من مفكرتي الفنيه

من مفكرتي الفنيه

مهرجان بغداد الدولي للمسرح

قحطان جاسم جواد

بعد ما يقارب السبع سنوات استعادت بغداد مهرجانها المسرحي الدولي مجددا. وعقد مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الثانية وسط حضور دولي وعربي كبيرين. عقد المهرجان بسواعد العراقيين وبفضل همة رجلين اكن لهما المحبة وهما الدكتوران احمد حسن موسى رئيس المهرجانوعلي السوداني مدير المهرجان. اللذان تفرغا تماما منذ شهور لهذه المهمة. ولعلي لا أجافي الحقيقة ان قلت نجحا تماما في هذه المهمة الصعبة. شارك في المهرجان العديد من العروض المسرحية 13 عرضا منها 3 عراقية و7 عربية و3 اجنبية.اضافة الى ضيوف من انحاء المعمورة جاءوا يحيون اهل العراق ومسرحه العريق. ولعل ما يميز هذه الدورة من المهرجان هو تزامنه مع منجزين مهمين هما اعادة الحياة لمسرح الرشيد وقبله بناء مسرح اشور في مبنى المسرح الوطني وبدون ميزانية بل اعتمادا على السلف التشغيلية لدائرة السينما والمسرح وبفضل التفكير السليم والاجتهاد الفذ لأحمد حسن موسى. لذلك بهر كل من شارك في المهرجان من هذه الانجازات وسط اجواء سياسية رديئة جدا من السياسيين العراقيين الذين لاهم لهم سوى اصطياد السحت الحرام والفساد. هذا المهرجان تضمن العديد من الفعاليات المصاحبة ولم تقتصر على العروض المسرحية بل شملت اقامة ورشة الجسد وجلسات نقدية للعروض تعقد يوميا لمناقشة العروض التي قدمت بالأمس، ومؤتمر فكري بثلاثة جلسات على مدى يومين عن ثيمة مسرحة الرؤى شارك فيها الكثير من نقاد المسرح ومخرجيه واساتذة الجامعة لاسيما كلية الفنون الجميلة. كذلك اقيمت على هامش المهرجان مؤتمرات لبروتوكولات شراكة وتعاون وتنسيق بين دائرة السينما والمسرح مع الهيئة العربية للمسرح وكذلك مع مهرجان اربيل الدولي للمسرح . وقدمت في المهرجان اعمالا مهمة من المسرحيات اثارت الكثير من الاعجاب والجدل منها العرض العراقي للمخرج جواد الاسدي الموسوم(تقاسيم على الحياة) وكذلك العرض التونسي منطق الطيرلمخرجه نوفل عزارة والمأخوذ عن رسالة الطير للعطار، وقد سبق لفناننا المعلم قاسم محمد تقديمه، ويدعو العرض بدعوة صريحة للتخلي عن رغبات البشر الشخصية والاتجاه الى ما يقربنا الى الله. كذلك العرض السوري بيت الشغف. كما اصدر المهرجان كتابا توثيقيا مهما عن المسرح العراقي للفترة من 1976 لغاية عام1985،وتأتي اهمية الكتاب من الفقد الذي عانته دائرة السينما والمسرح على صعيد الارشيف نتيجة احتراق الدائرة وارشيفها بعد الاحتلال البغيض . ان انعقاد مهرجان بغداد للمسرح كان ايذانا لتحريك الاجواء الثقافية وصناعها منالحركة الثقافية في العراق لتحريك الراكد في ثقافتنا. ودافعا جديدا لفناني البلاد على مواصلة المشوار رغما عن السياسيين الذين لا يهتمونبالثقافة والفن. ان عقد مهرجانا للمسرح يجعلنا نمني النفس ونطالب بشدة بعقد مهرجانات اخرى مماثلة للسينما وللفن التشكيلي والتلفزيون والاذاعة، للنهوض بواقع هذه المجالات الثقافية لتأخذ دورها السليم في الحركة الثقافية بعد اهمالها المتعمد من الدولة.

(Visited 12 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *