نادية الكتبي
فكرةُ اقترحها المحامي المصري أحمد مهران ,والتي أشعلت مواقع التواصلالاجتماعي بين رفضٍ ونقدٍ ونقاش. هذه الفكرة التي بنظر البعض سوف تساهم بالحدّ منالطلاق الشائع في مصر. فكرةٌ قد تتجسد في العديد من البلدان العربية لجديدها. الهدفمنها الحدّ من الطلاق وضياع الاطفال بين الأب و الأم المنفصلين ووجود الكثير منالشروط و البنود الجزائية نصا في العقد والتي تُعتبر منفعة للطرفين.
فالعقد(عقد الزواج) سيكون لمدة ثلاث سنوات من دون انجاب الأطفال بشروط عديدة وشروط جزائية عند مخالفة بنود العقد .فان نجح هذا الزواج يتجدد العقد و تستمر العلاقةالزوجية بلا قيود حيث انجاب الاطفال وتكبير الاسرة. وان فشلت هذه العلاقة فيـُـفســَخالعقد وكلٌ منهما يذهب لحال سبيله . وقد قام المحامي أحمد مهران بنشر الوثيقة علىمنصات التواصل الاجتماعي مما أثارت السوشيال الميديا بين مؤيد وبين رافض.
وهذه النظرية من زواج التجربة قريبة جداَ لفكرة الخطوبة الطويلة بعقد القران, حيثيتعرف بها الرجل و المرأة معا على بعضهما من خلال المعاملة ومن خلال فترة زمنيةطويلة تتيح لهما التعرف بكثب على بعض. و على ذلك اما ان يتفقا و يستمران ليدخلاالقفص الزوجي و اما ينفصلان. والنقطة الأساسية بهذه الخطوبة حسب مجتمعاتنا و ماهو متعارف عليه عدم السماح بانجاب الأطفال. فعند الانفصال تبقى البت بنتا ولا يوجدأية ذيول عالقة.
ولكن ماذا ان انفصل الاثنين في زواج التجربة في مجتمعنا الشرقي؟ أليست المرأةمظلومة في هذه القضية ؟ اذ أنها تحولت من فتاة انسة الى سيدة مطلقة! فهل سيرحمهاالمجتمع ؟ في نفس الوقت هي التي اختارت أن تتزوج بهذا العقد الجديد على مجتمعهاوهي التي فشلت في أنجاحه. اذا نستطيع القول أنها الخاسر الاكبر فهي التي خسرتالمجازفه وخسرت العلاقة أيضا. أما الأزهر فلم يقف صامتا حيال هذا الموضوع بل اعتبرأن هذا الأمر اشتراط فاسد لا عبرة به كما تابع الازهر أن صيغة هذا العقد تتنافى معمنظومة الزواج في الاسلام (مركز الازهر العالمي للفتوى ,17يناير 2021 ) وفي اتصالهاتفي قام به الشيخ خالد الجندي من علماء الأزهر بمداخلة لبرنامج تلفزيوني بقناةعربية قال (المجتمع لن يتفق على أن يكون الزواج تجربة على أية حال وكلمة تجربةمهينة)
واوضحت دار الافتاء المصرية أن “هذه المبادرة بجميع تفاصيلها الواردة إلينا قَيْد الدراسةوالبحث عبر عدةِ لجان منبثقة عن الدار، وذلك لدراسة هذه المبادرة بكافة جوانبها الشرعيةوالقانونية والاجتماعية، للوقوف على الرأي الصحيح الشرعي لها، وسوف نعلن ماتوصلنا إليه فور انتهاء هذه اللجان من الدراسة والبحث“.
أما فكرة التعارف قبل الزواج فكرة يتجادل عليها الكثيرون بين مؤيدين و رافضينوخصوصا ما أن دخل الموضوع الشرعي في الفكرة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه :لِمَنلجأ لتعديل الزواج ونصّ الشروط فيه عوضاَ عن تصحيح مفهوم الزواج بمقوماته تبعاَللأصول و الشرع منذ البداية عند الشباب. فلمَ لا نتفكر قبل الشروع بالزواج بتقييم كِلاالطرفين لبعضهما من تفهمٍ و استيعابٍ لمبادئ الحياة ,فان كان هناك قواسم مشتركةتجمع أفكار الاثنين و اندماجاً للعواطف تجاه الأمور الحياتية بينهما فهذا خير دليل علىتوافقهما مستقبليا وان تعثرت مسيرتهم منذ بداية الأمر وهناك تفاوت بترابط الأفكاروتباعد بين الأحكام تجاه قضايا العيش المشتركة فهذا دليل عدم التوافق وفشل العلاقة . عندها لا داعي للخوض في مشروع الزواج وبناء الاسرة.
اذا علينا كمجتمعٍ حضاري النظر ملياً بموضوع الزواج وأن نُهيأ أبناءنا ليكونوا زوجينوأبوين مسؤولين في المستقبل. فكرة زواج التجربة لم تُطرَح عبثاً في أحد مجتمعاتناالعربية والمسلمة انما هي دليل عجزٍ في بنية الأسرة وخلل في المجتمع.
فالزواج مشروع عائلة و استقرار أبدي وليس تجربة أبدا. ولكن من حق كل اثنين أن يشرعاببناء هذه المؤسسة. ومن حق كل منهما بأن يطالب بالانفصال عن هذه المؤسسة فيحالات خاصة وقاهرة. فلا ننسى أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله . وأن الزواج اكمالنصف الدين. فهل لهذه الفكرة الدخيلة مستقبلٌ تطبيقي في مجتمعاتنا العربيةالاسلامية؟ سؤالُ سيجيب عليه المستقبل القريب وما علينا الا أن نترقب.