ترمينولوجيا.. المجتمع و الجماعة

ترمينولوجيا.. المجتمع و الجماعة

ان التمفصات التي تميز المجتمع والدولة عليها ان تكون خارج دوائر و
آليات القسر و الإماء، و ان يتمكن المجتمع من انتاج نفسه بعيدا عن
تلك المحددات، فاشكالية الفهم الغير متضح للمصطلح و المفهوم لدى
المتعلمين و المشتغلين في التخصص و خارجه من خال دمج مفهوم
المجتمع في اطار الجماعة والتي ينتمي إليها الفرد دون اختياره حيث يغلب
عليها تلاشي الاستقلالية ضمن التسييج المحكم لقواعد الضبط الخاصة
بها عكس المجتمع الذي يتألف من مجموع أفراد لديهم استقلال ذاتي
و قدرة على الدخول في تعاقدات اجتماعية و اقتصادية ثقافية و سياسية،
و هنا تنشأ الدولة. فالمجتمع هو الخروج عن الحالة الطبيعية المغلقة في
الجماعة حسب انتماءات الفرد المولودة معه و المتسيج بها، عائلة، عشيرة
و قبيلة، فالمجتمع يُبنى على المصلحة التي تجعل من وحدات المجتمع
أفرادا. ان هيغل طرح هذا الشكل الجديد لوجود الافراد الاجتماعي ليصبحوا
واقعيا أفرادا مستقلين عن الجماعة و يتخذون من أنفسهم غاية لنشاطهم،
وبصفتهم أعضاء وفق هذا التعاقد ينشأ المجتمع و تتفاعل مصالحهم
ليكون الإنسان فردا بما تعنيه الفردية من حرية، و استقلالية و فاعلية
محكمة بينه وبين الدولة.
ان المجتمع لا يمكنه أن يكون مغلقا، فالمجتمع صناعة تعاقدية لمجموع
الأفراد عبر نشأة الهيئات و الدولة التي تعمل على الخروج من انغاق
الجماعة و ممارسة الرعاية و سيطرة العلاقات العشائرية و غلو ضبطها الى
مفهوم المواطنة و تفرد الفرد بشكل فاعل لعلاقات الهوية و مؤسسات
تستطيع ان تمفصل التميز بين المجتمع و الجماعة، النظام و الدولة.
ان المجتمع يُبنى بتعاقد حر و ارادة واعية ينتج دولة تمتلك من القوة و
الحكمة، الانفتاح و العقلانية، سيادة القانون و الحرية، ما يجعلها تتغلب
عن حالات الضعف و محاولة استحواذ الجماعة عليها و فرض كليانيتها
المتعددة عبر ثقافة الرعية، و مغالطة رسخ لها المشتغلون من بيكون الى
بوبر، و فرض و تاريخ من المعرفة غير متجدد اعتبر أن الجماعة مجتمع و
النظام دولة و الحرية انحال و المحافظة رجعية و التفرد ضعف و الحقيقة
وهم. وكان الأجدر من ذاك التدليل الغير مدرك ان تكون الترمينولوجيا
هي ما يميز جل التمفصات، لنصل إلى أن لكل مجتمع دولة و لكل
جماعة رجال.

(Visited 9 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *