بقلم فاضل عباس
إضاءات
قبل ثلاثة عشر سنه، قام البائع التونسي محمد البوعزيزي بإضرام النار في جسده في مدينة سيدي بوزيد احتجاجا على احتجاز السلطات التونسية بضاعته، لتندلع الثورة في تونس ثم تمتد لباقي الدول العربية، وهي لم تكن بضاعه صودرت ولكن كان الفقر والفساد والقمع السياسي والسجون والمنافي هي من اؤصله البوعزيزي لاضرام النار في جسده فهو يحتج على كل ذلك ولكن هل مازالت هذه الأوضاع مستمره؟.
بعد مرور ثلاثة عشر عام على انطلاق ثورات الربيع العربيالتي بذات من تونس ثورة الياسمين (17 ديسمبر – 14 يناير2011) ثم ثورة 25 يناير في مصر ومركز التغيير العربي ثم توالت الثورات والاحداث في 14فبراير 2011 في البحرين. ولكي نضع مقاييس لعدم الخلط المتعمد أو غير المتعمد بين الربيع العربي ومصدره الشعوب وهي حركات احتجاجية سلمية وسببها انتشار الفساد والترديالاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية والقمع السياسيّ والأمني وتزوير الانتخابات في بعض البلاد العربية والربيع الأمريكي مصدره المال والنفوذ والقوة الأمريكية وهي حركات عنف مسلح .
ففي مصر وتونس والبحرين واليمن كان مصدر الحراك هو معاناة الشعوب والقمع والسجون وليس التمويل والسلاحالأمريكي، بينما كان الحدث في سوريا مصدره رغبه أمريكية صهيونية لتغيير السلطة القائمة ووضع نظام بديل بتمويل مالي وتسليح أمريكي وتجهيز المقاتلين والذين فاق عددهم 100 الف مقاتل وفق التقديرات الأمريكية القطريةبالرغم من حاجة سوريا للإصلاح المتعدد.
وفي ليبيا لذي السلطة السابقة أخطاء تحتاج إصلاحات ولكن كانت الأوضاع تسير بإصلاحات متدرجه بطيئة ويمكن العمل وفقها حتي 17 فبراير والحركة المسلحة لأسقاط النظام بدعم امريكي فرنسي بسبب خطوات ليبيا في أفريقيا التي ازعجت فرنسا والولايات المتحدة لذلك كان هناك استعجال في صدور قرارات من مجلس الامن لأسقاط السلطة في ليبا ونشر الفوضى التي تخدم سراق دوليين للنفط الليبي وتحجيم دورها الافريقي لصالح محور فرنسا أمريكا
وحراك البحرين وقع في أخطاء عديده لا يمكن تناولها الان ولكن الحراك لم يكن وفق التوقعات والرغبات الأمريكيةالبريطانية وكان قطار خارج المسار تعامل معه الأمريكيوالبريطاني باستراتيجية قائمه على الاستنزاف المتعدد للوصول للتحجيم الذي لا يحدث تغيير حقيقي مع أخطاء وقراءه للمشهد لذي البعض غير منطقيه وغير واقعية ساهمت بتضييع المطالب الممكنة محليا واقليميا وقراءةسياسيه غير صحيحة تحاكي ما نريد وفق خارطة القوي الداخلية وليس ما نستطيع وتحتاج مراجعه.
الربيع العربي لم يكن حدث عابر بل كان حاجة نتيجة الفساد والفقر والقمع والدكتاتورية ورفض التغيير من بعضالطبقة الحاكمة لذلك من يتصور بانه قد قضي على الثورات بالمال أو غيرها فهي حاله لا تتوقف نتيجة الضرورة،والانتكاسة والحركات المضادة اذا كانت قد حققت نجاح موقت بوقف التغيير أو التراجع في بعض الدول فذلك لن يستمر فلا يمكن للفساد والقمع السيادة والحالة مؤقته.
هل فشل الربيع العربي في تحقيق أهدافه؟ فمازال القمع السياسي والفساد والفقر يسود ولان حركة الشعوب لا تتوقف والثورة لا تنتهي كما يقول ماركس لذلك هل ننتظر الربيع العربي الثاني؟ المال قد يستطيع أجهاض ثورة ولكنه لا يستطيع وقف أحلام ولا حركة التغيير التاريخية ومره ثانية إدارة عجلة القمع بالمال لن تستمر في بعض الأقطار العربية؟ المستقبل يحمل الإجابة وكما يقول الاديب الفلسطيني غسان كنفاني «في صفاء رؤيا الجماهير تكون الثورة جزءا لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب».