البضاعة المزجاة …. د. احمد الميالي

البضاعة المزجاة …. د. احمد الميالي

د.احمد الميالي
وردت عبارة البضاعة المزجاة مرة واحدة في القرآن الكريم في الآية ٨٨ من سورة يوسف ” وجئنا ببضاعة مزجاة” ومدلولاتها ومعانيها اللغوية والاصطلاحية تشير الى الرداءة ، القلة ، النقص ، الرثة والكساد..وهذه المعاني والتوصيفات تنطبق على بعض القيادات والنخب السياسية وجيوشها الالكترونية التي اعتادت التسقيط والكذب الذي لايقدم ولايؤخر، لانه مفضوح ومنقوص ورث ومتناقض.
هناك حقيقة مدركة في الواقع السياسي وهي : تكرار استخدام ادوات التسقيط والتصعيد الاعلامي والاتهامات الباطلة دليل قوة الطرف الاخر وضعف واتصاف القاذف بالصفات التي قذوفوا بها خصومهم.
اتهامات الفساد التي تطرح من هذا ضد ذاك مضحكة مبكية اذ يتحدث الفاسد عن فساد وترف خصمه وهو يتحدث ويرتدي البدلة الانكليزية وتفوح منه رائحة العطور الفرنسية والسيكار الكوبي ويصرح من مقر اقامته المغتصب من الدولة او ملاكها ، وتنقل حديثه قناته الفضائية التي يمولها من قوت شعبه او من عمالته لدولة اجنبية، ليتحدث عن فساد وبذخ وعمالة الاخرين.
جزء منهم يدعي انهم واولادهم مناضلوا خنادق والحقيقة انهم مناضلي فنادق وبارات وملاهي شاهدت بأُم عيني احد القادة يزور منطقة امنة والتقى بوجهاءها لتصوره قناته الفضائية انه في منطقة حرب ضد داعش ويفترش الارض ليتقاسم طعامه مع المقاتلين والحقيقة ان حماياته جلسوا معه في بقعة ترابية نائية في المنطقة الامنة والمستقرة ، هؤلاء يصرون على الكذب ولايكلون ولايملون من استخدام عبارات التضحية والجهاد والنضال بمناسبة ومن دونها.
ان مفهوم البضاعة المزجاة لها مصتدق معاصرة في العراق المعاصر تنطبق على القيادات السياسية العراقية التقليدية التي تتحدث عن الفساد وتتهم منافسيهم الذين تفوقوا عليهم في الانتخابات وتزايد شعبيتهم ونجاح اداءهم الانجازي ، على اوصاف اخوة يوسف قبل توبتهم وماعرفوا به من الغدر باخيهم والكذب على ابيهم والاسترقاق والمخادعة لما حضروا عند يوسف حينما أوقفوا أنفسهم موقف التذلل والخضوع وبالغوا في رقة الكلام استرحاما واستعطافا، هكذا هم قادتنا اصحاب البضاعة المزجاة متلونون متقلبون، اينما تكون مصالحهم يتصفون بالتذلل والاسترقاق خاصة عندما تقترب الانتخابات فيتذللون للناخب وللمنافس عند التقاء المصالح طلبا للتمكن وحالما يحصل ذلك يغدروا بناخبيهم ومنافسيهم، انهم فعلا اخوة يوسف واسوء لان هؤلاء تابوا وندموا ، في حين هؤلاء القادة مستمرون بالكذب والغدر ولن يتوبوا ابداً.

(Visited 54 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *