*الصمت التجنبي*  زكي الساعدي

*الصمت التجنبي* زكي الساعدي

 

بقلم / زكي الساعدي

في عالمنا المليء بالأصوات والصخب الغوغائي والعبث بالقيم والمبادئ وانتشار التفاهة وتسلق التافهين وسيطرتهم يأتي الصمت التجنبي كملاذ يبدو امناً وهادئاً ، ولكنه يخفي وراءه الكثير من التعقيدات النفسية والاجتماعية وقد يخفي تحت هذا الصمت بركان من الهيجان الذي قد يحرق الأخضر واليابس بحممه
. يُعرَّف الصمت التجنبي بأنه سلوك يتجنب فيه الشخص التحدث أو الرد في مواقف معينة، غالبًا بهدف تجنب المواجهة أو الخلاف. قد يظهر هذا الصمت كوسيلة للهروب من الضغوط أو كاستراتيجية للبقاء، ولكن ما هي أسبابه وتداعياته على المدى الطويل على الإنسان ؟
وهل هناك مبررات له ؟ نعم ومن اهم أسبابه. هي :

1. *الخوف من المواجهة**: يخشى البعض الدخول في نقاشات قد تؤدي إلى صراعات أو سوء تفاهم، فيفضلون الصمت لتجنب المواجهة التي قد تؤدي إلى خلاف شديد او الموت احيانا🔥
.
2. **انعدام الثقة بالنفس**: قد يشعر الشخص الذي يفضل الصمت أن ما سيقوله غير مهم أو غير صحيح، مما يدفعه إلى تجنب التعبير عن رأيه
.
3. **الحفاظ على العلاقات**: يعتقد البعض أن الصمت يساعد في الحفاظ على العلاقات الشخصية والمهنية ، خاصة إذا كانوا يرون أن الكلام قد يؤدي إلى تدهور هذه العلاقات
.
4. **التجارب السابقة السلبية**: قد يكون الصمت نتيجة لتجارب سابقة حيث تعرض الشخص للنقد أو السخرية بسبب تعبيره عن آرائه وهذا ما حدث للكثير من العلماء وأصحاب الرأي المختلف

ولن يكون الصمت التجنبي حالة صحية دائما وإنما قد يكون له تداعيات منها:

1. **الصحة النفسية**: يمكن أن يؤدي الصمت التجنبي إلى شعور بالعزلة والضغط النفسي، حيث يكبت الشخص مشاعره وأفكاره
.
2. **العلاقات الاجتماعية**: قد يؤثر الصمت سلبًا على العلاقات، حيث يمكن أن يفسره الآخرون على أنه تجاهل أو عدم اهتمام
.
3. **التواصل الفعّال**: يعتبر الصمت عائقًا كبيرًا أمام التواصل الفعّال، مما يؤثر على العمل الجماعي واتخاذ القرارات
.
4. **الفرص الضائعة**: قد يفوت الشخص فرصًا للتقدم الشخصي والمهني بسبب تجنبه للتعبير عن نفسه ومشاركة أفكاره.

امًا كيفية التعامل مع الصمت التجنبي

1. **تعزيز الثقة بالنفس**: يمكن للتدريب على المهارات الاجتماعية وتلقي الدعم النفسي أن يعزز الثقة بالنفس ويساعد على التعبير عن الأفكار بوضوح.
2. **التواصل الصادق**: تشجيع الحوار المفتوح والصادق مع الآخرين يمكن أن يقلل من مخاوف المواجهة ويعزز الفهم المتبادل.
3. **التدريب على إدارة النزاعات**: يمكن لتعلم تقنيات إدارة النزاعات أن يساعد في تحويل المواجهات السلبية إلى نقاشات بناءة.
4. **التعبير الكتابي**: قد يكون الكتابة وسيلة جيدة للتعبير عن الأفكار والمشاعر قبل أن يتمكن الشخص من التحدث بها بصوت عالٍ.
وخلاصة لما تقدم فان الصمت التجنبي هو سلوك معقد يمكن أن يكون له آثار عميقة على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والتقدم المهني. بينما قد يبدو الصمت حلاً سهلاً لتجنب الصراعات، إلا أنه قد يؤدي إلى مزيد من العزلة والضغوط. من خلال فهم أسبابه والعمل على تعزيز مهارات التواصل والثقة بالنفس، يمكن تحويل هذا الصمت إلى قوة دافعة للتغيير الإيجابي والنمو الشخصي

واخيرًا فليس السكوت دائماً علامة الرضا وإنما قد يكون هو الصمت التجنبي وأحذر فان سكوت بعض الناس على الظلم لا يعني الضعف ابداً فقد يخبئ الصمت براكين داخلهم قد تنفجر باي لحضة و تقذف بوجهك ما لا تستطيع تحمله ولا تخيله…

(Visited 30 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *