نهله الدراجي
في قلب القرية النائمة، ينام سكانها في سلام تام، بعيدًا عن الأحداث السياسية والظلم الذي يطغى علىممالكهم…. يعيشون حياة بسيطة ومستقرة، بعيدًا عن صراعات السلطة والفساد… لا يعرفون شيئًا عنالظلم الذي يتعرضون له ويستمرون في تجاهله، وكأنهم في عالم موازٍ حيث تتوقف الأفعال الظالمة عندأبوابهم.
ومع ذلك، يجب أن نتساءل: هل يمكن للجهل أن يكون مبررًا للتغاضي عن الظلم؟ هل هم حقا في حالةنوم عميق أم أن هناك قوى خفية تحاول تثبيط وعيهم ورغبتهم في التغيير؟
إن دراما الوعي والجهل هي مسرحية تتجاوز حدود الزمان والمكان، فهي رمزية تمثل حالة الإنسان فيمجتمعاتنا المعاصرة. فالقرية التي ناسها نيام تمثل المجتمعات التي يهيمن عليها الظلم والاستبداد،والتي يتغاضى أفرادها عنه ويعيشون في حالة من الجهل المريب.
يتصاعد الصراع في المسرحية عندما يُستيقظ أحد السكان، الذي يحمل الشجاعة والرغبة في التغيير، مننومه العميق. يبدأ في استكشاف الحقيقة المرة وراء الحاكم الظالم، يحاول نشر الوعي بين سكان القرية،يتحدث عن الحقوق المسلوبة والحرية المنتهكة.
ولكن يواجه هذا الشخص المثقف مقاومة شديدة. الناس لا يرغبون في الاستيقاظ من سباتهم العميق،فالجهل أصبح ملاذًا آمنًا لهم. يخافون التغيير ويعتقدون أنهم عاجزون عن مواجهة السلطة القمعية. تتفجر الصراعات الداخلية والصراعات الاجتماعية بين الذين يتطلعون للتغيير وبين الذين يتمسكونبالجهل والتسليم للحاكم.
تتطور المسرحية إلى مواجهات درامية ملحمية بين الحق والباطل، بين الوعي والجهل، بينالشجاعةوالخوف. يظهر الصراع الداخلي للشخصيات المختلفة، حيث تتمزق بين الرغبة في الحريةوالتغيير وبين الرغبة في الاستقرار والأمان.
في نهاية المسرحية، يتمكن الشخص الذي استيقظ من نومه العميق من إشعال شرارة الثورة الفكريةوالاجتماعية في القرية. يتمكن من نشر الوعي وإلهام السكان بالثقة في قدرتهم على التغيير. تتحولالقرية التي كانت نائمة إلى مجتمع يتنفس الحرية والعدالة.
تركز هذه المسرحية على الدور الحاسم للفرد في تحقيق التغيير ومواجهة الظلم….
إنها دعوة لنا جميعًا للاستيقاظ من نومنا العميق والتصدي للظلم بشكل فعال، والسعي نحو مجتمع أكثرإنصافًا وتعاونًا.
في عالمنا الحقيقي، يمكننا أن نجد العديد من القرى التي يعيش سكانها في جهل ولا يعلمون شيئًا عنظلم الحكام. من واجبنا كأفراد متحضرين وواعين أن نسعى لنشر الوعي وتعزيز قيم العدالة والحريةوالمساواة. وهي المسؤولية التي يجب أن نتحملها لبناء مجتمع أفضل للجميع.