عاقل الربيعي.. شاعر المفردة الانيقة

عاقل الربيعي.. شاعر المفردة الانيقة

يعتبر الشعر الغنائي واحد من أغراض
الشعر الذي يعكس لواعج وهموم الشاعر
في الفرح والحب والحزن والجمال والحنين
والوطن ، وقد سمي بهذا الاسم لانه
يقرأ بمصاحبة الالات الموسيقية وبلحن،
وهناك علاقة وثيقة بين القصيدة الغنائية
والموسيقى
ومن المعروف ان شاعر القصيدة الغنائية
له قدرة عالية على تكييف الروح وتفاعلها
مع الكلمة وخلق تأثير متبادل ، لذا تعتبر
القصيدة الغنائية أم الشعر في معظم
الثقافات الانسانية.
وقد برع مجموعة من الشعراء العراقيين
في كتابة هذا اللون من الشعر سواء
بالعربية الفحصى ام بالعامية ، وهناك اجيال
و اسماء في عالم الشعر الغنائي العراقي
وضعوا بصمات في وجدان الانسان في
باد الرافدين ، كجبوري النجار وسيف الدين
ولائي وزامل سعيد فتاح ومظفر النواب
وزهير الدجيلي، شاكر السماوي ، كريم
العراقي ، اسعد الغريري وطاهر سلمان
والقائمة تطول ومنهم با شك عاقل
الربيعي هذا الشاعر الوديع الرقيق ، الذي
ولد في بغداد وعاش لعشر سنوات في
مدينة العمارة الجنوبية ونهل من بيئتها
وتشرب بمفرداتها العراقية الجنوبية الرقيقة.
وفي بغداد عاصمة الشعر والشعراء ومدينة
الحب والغزل كان عاقل يسعى ليؤسس
لاسلوبه الشعري وبصمته الفتية في عالم
ليس من السهولة الولوج اليه .
في بغداد دخل معهد المعلمين ليتخرج
معلماً لكن طموحه كان اكبر فكانت كلية
الفنون الجميلة وجهته التي تلت المعهد .
تربى الشاعر عاقل الربيعي في بيت كان
الشعر يعيش في ثناياه ، فقد كان ابوه ذواقاً
للشعر ومحباً لادب ، وكان يستقبل ضيوفه
بالشعر ويودعهم بالشعر . فقد فتح عاقل
عينيه متأثراً بروح والده ، فبدأ بكتابة الشعر
وهو الاول المتوسط ، و بدأ رحلة كتابة
الشعر حتى وصل الى مصاف الشعراء الكبار .
اهتم عاقل بالمغرية والصورة الشعرية ،
مبتعداً عن الابتذال والكم . فقد شغله حياة
الكلمة ودوامها اكثر من انتشارها الفقاعي
المؤقت .
وقد القى الشاعر مسؤولية الاسفاف بكلمات
الاغاني وانتقاء الكلمة على كل اطراف
الاغنية الثاث المطرب والشاعر والجمهور ،
المطرب باختياره والجمهور بذائقته الفنية ،
والشاعر بوعه واحساسه، وهؤلاء من يصنع
الفقاعة الفنية او الرصانة الجمالية. فالمطرب
والكاتب والجمهور لهم الاثر الاكبر في
انتاج فن راقي يعلن عن هوية الأنسان
الذي يعيش على وجه هذه الارض او في
هذا الوطن .
لقد كان السباق محتدم بين شعراء
التسعينات ، فقد كثر الطفح الشعري وزاد
الاسفاف بالمفردة.
لكن كان عاقل الربيعي كان مختلفاً ، فقد
تأثر بالشاعر الغنائي زامل سعيد فتاح الذي
يعتبره الاب الروحي له ، كما يراه الاكثر
رقياً في كتابة النص الغنائي .
تعامل الشاعر الربيعي مع الكثير من
مطربي جيله ، لكنه يعتبر الفنان هيثم
يوسف الاقرب الى روحه فهما يشتركان في
الاحساس والتصورات في تجسيد المفردة
الغنائية .
استطاع عاقل الربيعي أن يجد له اسلوب
شعري خاص به. يتمنى ان يكتب للفنان
ماجد المهندس صاحب الصوت والإختيار
الراقي.
يعد عاقل الربيعي لاعمال سترى النور قريباً
باصوات عراقية محبيه للجمهور. وهو يخطو
بخطى ثابته ليحجز لنفسه مكانة في الشعر
الغنائي العراقي.

(Visited 40 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *