من مفكرتي الفنية
قحطان جاسم جواد
كثيرون الذين يكتبون في المسرح ويهتمون بجوانب عديدة من هذا العالم الساحر. من بين هؤلاء الباحث في شؤون المسرح والكاتب عقيل ابراهيم العطية.الذي عاش دهرا من حياته في ارشيف المسرح العراقي وكتبه ومسرحياته على طول اربعين عاما من عمره. اذ كان يعمل في شعبة الاعلام بدائرة السينما و المسرح التي تضم بين تشعباتها التوثيق والارشيف واضابير الفنانين واعمال المسرح منذ بداياته الاولى.ورغم ان احداث التدمير الذي تعرضت له الدائرة وارشيف المسرح، لكن عقيل العطية ظل يواصل ويسجل كل ما في المسرح بطريقته الخاصة، ويحتفظ بدفاتر خاصة الكثير من الوقائع المسرحية منذ اول مسرحية وحيدة والكثير من مهمتمين بالمسرح يلجأون اليه لمعرفة معلومات او التأكد منها.والعطية من عائلة عشقت الثقافة وعملت بها (من والدهم الى ابنائه الكبير د خليل كان واحدا ممن يشار اليهم بالبنانفي مجال تحقيق اهم الكتب والمعاجم، لكن (في ظروف خاصة وغامضة اعتقل وتوفي في زمن النظام السابق ويقال ان انه سقي سما قبل الافراج عنه مات بسببه) والاصغرد جليل خريج السوربون ومن افضل المحققيين والكتاب كان يحرر زاوية شهيرة في الصحافة بعنوان جهين في الستيناتينتقد فيها كل شيء حتى النظام السابق، رغم انه كان بعثيا انذاك.وغادر العراق وخرج عن حزبه بنصيحة من الرئيس البكر وهو الان من الاسماء المهمة في اختصاص تحقيق الكتب التراثية العريقة. والاصغر منه نبيل وهو ايضا كاتب ومحقق وله شانه الكبير في عالم الثقافة.واخرالعنقود عقيل الذي يبحث في المسرح بكل تفاصيله وله غير كتاب فيه لعل اخرها(صفحات في كتاب المسرح) الذي يأخذنا في سياحة ثقافية في عدة مجالات تخص المسرح. فاول ما يتحدث عنه هو وجود المرأة كمؤلفة في فن التاليف المسرحي ويعدد اهم وابرز الاسماء التي كتبت في المسرح سواء كمسرحيات او في شؤون المسرح الاخرى.كمايتناول ظاهرة وجود الفنانين التشكيليين في المسرح سواء كممثلين او مخرجين. ويتحدث عن العنوان واهميته في المسرح وهو اول من نبه عن ذلك بحيث ظهرت من بعده اطاريح في المسرح تتناول موضوعة العنوان وهذا شيء يحسب لعقيل العطية.في مبحث اخر يتعرض الى منهجتشيخوف ومنهج ستانسلافسكي والاعمال التيقدمها او تاثر بهما في العمل المسرحي المعاصر،ويؤشر بدقة كل الاعمال التي قدمت في مسرحنا متاثرة بمنهج تشيخوف وستانسلافسكي.ويعرجعلى شيخ نقاد المسرح الكاتب الراحل علي مزاحم عباس ،والعطية شديد التأثر به وبنقوده. ويتناول ايضا قضية المصطلحات المسرحية الجديدة ويقدم ايضاحا ونموذجا عنها في اعمالنا.من تلك المصطلحات التي شاعت عندنا الرؤية الفنية كما يستخدمها الفنان عزيز خيون في اعماله.وكذلكمصطلح مسقطة التي استخدما الكاتب ستار الناصر ولفظة الذاكرة او ذاكرة الرؤيا الصورية او مسرح الصورة كما يسميها د صلاح القصب. وتناول بعض اسماء من عمل في المسرح وقدم فيها اسهامات فاعلة وكبيرة مثل الفنانة اسيا كمال وحميد محمد جواد وعلي عيسى ويوسف سواس.عموما قدم العطية في هذا الكتاب جهدا رائعا من الضروري الاطلاع عليه لاسيما لطلبة المسرح او العاملين فيه، لما فيه من فائدة جمة لاهلالمسرح.