المثقف.. الانحياز والانسنة

المثقف.. الانحياز والانسنة

ان من بين اشكاليات المثقف انه اعتمد على المزاج الجماهيري و اعتبره هو المقياس الوحيد للموقف الفاعل و ادراك الحقيقة ومنه كان الانحياز، و من المفترض أن يعي المثقف الفصل بين افكار تلك المواقف الشعبية والشعبوية معتمدا على التوعية والتثقيف و الإرتباط باشكاليات الاجتماع الانساني و الجماهير التواقة للانعتاق عوض مخاطبة غرائزهم ومشاعرهم، و التي عادة ما نجح المثقف في تجييشها لا التعبير عنها و في ترسيخ وجدانيتها لا عقلانيتها و تخصصها ضمن مصالح الناس و فهم ادراكات واقعهم.
أن الحرية هي جوهر الإنسان، بالتالي هي شرط للمثقف و موقفه العمومي و نضاله وفق الحاجات الاجتماعية للناس ديمقراطية و خبزا.
ان الديمقراطية السياسية كطاقة كامنة للعدالة الإجتماعية و المساواة اعتبرها المثقف المنحاز للموقف الجماهيري بأنها مجرد اختيار للرئيس أو للسلطة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات عامة تجري في شفافية و تحت انظار الجميع.
و الحقيقة انه لم يدرك ان الديمقراطية ضرورة اجتماعية و ليست وظيفة تنظيمية، وكان الأجدر أن تكون مهمته هي البحث عن علاقة الديمقراطية وفاعليتها مع القوى الاجتماعية المتكاملة بنائيا عبر مجموع الانساق الأخرى الثقافية و الاقتصادية، و السلوكية بالبناء الديمقراطي وبقيام المؤسسات المجتمعية القادرة على ممارسة الديمقراطية في المجتمع.
لقد فهم المثقف المنحاز خارج وعيه المدرك ان الديمقراطية هي تعددية سياسية و طاقة للتطور و التداول و تناسى ان الديمقراطية تعاقد مؤسس لممارسة حقوق المواطنة السياسية والإجتماعية من استقلال للقضاء الى المحاسبة والمساءلة للسلطة السياسية وسيادة القانون على الجميع وحق المواطن في إختيار شعائره و ممارستها من تفوق حر للاغلبية و ضمانات مؤسسة لحقوق الاقلية.
لقد تعامل المثقف المنحاز مع الديمقراطية على انها وصفة علاجية لا ضرورة مجتمعية عبر الحاجات و التطلعات المضمون و النوع، النسق، و البناء، وأنسنة العلاقات الاجتماعية والسياسية عبر مؤسساتها لا انحياز مثقفها.

(Visited 8 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *