مشاهدات من بلد الفن / علاء الخطيب

مشاهدات من بلد الفن / علاء الخطيب

علاء الخطيب
كنا مجموعة من الصحفيين والإعلاميين من بلدان مختلفة عربية وأجنبية في دعوة من وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية عبر زميلتنا. البهية أسماء الحمد  لاكتشاف كنوز مدينة جدة التاريخية في المملكة العربية السعودية ، والتعرف على تاريخها وطرز بنائها ، وثقافة اهلها وأنماط عيشهم في الماضي.

رحلة مذهلة في حارات وأزقة المدينةالتي تعبق برائحة الماضي التليد ، أشعرتنا بطاقة ايجابية كبيرة ، انعكست على ارواحنا وسلوكنا وراح البعض منا يغني واخر يستمع إلى الشعر وثالث يصور البيوت ورابع يجلس على المسطحات ذات الارائك الخشبية البسيطة في الشارع .
خرجنا نتجول في أسواق المدينة ومحالها التجارية التي ملئت برائحة البخور والعود ، فكل ما حولنا كان يقول إنكم في مدينة مختلفة ، ليست كالمدن العادية .
مركز المدينة يطلق عليه ” البلد ” يحتوي على تراث هائل من القصص والحكايا المشبعة بالروح السلسة والمتاحف والصور ، لذا أضافوا لكلمة البلد كلمة “الفن ” فاصبحت وسط المدينة يطلق عليه ” بلد الفن ” و من ثم صار مشروعاً ضخماً يؤسس لقاعدة سياحية تتبناه وزارة الثقافة في المملكة .

ففي أثناء التجوال وقع نظري على مجموعة من السياح الفرنسيين ، نساء ورجال. كبار في السن ، وبفضول الصحفي سارعت للحديث معهم والتعرف عليهم، كان واحداً منهم يتكلم الإنكليزية بركاكة ، لكننا تفاهمنا بالنهاية، سألتهم. عن الاشياء التي شاهدوها في المدينة، فقالوا لي اننا شاهدنا كل شي مختلف في هذه المدينة ، متعتنا لا توصف والحديث لهم جلوسنا على الدكات وشاهدنا كيفية صناعة ” الجراك” وهو الاركيلة السعودية ثم صناعة الزخارف الإسلامية يدوياً ، واكتشفنا شيئاً مهماً ، فبادرتهم بالسؤال وما هو قالوا بيت لموسيقي ” جداوي ” قديم من القرن التاسع عشر لا زال يحافظ على أصالته وآلاته ومحتوياته .
انتهى حديثي معهم و اخبرني الدليل لمجموعتنا ، انه يتوجب علي الرحيل ودعتهم وسرنا ، وفي اليوم الأخير كان لنا موعد مع معرض ومؤسسة “اثر ” التي اسسها ويرعاها الاستاذ محمد حافظ ، والتي تحتوي على أعمال فنية راقية .

وفي ختام الجولة كان لي جولة مع زميلة صحفية راقية ورائعة في أسواق المدينة العتيقة ، ذهبنا لشراء التمر ، وهو اجمل ما يتزود به الزوار لبلد الفن ، فهناك أنواع كثيرة من التمر، وكلما دخلت لدكان يتوجب عليك ان تأكل العديد من حبات التمر ، سلمنا امرنا وأكلنا ، وأشترينا ما تيسر لنا. حمله معنا . لنودع بلد الفنّ ونلقي النظرة الأخيرة قبل الرحيل عنها وكان الليل قد أرخى سدوله ، آملين ان نعود لنراها بحلتها الجديدة وبناسها الراقين .

(Visited 42 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *