في العمل النحتي، و الذي هو عباره عن كتله تملاء فراغا ما من هذا الكون، يكون الوضوح و النتوء هو سيد الموقف، يكونالضل و الضوء او الخطوط المنحنية و المستقيمة طولا و عرضا هي التي تبرز هذه الكتله آلتي تملاء الفراغ.
في اعماله الاخيره تميز الفنان علي خضر، و لانه نحات بارع، اقول تميز و انصرف عن هذه القاعده، او ليسمح لي ان اقولشذ عن القاعده التي ذكرت، فانفرد بمليء الكتله النحتية بالالوان، الالوان جميعها، فقد عمل منحوتاته و غلفها بالوان حاره مرةو بارده مرة اخرى.
ان تملىء كتله نحتية الوان هذا شيء ربما يبدوا عادي للكثير من الناس لكنه ليس عادي بقياسات الاعمال النحتية التي تمتازبلون واحد او لونين او بالكثير ثلاثة الوان، فمن منا لا يتذكر اعمال مايكل انجيلو او اعمال جواد سليم، فعادة ما يكون التمثالمن ماده واحده، البرونز مثلا، او الجبس او الخشب او اي مادة اخرى، و عادة ما يترك الفنان لون المادة التي صنع منهاالتمثال، فمثلا عمل تمثال الامومة لجواد سليم من الخشب، و الذي طلاه الفنان سليم اعطاه لون واحد فقط، و ميز هذا العملالخشبي باللون الذي وضعه، و هكذا اعمال محمد غني حكمت البرونزيه، يتركها بلونها و التي تصدىء بمرور الزمن، فتتركاما تتدرج و تصبحون باللون الاخضر الطاعن او التي تصل احيانا الى اللون البني الفاتح.
علي خضر فكر في تقنيه اخرى، فقد استخدم الوان عدة لتماثيله التي صنعها، فتبدوا الالوان افريقية او الوان ريفية قديمه،لكن معالجته لتماثيله بهذه الالوان جاء اضافة جديدة في رأي، لان موضوعاته الاثريه الى نفسه، الامومة، المراة، الرجل،اشخاص من هنا و هناك، هي التي الحت عليه هذه المرة ان يعطيها حياة اخرى غير التي نعتاد ان نراه في الغالب الاعم.
بقي ان اقول ان علي خضر فنان يحب التجريب، وهو مولع بالنحت و الرسم ايضا، الا انه في كل مره يجرب اشياء جديده،مواد مختلفه، اقمشه، مزج الوان غير مألوفه، و هذا لعمري ديدن الفنان الجاد الذي يعشق الفن من اجل تلوين الحياة لا اكثر،و في اعتقادي انه شاكس في وضع الوان متعدده لتماثيله التي صنعها موخرا و التي عرضها في معرض خاص في لندن.
امير الخطيب