كاظم حمد فرحان، رئيس الهيئة الإدارية لنادي الغراف، لـ المستقل: االغراف يكتب قصة التحدي

مصطفى طه الياسري

من قلب الجنوب، حيث تتجذر الهوية العراقية في الأرض والناس، يطلّ اسم كاظم حمد فرحان، رئيس الهيئة الإدارية لنادي الغراف، ليعيد رسم المشهد الرياضي بروح وطنية لا تلين. ليس مجرد إداري يترأس مؤسسة رياضية، بل رمز مكافح حمل همّ مدينته ورفع راية العراق في أول موسم يخوضه ناديه ضمن دوري نجوم العراق. رجل جمع بين الرؤية الإدارية والروح التنافسية، فحوّل التحديات إلى فرص، وأثبت أن الرياضة ليست ترفًا بل مشروع حياة، وأن العراق قادر على صناعة الأمل مهما كانت الظروف.

في حديث صريح مع صحيفة المستقل، أكد رئيس الهيئة الإدارية لنادي الغراف أن غياب قانون موحد للأندية جعل المؤسسات الرياضية تعمل في فراغ تشريعي، وأن الحل يكمن في إعادة صياغة قانون حديث يضمن العدالة ويبعد الرياضة عن التجاذبات.

وعن واقع الكرة العراقية، أشار إلى أن المنتخب الوطني أضاع فرصة التأهل المباشر، لكنه شدد على أن مواجهة الإمارات تبقى متكافئة بنسبة خمسين بالمئة، وأن العراق قادر على العبور إذا ما تضافرت الجهود وتوحد الخطاب.

وفي تقييمه للإعلام الرياضي، أوضح أن بعض المنصات باتت أسيرة الانفعال اللحظي، مما أضعف قدرتها على صناعة خطاب مهني مؤثر، داعيًا إلى إعلام مسؤول يواكب الحدث ويمنح اللاعبين الثقة بدلًا من الضغط.

أما عن الاتحاد العراقي لكرة القدم، فقد وصف أداءه بأنه مثقل بالخلافات التي أعاقت التقدم، مؤكداً أنه لا يفكر بالترشح للعمل ضمن الاتحاد، لأن إدارة النادي تتطلب تفرغًا كاملاً، ولأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها.

وتحدث رئيس الهيئة الإدارية لنادي الغراف عن الجهاز الفني للفريق، مشيدًا بعمله الصامت واحترافيته، وموضحًا أن فلسفة النادي تقوم على تطوير الفئات العمرية بخمس فرق مختلفة، رغم العوائق المالية، بهدف صناعة مواهب جديدة تخدم مستقبل الكرة العراقية.

وعن أداء الفريق في دوري النجوم، قال إن النتائج مشرفة، لكن الحاجة قائمة لتعزيز الصفوف بمحترفين أجانب في فترة الانتقالات الشتوية، وفق معايير دقيقة تضمن الانسجام مع فلسفة النادي.

وفي ما يخص التمويل، أوضح أن الدعم جاء من الأمانة العامة لمجلس الوزراء ومن بعض الإيرادات الداخلية، بينما لم يصل الدعم المقرر من الدولة، مشددًا على أن ما تحقق للنادي ليس مصادفة بل ثمرة تخطيط واعٍ وإدارة حقيقية.

أما جمهور الغراف، فقد وصفه بأنه جمهور وفيّ، جسّد صورة مشرفة للمحافظة وللعراق، حتى وصل صدى حضوره إلى خارج الحدود. كما كشف عن اهتمام النادي بالرياضات الفردية مثل الملاكمة والكاراتيه والجودو، مؤكداً أن الغراف ليس مجرد فريق كرة قدم بل مشروع رياضي متكامل.

وفي ختام حديثه، قال: “المشروع الذي بدأناه وضعنا تحت ضغط هائل، لكننا أثبتنا أن الإرادة أقوى من الظروف. ما تحقق هو إنجاز لم تستطع تحقيقه محافظات كاملة، والتوفيق كله من الله.”

ختاماً
لقاء كاظم حمد فرحان، رئيس الهيئة الإدارية لنادي الغراف، مع المستقل لم يكن مجرد حديث إداري، بل شهادة على أن الرياضة العراقية ما زالت قادرة على صناعة الأمل وسط الأزمات. من أبوظبي إلى البصرة، ومن ذي قار إلى بغداد، يظل المنتخب الوطني مرآة العراق أمام العالم، ويظل نادي الغراف مثالًا حيًا على أن العراق لا يعرف المستحيل. الكرة في أقدام الأسود، والجماهير على موعد مع التاريخ في البصرة.


مشاركة المقال :