الإعلام هو الوسيلة الأهم والأخطر لكشف الحقيقة، ونقل الصورة الواقعية بكل صدق وأمانة، ومن هنا انطلقت مواثيق العمل الإعلامي، وركزت على المصداقية والمهنية ، لذا اعتبر السلطة الرابعة ، وربما الأولى التي تشكل الوعي وتصنع الرأي العام .
ويتحدث الكثيرون عن خطورة الإعلام ، ليس من جانب الموضوعية ، وهو جانب مأمون ، باعتبار الضمير هو الرقيب الاول على العمل الاعلامي ، بل من جانب التضليل، وقلب المفاهيم، وهنا تكمن الخطورة .
التزييف وقلب الحقيقة هو الخطر الأكبر الذي يواجه مجتمعاتنا اليوم ، بعد ثورة الإعلام الشعبي ” سوشيال ميديا social media ” الذي فتح الباب على مصراعية لكل من هب ودب ان يكتب ويقول ، فانتشرت التفاهة والبذاءة والسطحية ، ونتج عن ذلك تسطيح كبير للعقل الإنساني ، واصبحت كثير من المفاهيم المستهجنة مستساغة، ولعل قلب المفاهيم. احدى اهم و أخطر ادوات التجهيل التي يمارسها صناع التسطيح، والذي يطلق عليها البعض بـ ” الحرب الثقافية الناعمة ” .
هذه الحرب التي تبدأ من سرقة المفاهيم والقيم الاجتماعية لبعض الشعوب وتحويلها إلى مفاهيم مرفوضة مثل الشذوذ الجنسي الذي ينقلب إلى ” مصطلح المثلية “ والتحول الجنسي إلى ” حرية الاختيار” والنوع الاجتماعي إو ” الجندر “ إلى الاحساس الداخلي” وحرية المرأة ” بارتداء المايوه ” و الرباط العائلي الذي يحافظ على الحب بين افراد العائلة والمجتمع، يستبدل بـ مفهوم ” الفردانية ” او الاستقلالية ، وهو ” الأنانية، والاستقلالية كلمة جميلة. وبراقة في ظاهرها ولكنها تنطوي على تفسيرات هدامة ” .
وقد لعبت الدراما دوراً كبيراً في قلب المفاهيم ، وتجعل ﺍﻟﻤُﺸﺎﻫِﺪ ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔﻭﺍﻟﻌﺎﻕ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ.
بر الوالدين مفهوم اجتماعي وديني راقٍ ، لكن الصورة تنقلب في بعض المسلسلات ويقدم شاب ﻋﺎﻕ ﻷﺑﻴﻪﻷﻥ ﺃﺑﺎه ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻐﺮه.
فتاة تمارس العهر وتفتخر بانها من بنات الليل بحجة الفن ، وإمتاع الناس وينقلب مفهوم الشرف إلى عمل طبيعي . بحجة انها لا تعتدي على احد .
وهكذا بقية المفاهيم صلة الأرحام والتواصل مع الجيران واحترام الكبير والتعاطف مع الحق كما يحصل مع ” غزةً ” اليوم فيصبح الغاصب والمحتل هو صاحب الحق والضحية المطالب بالحياة هو المعتدي .
ويصبح من يرفض هذه المفاهيم المقلوبة ، هو شخص متخلف وبعيد عن الحضارة ، ولا يؤمن بحقوق الإنسان ، وربما يوصف بالمتطرف او المتشدد .
وكذا الحال مع مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان وتنمية المرأة، وحق الطفل كلها تقلب بطريقة عكسية .
فما نراه اليوم في مجتمعاتنا هو نتاج لهذه الظاهرة الخطيرة والتي تتسلل إلى جسد مجتمعاتنا ومن خلال ادوات مهمة نظيفة وانسانية إلا ان نتائجها ستكون كارثية .
Thank you for sharing excellent informations Your web site is very cool I’m impressed by the details that you?¦ve on this blog It reveals how nicely you understand this subject Bookmarked this web page, will come back for more articles You, my friend, ROCK! I found simply the information I already searched all over the place and just could not come across What a great web site