محمد فرج المعالي
اعترف لكم بذنبي، كما تفعل الفتيات المسيحيات سابقا ، تجلس امام شباك صغير خلفه يجثم كاهن ينظر من ثقوب مخفيةلأجسادهن البضة. وتبدأ الفتاة المذنبة حيث اهدرت شفتيها في لحظة ثقة لشاب معتوه او عاشق استسلم لحبتيّ التوت واخذيلتهم رحيقهما بلا رحمة، تسرد ما حدث وكيف هي نادمة على فعلتها. وعلى انغام حشرجاتها تنتصب كل جوارح الكاهنالطاعن ويسيل لعابه الطاهر . كنت اسير امام مقهى ( عباس شيخ هادي ) وكان الوضع بائس جدا، بدأت اكلة الحصارالاقتصادي تنخر ضمير الامة وجسدها، واصبح قرص الخبز بعيد كما قرص الشمس، والرجال تخرج بوجوه شاحبة كما ضوءالفجر، والعيون شابحة للخلف تعرف ثم بطون خاوية؛ تنتظر مثل طيور لحمية في اعشاش نصف مهدمة. واصبحت الأمهاتتوفر فتات الخبز للأيام الاكثر ظلمة واشد بؤسا. كنت اسير على غير هدى ، حتى خرج من المقهى رجل منهك بملابس كاكيةوأمارات الحرب والموت بادية على وجهه الحليق واشار الي بالاقتراب اليه، ثم انحنا بتودد وهمس وهو يلتفت حذرا : شلونك ،انت مبين حباب، اريد اوديك تشتريلي من الدكان وانطيك ربع دينار . كان للعرض مزايا مبهرة، وكنت آنذاك اعشق افلامالسينما وخصوصا افلام بروسلي وافلام الفاتنات التركية وشعاع اجسادهن العارية يخلب اللب. قال: اريد تشتريلي بطل عرقمن دكان جلال. كان دكان جلال يقع على طريق جسر المشات الخشبي. اعطاني اربع دنانير وقال: انتظرك هنا ولا تتأخروحين ترجع انطيك ربع الدينار. نعم انا بجسد ضعيف ورجل معطوبة لكن لي دهاء يفوق مكر ثعالب العالم مجتمعة، بدأت افكرواحلم اني في سينما سميرة ميس وتابع حركات هوليا وجسدها العاري تحت اشعة الشمس، تطوح بمؤخرتها على شاطئمليء بالرجال والنساء، حلمت اني اتناول لفة الفلافل وبطل اللبن الحامض ورنين الدراهم يضج في جيب الدشداشة مع كلحركة تحاكي قفزات البطل. حين وقفت امام دكان جلال التفت نحو الجسر الخشبي وثم ناحية المقهى البعيدة وثم قفزت صورةهوليا امامي قلت في سري العرق حرام وانطلقت نحو الجسر حيث السينما تنتظر وهوليا عارية على الشاطىء .