العراق يعترف !!! / علاء الخطيب

العراق يعترف !!! / علاء الخطيب

  علاء الخطيب

الاعتراف بالخطأ فضيلة،قول متداول ، تحقق بشكل عملي قبل ايام ، عندما اعترف العراق بخطأ تاريخي  بحق الكرد العراقيين الفيليين ، الخطأ الذي كلفهم  الكثير من المعاناة والتشريد وانتهاك الاعراض واستلابالاموال . كان من المفترض تصحيحه منذ زمن بعيد  ، لكن ان تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي،  اذ أمر رئيسالوزراء محمد شياع السوداني. بنقل ملفات الكرد الفيلية من شعبة الاجانب الى سجلات العراقيين في دائرةالجنسية .

واخيراً اصبح العراقيون عراقيين .

لقد دفع الكرد الفيليون ثمن الصراع العثماني الصفوي الذي قسم  المناطق الحدودية بين ايران والعراقالولاية العثمانية السابقة ” .

وبناءً على اتفاق ترسيم الحدود ضمن اتفاقيةقصر شيرينعام 1639م والتي تم بموجبها  شطر المناطقالى شطرين ، فقد ارجعت خانقين  ومندلي وزرباطية وبدره وجصان  وشهربانالمقداديةالى العراقوقصر شيرين و سربيل زهاب الى ايران .

ولو دققنا في الامر  وتتبعنا الحدود العراقية الايرانية  من محافظة السليمانية الى العمارة ثم البصرة ،فسنجد حقيقة  واضحة للعيان ، ان من يعشون في تلك المناطق هم اقوام واحدة فرقتهم الحدود ، واعتباراتسياسية، فمثلاً   ان ما يقابل السليمانية في ايران  اكراد  يحملون نفس الثقافة والسحنة  ونفس اللغة ، وهمقومية واحدة ولكن فرقتهم الحدود فهؤلاء عراقيون وأولئك. ايرانيون ، ولو نزلنا الى خانقين سنجد الامر  ذاته، ان ما يقابل خانقين  مدينة قصر شيرين الايرانية ، يقطنها  ناس لهم نفس العادات والتقاليد والسحنةوالثقافة واللغة لهؤلاء الذين يسكنون خانقين ومندلي وغيرها من المدن العراقية ، الا ان الحكومات العراقيةالمتعاقبة اعتبرت  سكان المدن المذكورة ايرانيون رغم انهم يحملون الجنسية العراقية، ويراجعون  دائرةالاجانب، وهكذا   الحال حتى نصل الى الاهواز  العربية اذ تتشابه مع مدن العمارة والبصرة العراقيتين.

   ان اعتبار الفيليون. اجانب ، الذي يربو عددهم أكثر من مليونين  انسان جريمة بحق العراق ، اذ ننزع الولاءعن مكون  اجتماعي عراقي أصيل ساهم مساهمة فعالة في تأسيس حضارة هذا البلد ، و قدم لنا اسماءكبيرة في عالم الفكر والفن والثقافة والادب

أمثال  المؤرخ  جواد علي  ، والشاعر حسين مردان ، والشاعر الغنائي سيف الدين ولائي ، والصحفي فخريكريم ، وقارئ المقام.  حسن خيوكه والسياسي عزيز الحاج وحبيب محمد كريم ، والشاعر رياض النعماني ،والفنان رضا علي والفنان سليم البصريحجي راضيوالموسيقار نصير شمه ، و اول محامية عراقيةزكية اسماعيل حقي  وسيدة  المقام  العراقي فريدة محمد علي ، والموسيقار محمد حسين گمر ، و الفنانصلاح عبد الغفور  ، وقارئ المربعات فاضل رشيد ، وحارس مرمى المنتخب الوطني العراقي جلال عبدالرحمن واللاعب شاكر علي ، اما من السياسيين  علي صالح السعدي ، وعبد الكريم الشيخلي ، و مزبانخضر هادي ، ومرافق صدام  الاقدم صباح ميرزا محمود والقائمة تطول.

لطالما تعرض الفيليون الى حملات لاستلاب الهوية والتشكيك بولائهم للعراق ، بغية عزلهم وتهميشهم ، وذلكلاسباب معروفة . فقد شارك الفيليون في كل الحركات السياسية الوطنية والدينية  وكان اهم دور فعال ،وبالتالي كان هذا احد العوامل التي جعلتهم في مرمى سهام التشكيك ، والتنكر لهويتهم الوطنية .

  ان خطوة رئيس الوزراء السوداني خطوة شجاعة وجريئة تحسب له ، ولو كانت منجزات السوداني فقطهذه الخطوة لكفته . فقد رفع الحيف والظلم عن شريحة عراقية حقيقية، هذه الشريحة التي عانت كثيراً منالاضطهاد ابان حكم النظام السابق ، فقد هجر منهم الاف العوائل وصودرت املاكهم ،  وكانت لهم حصةكبيرة من المقابر الجامعية ، فقد دفن النظام الدكتاتوري 4000 شاب منهم في منطقة السلمان وغيرها منالمناطق ، ومنهم كانوا عسكريين وموظفين وطلبة  جامعيين .

اعتراف العراق بالخطأ يعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح ، كما انها خطوة على مسار توحيد الهوية العراقية.

(Visited 100 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *