فايروس المسلسلات التلفزيونية

فايروس المسلسلات التلفزيونية

كالعادة ، وفي كل موسم رمضاني ، نشهد تسابق شركات الإنتاج الفني
على إنتاج مسلسات وبرامج تلفزيونية مختلفة ، ومنها في العراق طبعاً
، ليتم عرضها من خال القنوات التلفزيونية مختلفة الإتجاهات ، الرسمية
منها والخاصة ، لحد الآن الأمر طبيعي وهي الحال في الدول العربية كلها ،
خاصةً ، والإسامية عامة ، اما الذي هو غير الطبيعي إن الإنتاج التلفزيوني
الخاص والعام في العراق لم يُقدّم طيلة السنوات العشرين الماضية
أي عمل فني يَليق بالدراما العراقية واسمها العريق أيام كبار الفنانين
العراقيين ، وراحت القنوات التلفزيونية تعرض أعمالاً هابطة غير هادفة
، وبدون معنى ، وهمها الوحيد إضحاك المشاهد ولو كانت على حساب
إستهداف عادات وتقاليد وحياة وحتى كرامة مناطق معينة من الجنوب
العراقي وريفه بالخصوص ، وفي كل عام نشهد تكرار تلك الأعمال ، و
نرى في الوقت نفسه الإنتقادات والبيانات التي تستنكر الأعمال هذه من
منظمات مدنية وشيوخ قبائل ومواطنين ، وحتى إستياءً من الأكاديميين
وأصحاب الاختصاص الفني يطالبون بوضع حد لهذا التمييز العنصري
وهذا الإستهداف الذي يراه البعض موجهاً ومقصوداً وهابطاً ، حتى وصل
الإستهزاء بالشخصية الجنوبية العراقية ، الى مسلسات عربية رمضانية
وغير رمضانية ، وهذا ماحدث في السنوات الأخيرة في كلٍ من الكويت
والسعودية ، اما للموسم الرمضاني القادم ظهرت لنا ومنذ الآن مشاريع
فنية محتملة نشرت بعض القنوات مقتطفات منها ، ومن هذه الأعمال
مسلسل ) … ( ، الذي من المحتمل ان يُعرض من إحدى القنوات العراقية
الخاصة ، يستهدف الحرم الجامعي العراقي ، المسلسل وحسب اللقطات
التي عرضت ، يُظهر الجامعات العراقية وكأنها أماكن للدعارة والمخدرات
والرذيلة ، ولم يأخذ الكاتب والمنتج وصاحب القناة بالحسبان ان هؤلاء
الطلبة هم من عوائل عراقية محترمة ، وقد اجتهدوا سنوات طويلة في
الدراسة حتى وصلوا الى هذه الصروح العلمية العالية ، وإن وجود بعض
الحالات الفردية والنشاز ، لايعني تعميمها أبداً ، وإن مثل هذه الأعمال
تسيء للشباب العراقي بصورة عامة ولمكانة الجامعات العراقية بصورة
خاصة ، سيما وان المشاهد لن يكون عراقياً فقط . إن معالجة الحالات
الشاذة وغير المقبولة ، وهو هدف الفن الأخلاقي ، لايأتي من خال
الإساءة للمجموع وتقديم صورة سيئة لصروح علمية تَخَرَّج منها علماء
واساتذة وخبراء ، أظن ان من واجب هيئة الإعام العراقي والمؤسسات
ذات الصلة مراقبة مثل هذه الأعمال وعدم السماح لها بنشر مثل هذه
المسلسات الهابطة التي تسيء للمجتمع أكثر مما تنفعه ، كما وإن على
الفنان العراقي المحترم ان لايسمح لنفسه المشاركة بهذه الأعمال التي
تسيء الى أهله ومجتمعه وأولاده ، وأن يكون أكبر من ذلك ، للأسف
نرى أن الفوضى الشاملة التي تجتاح العراق ، تصل الى الفن الذي من
المفترض أن يُقدّم رسائل الحب والمودة والتآخي ليجمع شمل المجتمع
من خال تقديم الأعمال الفنية الهادفة والرصينة التي تقع في صلب
رسالته بدلاً من السخرية والتجاوز على تقاليد وأعراف ومعتقدات المجتمع.

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *