذلان والخيبة من الكثيرين الذين كنت اعتقد انهم اهلًا للثقة والمحبة والتقديرمما جعلني ابتعد تماماً عن فكرة الادارة..ومع ذلك فإنني أدعو وزير الثقافة القادم ان يحل دائرة السينما والمسرح من ادارتها العامة لتكون مديريات مستقلة ترتبط بوكيل الوزارة الأقدم ..وتتشكل على النحو التالي:
‎1-مديرية السينما العراقية
‎2-مديرية المسارح والموسيقى والفنون الشعبية
‎3-مديرية الفرقة الوطنية العراقية
‎وتنقسم الى :
‎أ- الفرقة الوطنية للمحترفين
‎ب-الفرقة الوطنية للشباب المبدعين

‎لو كان المسرح العراقي ينظم مهرجانا مسرحيا عربيا أو دوليا سنويا .. هل تعتقد أن ذلك المهرجان سيغير من خارطة قبول الاعمال العراقية في المهرجانات العربية ؟؟؟؟

‎من واجب وزارة الثقافة وعملها وأولوياتها بالأضافة لدائرة السينما والمسرح بهيكلها الحالي ونقابة الفنانين بهيئتها الجديدة ان تدعو الدولة بضرورة إقامة مهرجان مسرحي عربي ودولي سنوي من اجل إعادة الحياة المسرحية بشكل خاص والحياة الثقافية بشكل عام في العراق لاسيما وان العراق كان اهم الدول التي أقامت اهم المهرجانات المسرحية والشعرية والثقافية والفاعل الكبير في المهرجانات العربية والدولية وهذا ماسيعزز فعلياً وعملياً مشاركة العراق في تلك المهرجانات في العالم العربي والدولي..

‎الاعتذار شجاعة ..
‎لمن يعتذر جواد الشكرجي ؟؟؟؟

‎ليس الاعتذار فقط شجاعة..
‎الكرم شجاعة..الوفاء شجاعة
‎التضحية والإيثار شجاعة
‎وهناك الكثير في حياتنا من القيم التي تحتاج الى شجاعة..
‎اعتذر لأمي وأبي رحمهما الله
‎لأنهما رحلا وأنا بعيد عنهما
‎أمي رحلت وانا في تونس عام 1994
‎ابي رحل وانا في دمشق عام 2007
‎أعتذر لوطني العراق لأنني رحلت عنه كثيراً مجبراً لابطلا..
‎أعتذر لتراب العراق الذي منه نشأت
‎ومن ماءالعراق الذي منه شربت .. ومن خيرات العراق التي منها أكلت
‎أعتذر لكل من دون قصدله أسأت

(Visited 404 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *