نوال السعدون فنانةُ ما بعد الحداثه

نوال السعدون فنانةُ ما بعد الحداثه

امير الخطيب

نوال السعدون اسم لامع في عالم الفن التشكيلي العربي و العراقي، لا ادري لماذا لكن اعمالها، خصوصا الفوتوغرافية منها تذكرني بالرسامة المكسيكيه فولده كالحو، زوجة الفنان المشهور ديجو ريفيرا.

نوال تصور نفسها بحالات متعدده، تعشق ان تصور شخصها، و كاي عراقيه جنوبيه، تصور شخصها بالم و خزن، تضع على وجهها حروف عربيه، اشعار، كلمات اثيره، مقاطع من مقولات كانت قد اثرت بها، تصور نفسها، خصوصا راسها داخل قفص، بحلات متعدده تثير استفهامات كثيره، و تثير في المتلقي قلق غير عادي، لانها امراة عرفت كيف تحرك الاثاره العاطفية عند اي متلقي.

تذكرني بفريده لانها ربما تعيش نفس ظروف القلق و الوجع التي مرت بها فريده، وكفنانة نوال لا اعرف السخط، لا تعرف معنى للبعض او الكراهيه، فهي تعشق الحياة، بكل ما فيها من تفاصيل، تعيش السجن” القفص” السجن الذي اختارت، و بكل عيون مفتوحة تقول اشيائها الكثيره، تسطر ملاحم في نظراتها، بل تقص روايات متعدده المعاني و الاوجه، لكنها تحمل وجه واحدا هو ان تثير متلقيها، و هذا ليس بالامر الهين ابدا فالفنان الذي يعمل كل هذا الشغل.

اتصور نوال كانها تغرس صورها في ذاكرة متلقيها، و كانها تحفر اخاديد، و تترك اثار عميقه عند كل من يرى اعمالها الفوتوغرافية و كذلك اعمال الرسم.

تضع شيء واحد او لون غريب على انف سعدي يوسف مثلا، او تضع هلالا على وجهه ابيها الذي تشبهه بالشهداء و الصديقين، تكرر هذه المحاولات برسم وجه ابيها يحتوي غيم واحده تعطيها اللون الاخضر او تضع عليها شريط ” “العلك” الاخضر كما تضع على ايقونة صوره يعتقد انها للامام علي.

تعالج نوال موضوعاتها عن المراه المعاصره بالخمار و الايدي البيضاء، دم يسيل من الراس او من اعلى فوق الراس، ترسم الوضوح بتهويمة وجله، تختزل الالوان لتعبر بالقليل او التقليل عّن قصصها الطويله، فنواب ليست رسامه، انها فنانة ذات تجربة في الفن المعاصر، تجربة طويلة امتدت من العراق الى دمشق الى الدنمارك و حتى اسبانيا، نوال فنانه تمثل الحس النسوي العربي و العراقي فهي جديرة بهذا التمثيل لانها باعتقادي خير من عبر عن احساس المرأة المضطهدة المراة الني وُشِحت بوشاح المفردات، المراة آلتي غطتها العباءة التي رسم فوقها كلمات عربيه او ارقام عربيه و كانها تدخل قسرا عَلى عبايتها و هي تنظر لنا نظرتها الغاضبة و الاليفه في ذات الوقت.

الوجوه و الاشكال و التماثيل التي ترسمها نوال يختلط فيها التصور مع الواقع، القريب و البعيد، الانا و الاخر، كانها بوجوهها و اشكالها تصور معنى الصوفية الحقيقية، فهي في إعتقادي متصوفة، لكن على طريقتها الخاصه، ليس على طريقة المتصوفة المعروفين. و اغلب الضن انها كونت لنفسها صومعة، تتعبد فيها لذاتها، لا تسمح لاي كائن ان يقترب من احزانها و مخاوفها، فهي الاجدر بان تحفظ اسرار الخوف و اسرار الحزن.

نوال تعشق اللون، و حسبي انها تمرنت منذ طفولتها على خلط و فرز الالوان بجداره، فهي عارفة تمام المعرفة ما تريد ان تضع من الوان، هنا انا لا اقصد انها ملونه ممتازه، بل هي مقلةّ في استعمال الالوان، لكنها تضع و بقصدية العارف الوانها، فتجد الرصاصي لا يمكن تغيره باي لون اخر و الاصفر و هكذا.

امير الخطيب

(Visited 16 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *