د. احمد الميالي
في الماضي القريب اقترنت القيادة السياسية بالسلطة القانونية في اصدار الاوامر للغيرواجبارهم على الطاعة وتنفيذ الاوامر حيث كان المركز القانوني والسلطوي للشخص فيالتنظيم الاداري هو الذي يحدد كونه قائدا، لكن القيادة في الوقت الحاضر، تعددتانماطها واضحت تعني التأثير اراء الاخرين والتفاعل معهم ، بشكل يجعلهم يؤيدونتصوراته ويقتنعون بتوجهاته وسداد رأيه وقوة حجته وسلامة منطقع وليس لانه اعلىمنهم مرتبة او اقوى مركزا.
مع ذلك لازالت انماط القيادة التقليدية المحافظة المستندة الى مصادر الهيمنة والتحكموالنمط التسلطي حاضرة رغم انها بدات تفقد بريقها، وبدأت الانظار تتجه نحو القيادةالديمقراطية والاستشارية والتفاعلية، والاخيرة تعد اهم نماذج وانماط القيادة السياسية،وتعني ان القيادة حركية ديناميكية مع المنظومة الاجتماعية والقاعدة الشعبية، اذ انتشارالقيم والافكار والمؤسسات الديمقراطية اخذت فكرة القيادة الموروثة تتلاشى ليحل محلهافكرة ان القيادة موجودة في كل طبقات المجتمع، كما ان القيادة لم تعد مجرد قائد يتربعسدة الحكم والسلطة، بل هي علاقة تفاعلية بين عدة عناصر وفاعلين من اجل تحقيقالاهداف والغايات في ظل قيم مشتركة. هذه العلاقات التفاعلية المتبادلة والمتكاملة تجعلمن القيادة ظاهرة اجتماعية بل مؤسسة لها كيان معنوي وقيم وتنظيمات واجراءات قديتم ترجمتها الى كيان مادي بما يزيد من قدرتها على اداء الادوار المنوطة بها، وقدرة هذهالقيادة على اكتساب القيمة والاستقرار يقاس بقدرتها على التكيف مع المتغيرات البيئيةالداخلية والخارجية، ومحك القيادة الناجحة هو تحويل المثل العليا الى فكرة ومؤسسةلكي يستمر الاصلاح والاداء الانجازي الفاعل، الا ان جماعية الظاهرة التفاعلية لاتنفيحقيقة ان القائد هو الفاعل الرئيسي المؤثر في مجمل التفاعلات التي تتم وتحصل فيالمجتمع او الممارسة السياسية المتبادلة، ويتوقف ذلك على مدى ديمومة التأثير والتفاعلالحاصل بينهما.
في العراق تبرز الحاجة الى القيادات التواصلية والتفاعلية مع المجتمع والتي تفهمسلوكياته واهتماماته ميدانيا ونفسيا، وتمثل شخصية وسلوك رئيس مجلس النوابمحمد الحلبوسي التفاعلي والميداني في الاوساط الاجتماعية والمحلية والنشاطالمجتمعي والحراك السياسي بابعاده الداخلية والخارجية نموذجا واضحا لنمط القيادةالسياسية التفاعلية.
هذا التوجه والتواصل والتفاعل الحركي الديناميكي لمثل هكذا قيادة يجب ان يُدعمويُعزز ، لانه يعكس حالة ايجابية مهمة في اعادة الاعتبار للسياسة واحترامها في الواقعالاجتماعي في العراق.