الأخلقة والحياة السياسية

الأخلقة والحياة السياسية

إن الدعوة الراقية لأخلقة الحياة السياسية بمنظور
يؤسس للوعي المجتمعي عبر الأنا والآخر، القراءة
والتأويل التي هي خطوة نحو الابداع السياسي.
فأخلقة الحياة السياسية تكون وفق علاقة الوافد
بالموروث، إن هيجل حين طرح إشكالية ظاهريات
الروح اخترع لغة الوعي النقي والوعي البائس والوعي
الحي إلى الحقيقة المطلقة ووحد ألمانيا فكان
فيلسوف وطن.
إن محاولة ابن عربي وابن سبعين وبلغته المتصوفة
عبر القطب والبدل عبَّدوا الطريق للوحدة وفق تاريخ
الثقافة الاسامية، ولكنها فشلت لان الاخلقة عقلانية،
فتطور الوعي وإدراك مراحل التاريخ تلزم الأخلقة في
هذه الحياة التي تتجاوز حق السلطة وسياستها إلى
سلطة الحق التي تعلو بها الدولة الواعية لأفكارنا
الناشئة حولها. إن التسارع المجتمعي نحو السياسة
كمنتج للمنصب والحق أفقد آليات الأخلقة المتزنة
التي تراعي الوعي، الحس، الزمان و المكان مرورا
بالإدراك.
إن الجمهور هو جزء من نسق الأخلقة عبر الوعي
الحسي بالموجود والواقع الذي نعيش والوعي بالذات
لما هو أعمق ووجوبية فعله تجاه مجتمعه، والعقلانية
المتوجهة للأخلقة بين الأنا والهُنا.
إن فكرة التنسيق بين القانون والمحبة والاختيار،
وتفاعلهم لأخلقة الحياة السياسية عامة ولمجتمعنا
خاصة.
يجعل من الايمان والمحبة لمقومات الدولة بغية
الوصول الى مجتمع الرفاه و تحقيق وثبة حضارية
ورقي سياسي ومجتمعي برجال سلطة مدركين
لحقيقة الموجود ولأفراد أمة تناشد التاريخ والاجتماع،
إلى التفاعل الايجابي و التازم الاختياري لهذه الأخلقة
السياسية عبر الدخول في حيزها كطبقة، أو الانتقال
إلى دعمها تربويا وثقافيا واقتصاديا واخلقة مجتمع.
ان الاخلقة السياسية هي أشارة رقي للحالمين
بالوطن و وعيهم المحكم تجاه التحديات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية و هي تأسيس راشد لإحداث
وعي مجتمعي يؤمن بأن تاريخه و طموحاته تتعدى
الجغرافيا والزمن، و رسالة لمجد امة تُعلم الانسانية
جمعاء اننا قادمون الى الحياة متفاعلون عبر الامل
والرجاء.

(Visited 5 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *