ان عباءات التقوى ما كانت لها القدرة على ان
تسلب الانسان حريته و جوهر ارادته، قوة فعله و
منطلقات ايمانه، انسانيته و روح وجوده، لولا تلك
الجهالة المظلة للوعي و الفكرة و ادراكات الذات
على ان الدين خاص من الدنيا و التقوى مظهر
الرشاد فتماهت المتناقضات التي رفضها الايمان
و فطرة الانسان، و رُسم طريق لاولئك المتقين
الذين فقدوا التمييز بين الحرية و العبودية، الحقيقة
و الزيف، الجوهر و المظهر، الحق و الإحسان، الصراع
والتعارض، الاستنكار و الاستكبار، العزة و الاذلال.
فخلقت تلك الجهالة التي غيبت الوعي الإنساني
عن حقيقة الدين و الإيمان بجوهره، وفق التطابق
المتماثل غير القابل للتفكيك بين الحاضر و الماضي.
فكانت حيرة الانسان عبر عجزه في ان عباءات
التقوى لم تلبي احام الناس و طموحاتهم،
اشواقهم و تطلعاتهم، فكان الانغلاق الفاقد لإرادة
دينا فردا و مجتمعا، جيا عصرا تاريخا وانسانية.
إن التقوى هي مجانبة كل شيء يبعدك عن
الفضائل و القيم، وهي جادة الحق وصواب الحقيقة،
قبل أن تُخاط لها العباءات و تبنى لها القصور و
تقلد بمراسيم السلطان و خطب الفقيه.
و انشغلت التقوى و انحصرت في كتب تهدى
و لا تباع من الاستغفار الى حصون الأدعية، كما
سبق لدين صكوك الغفران و قساوسة اسكنوا
الناس الجنة بسلب دنياهم ظلما و طغيانا، قهرا
و استغلالا، فقط انه لا موبقات لك فبعد الاعتراف
يكون الطهر.
و اخرون جعلوا الشكر ركنا من الدين و الحقيقة
انه ايمان الانسان بالتغيير، تقواه جوهره و دينه
ضميره.
لقد أسرف أولئك في نسج عباءات التقوى و
تسييجها بالتدين وفق قائمة مفتوحة تشمل
الممنوع بالتحريم والمسموح بالاستثناء، و صُنف
الانسان وفق محددات هذه القائمة، و تحولت
التقوى الى صاة و الحقيقة انها حياة، و ربطت
الخوف بالقرب التوسّل بالخشية و الكمال هو لو
تضرعوا بالمحبة.
ان التقوى لا تُخاط لها العباءات و لا تحتاج شرح
الفقيه او نصرة الامام، فالتقوى فضائل الايمان في
وجدان الانسان و عمله، فكره وموقفه.
فإن لم تكن التقوى لك حياة فكن كيفما أردت و
حيث ما شئت، و اختر اي دين لان الفضائل و القيم
لا دين لها.
الدين.. وعباءات التقوى
(Visited 7 times, 1 visits today)