الوطنية  ( مفهوم تأصيلي )

الوطنية ( مفهوم تأصيلي )

 

 

أد ، مزهر الخفاجي || كاتب عراقي

 

 

الهوية الوطنية :-

ان الهوية الوطنية دائماً ما يعبر عنها بالهوية الثقافية والتي تجمعها مفردة الهوية الحظارية وهي الهوية الاساس لانها الهوية المجتمعية الاسمى والتي لا نظير لها حتماً وكانت هي السمة التي تطبع حياتهم , وان ظاهرة الاعتراف بوجودها لا يعني تقسيم الناس في هذا العالم الى اقسام منفصلة وكأنهم محبوسون داخل صناديق صغيرة من الثقافات والجغرافيات المنقطعة الصلة كل عن الاخرى . وان سيادة هوية ثقافية لجماعة انسانية وطنية ليست مسألة اختيار كما قلنا .. انما هي مسألة أدراك للذات , أن معرفة الماضي لأي امة يمكننا ان نعرف الدور التاريخي لتلك المجتمعات القديمة . والتدقيق في ادوارها لان التاريخ هو الأثر وباطنة هو التأثير المراد كما يقول ( ابن خلدون ) والذي تجلى في تحديد هوية الامة وتبيان اثرها الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي في المحيط البشري .

الهوية / مصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرداتيه وعلاقته مع الجماعات الاخرى .

وقد جاء في اللغة أن الهوية هي مجمل السمات التي تميز شيئاً عن غيره أو شخصاً عن غيره أو مجوعة عن غيرها , وكل منها يحمل عناصر هذه الهوية وهي شيء متحرك ديناميكي يبرز احدهما أو بعضهما في مرحلة تأريخية معينة وبعضها الاخر في مرحلة اخرى .

وتعرف الهوية الوطنية اذاً :-

ان هي اعادة انتاج واعادة تفسير دائم للرموز والقيم وقد ذكر ( انتوني سميث) جانيبن مهمين في الهوية الوطنية :-

اولهما :- الجهة المستفيدة من الهوية الوطنية ويقصد بها الجماعة والافراد

( الامة او المجتمع او الشعب )

والثاني :- الجانب التفاعلي والحركي والمتغير للهوية الوطنية مشيراً الى أن الامم والأفراد قد يغيرون تفاعلهم بشأن ما ينبغي ان تكون اهدافهم .

أنها بمعنى اخر تلك الاجابة الواعية للأمة على الاسئلة المحيطة بها والمتعلقة بتاريخها وثقافتها ومصدر انبعاثها ونفوذها الحضاري ومكانتها السياسية ومنها التأريخية .

أما الوطنية فهي تعني :-

اشتراك مجموعة من الناس بعناصر ثقافية تتضمن نظاماً من الافكار والرموز وطرائق السلوك والاتصال كما  أنه اعتراف الافراد لبعضهم البعض بأنهم جزء من جماعة تتمايز عن غيرها بثقافتها وان هذه الجماعة ترغب ولاسباب انسانية وتاريخية ان تكون خاضعة لقوانين اجتماعية واحدة وادارة مشتركة للعيش كسمةً من سمات الاجتماع البشري .

لقد تأطرت الهوية الوطنية بأنها ذلك الشعور بالانتماء الى ثقافة جماعة انسانية باعتباره أحد مصادر الثروة أو هي رأس المال الفكري لديهم وان الهوية الوطنية دائماً ما يعبر عنها بالهوية الثقافية والتاريخ المشترك والعيش المشترك والتي تجمعها مفردة الهوية الوطنية  (الحضارية) وهي الهوية الاساس لانها الهوية المجتمعية الاسمى والتي لا نضير لها حتماً .

الوطنية والمواطنية  :-

لقد تطور هذا المفهوم تدريجياً خلال مائتي عام , وقد استهل النقاش الذي دار حوله ( روسو ) ( 1712- 78 ) , الذي طرح  كتابه ( العقد الاجتماعي ) مفهوم المواطن الذي هو فرد مستقل يمكنه الموافقة على الحكام أو حجب الموافقة عنهم , وقد نشر هذا في ( الاعلان الثوري الفرنسي لحقوق الانسان والمواطن )

وقد أصبح اليوم التصنيف الكلاسيكي الذي جاء به ( مارشال ) والخاص بمفهوم المواطنية مقبولاً على نطاق واسع .

اولاً : هناك الاقرار بأن الناس جميعاً متساوون أمام القانون , وتلك كانت المواطنية المدنية التي كانت تحميها المحاكم , وجاءت معها حصانة الشخص من الاعتقال التعسفي وحرية التعبير عن الرأي وحق الملكية .

ثانياً : المواطنية السياسية التي تتجلى في المؤسسات التمثيلية ولم يمنح حق الانتخاب للجميع وحق كل مواطن بأن يرشح نفسه للانتخابات ألا في القرن العشرين .

ثالثاً : منح  المواطنية الاجتماعية في طريقها الى الوجود , وكان في هذا قدر كاف من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي يؤمن للناس حياة كريمة , وبوفر للشخص التعليم الذي يمكنه من فهم قضايا الساعة , وكانت المدارس والخدمات الاجتماعية هي المؤسسات التي تقوم عليها المواطنية الاجتماعية , لذا فأن المواطنية الكاملة كانت تنطوي على امتلاك بعض الحقوق المحددة .

الوطنية والجماعة :-

الجماعة هي الايمان بأن الجماعة ومن فيها واجراءاتها , وان الوطنية وان كانت نواتها قيم وافكار وأمال وتعليقات الجماعة الا انها تؤمن بالوطنية الجامعة أي الجامعة اختلاف الجماعات ( مناطقية , والاثنية , والثقافية ) وبذلك تكون الوطنية الضامن الوحيد لمصالح الجماعات الشعبية والحاضنة لثقافتها لكنها تعلي من ارتباطاتها بالوطن والوطنية كونهما الضامن لبقاء ( الفرد والجماعة ) وليس غيرهما لأن حب الوطن والتعبير عن الوطنية لا ينطوني على نزاعات قومية او طائفية او مناطقية

فلا مواطنية بلا انتماء وطاعة وايمان بقيم وحقوق الجماعة التي يؤطرها عقداً اجتماعياً ( دستور ) متفق عليه .  

الوطنية والديمقراطية :-

أن الهوية الوطنية تقتصر وفق ما تقتضية الحرية واعتماد الحوار كل الكثير من المشاكل التي تواجه الدوله وهذا الامر يقتضي من الجماعات والاحزاب والجهات الوطنية , احترام الديمقراطية كوسيلة من وسائل الوصول لاستلام مقاليد الحكم في البلاد واعتماد مبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام نتائج الانتخابات والتي هي اصوات الشعب الذي هو مصدر كل السلطات وعلى الجماعة الوطنية كذلك احترام مبدأ الفصل بين السلطات الحاكمة للبلاد ( التشريعية , التنفيذية , القضائية ) وان احترام هذه المبادئ كفيل بالمحافظة على الون والوطنية وبذلك تعتبر الوطنية الديمقراطية

هي ضمان لمبدأ ( المواطنة المشتركة ) … وهما ضمان للحفاظ على الهوية الوطنية الجامعة .

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *