نيجرفان رمضان / كاتب سوري
ميتتان لرجل واحد هي رواية لـ جورجي آمادو ,الروائي والصحفي والسياسي البرازيلي،صادرة عن دار “مسكيلياني للنشر والطباعة ــ تونس العاصمة،بغلافصممهُ الفنان سمير قويعة, وهي الطبعة السادسة من الرواية، ترجمها عن البرتغالية عبد الجليل العربي .
تقع الرواية في “ 87” صفحة ضمن “12” فصل ،مرقمة بالأرقام اللاتينية.
افتتاحية الرواية
( إلى “زيليا “في منحدر السفن
إلى ذكرى “كارلوس بينا فيليو “, أستاذ في الشعر وفي الحياة هدير الماء على طاولة الحانة, وعلى طاولة البوكر قائد رقيق, أهدي هذهِ الحكاية, وهو يخوض اليوم في البحار المجهولة بجناحيهِ الملائكيين، الحكاية التي وعدته أن أقصّها لأجله ذات يوم .
إلى ” لايس” و “روي أنطونيس “ففي منزلها الأخوي في “برنمبوكانا” ترعرع “كينكاس“ وصخّبه على دفء الصداقة الحميم ).
البحث عن الذات ..!
حين قرر جواكيم سواريس دا كونيا, الرجل الخمسينيالعمر,الموظف الحليق الذقن، صاحب المعطف المصنوع من قماش القرمل الذي يزيده وقاراً. المرموق, أبٌ لـ عائلة والزوج النموذجي الذي تُرفع له قبعة الاحترام,المحبوبمن قبل الجميع, أن يهرب من هذه الحياة ويعيش حياة التشرد في الشوارع متردداًإلى الحانات, متهافتاً على المومسات, سائب اللحيةيلوك الأغاني السوقية,كانت غايته أن يهرب إلى ذاتهالتي ترغب أن تعيش بحرية دون قيد اجتماعي أو قانوني, لذا اختار اللجوء إلى العالم السفلي باحثاً عن الذات ـــ الذات الحرة وليست الذات التي يرغب الآخرون بها, أن يروك فيها .
لذا هجر جواكيم سواريس دا كونيا العائلة والحي وزملاء التوظيف, وأصبح ” كينكاس هدير الماء ملك الليل ـــ ملك متشردي باهيا ـــ فيلسوف منحدر السوق الرثُّ ــــ سيناتور التسكع على الحانات ـــ شريب الكشاسا “,عاثراً على ذاته في الحياة البوهيمية .
تقول ماروكاس :صــ 29 في إحدى المرّات أراد أن يرحل مع جماعة السيرك وحينها سُلخ سلخاً من شدة العقاب .
وأمك يا صغيرتي ” فندا وهي ابنة جواكيم “ كانت متسلطة بعض الشيء؛ أنهُ ذات يوم فرّ بعيداً وحين عاد قال أنه يريد أن يكون حراً كعصفور .
تقاطُع بين ” هولد كولفيد ،بطل رواية “حارس في حقل الشوفان ” لـ ديفيد جيروم سالنجري ،و”كينكاس “, بطل رواية “ميتتان لرجل واحد“ ؛الأول قرر العيش في كوخ ضمن غابة لا يعكر صفاءها أحد, إذ وجد ذاته بين حفيف الشجر هارباً من ضوضاء وصخب حياة الشباب الزائفة المليئة بالمغامرات دون جدوى منها في الحياة العملية،والآخر هارباً من زيف الحياة,ووجد ذاته في العالم السفلي.
التمسك بالشوائب الاجتماعية .
يدخل ذوي كينكاس في دوامة الحيرة والاختلاف، البعض منهم متمسك بالأعراف والتقاليد والبعض الآخر سلخ نفسهُ ذلك فيما يتعلق بمراسيم دفن “كينكاس المتشرد “,كون الأمر سيجلب العار لاسم العائلة, وتصبح علكة يلوكهاالكثيرون.
– فندا أبنة جواكيم سواريس دا كونيا : تقترح دفن الجثة وفق الأعراف؛ نأخذ الجثة إلى منزل العائلة ونستقبل المعزّين هناك، نقدّم القهوة والمشروبات والحلويات للحضور طوال السهرة،ثم نستدعي الأب ” روك “لتلاوة صلاة الجنازة, ويتحرك الموكب كي يتمكن أكبر عدد من الناس من المجيء ولاسيما زملاء العمل وأصدقاء العائلة .
– ليوناردو “صهر جواكيم سواريس دا كونيا “، يرفض ذلك بجملة استفهامية ” لماذا نُقل الجثمان إلى البيت؟”، فلن يكون ذلك إلا ذريعة, يتذكر كل هؤلاء جنون هذا العجوز السافل وحياتهِ الشاذة .
– ماروكاس ” العمة تقترح “إنه من الأفضل نشر خبرٍ يُفيد أنّه مات خارج المدينة, وإننا تلقينا برقية بخصوص ذلك، ثم ندعو الناس إلى قدّاس السابع بعد الدفن وحينها يمكن لمن يشاء أن يحضر ، فنحن غير مجبرين“ .
وفي النهاية رضخت فندا لحقيقة نقل الجثمان إلى بيت العائلة “فكرة عبثية “, وتقرر أن يُدفن في جو عائلي محض, ويُدعى الناس إلى القداس لاحقاً .
وتنتهي الرواية في الفصل الأخير بمقطع شعر لـ كينكاس
” سأُدفن كما أشتهي
في الساعة التي أشتهي
يمكنكم أن تحفظوا تابوتكم إذن
لميتة جديدة وميت جديد
أمّا أنا فلن أترك أحد يحبسني
في قبر أرضيٍّ رذيل .