علاء الخطيب
شهدت بغداد وفي حضن المسرح الوطني ولادة جديدة ، ربما تختلف عن كل الولادات ، ليس بالكم الكبير من الذين شهدوا تلك الولادة و لا بعدد الكاميرات التي وثقت الحدث ، لكن بشكل المولود الذي أطل على عالم مليء بالاحزاب السيامية وبالسياسيين السياميين ( التوأم المتشابهين) ، لقد جاء مختلفاً ، بملامحه وبصوته .
أذَنَ الواثقون بالثوابت الوطنية العراقية في اذنه اليمنى ، وكبروا للعراق ولشعبه في أُذنه اليسرى.
أحتفلوا بعنفوان الرافدين وعمق حضارة بلدهم ، وارثهم العظيم ، يحدوهم امل كبير في تحقيق ما يحلمون به ، باصرار كبير لتحقيق الحلم وتحويله الى واقع .
لم تكن هناك وجوه معتادة أو تقليدية اعتاد العراقيون مشاهدتها في مثل هذه الولادات ، ولا صخب للسيارات المصفحة والفارهة ، ولا حتى حمايات تدفع و تضايق الشباب الذي جاء ليشهد الولادة، بل بشباب آمن ان مستقبل هذا الوطن لا يصنعه إلا من لفحته شمس تموز العظيم .
تموز إله الخصب والنماء إله الاجداد البابليين، إله من صنع حضارة العراق .
اهم ما يميز الحدث هو الشعبية والعفوية و الضرورة الذي انطلق منه ” واثقون ” المولود الذي ابصر النور في قاعة المسرح الوطني، وليس في صالات الفنادق الفخمة ، كانت هذه رسالة مهمة وذات مغزى مهم ، نعم من المسرح الوطني بيت الفن وعنوان الثقافة المدنية .
اختيار المسرح الوطني مكاناً لولادة واثقون ، والـ 15 من تموز كان اختياراً ذكياً ، دل على التمازج بين افكار الحزب وبين المكان والزمان ، وكما يقال ” المكان بالمكين”
اراد الواثقون بهذه الصورة ان يقولوا نحن الناس والناس نحن ، ونحن العراق والعراق نحن ، وهنا تكمن صورة الاختلاف .
كان شعارهم كلمات بسيطة لكنها عميقة .
” حكم رشيد ، سيادة القانون ، رفاه اجتماعي ”
الركائز الثلاثة التي بنى الواثقون استراتيجيتهم عليها ، ليست امنيات بل حقوق لشعب يستحق ان ينالها ، وهم عازمون بقوة ان يحققوا ما يصبون اليه.
واثقون حزب شبابي جديد ، برؤيةٍ مدنية مؤمنة ٍ بالتغيير، ضم شرائح مختلفة من شباب سوح التظاهر ، ومن شيوخ العشائر و الاكاديمين ، والضباط المتقاعدين والحقوقيين والاطباء ، ومن التواقين لعراق مدني تسوده العدالة والرفاهية .
واثقون كانوا واثقين من خطواتهم ، لم يتوقعوا هذا الاندفاع العفوي الكبير من الناس في الحضور الجماهيري المبهر . رغم قساوة الجو وزحام المدينة .
الحضور الكبير الذي غصت به قاعة المسرح الوطني اضاف زخماً جديداً للمولود ، كما انه حمَّل آبائه مسؤولية أكبر في مسيرتهم الطويلة الشاقة .
فقد ولد مولودهم كبيراً ، وهذا بحد ذاته تحدٍ يستحق البذل من اجله .
وسيبقى المسرح الوطني شاهداً على مرحلة مفصلية من تاريخ هذا الوطن الاشم .
Im thankful for the blogReally thank you! Want more