امير الخطيب
بعد ان اصبحت المعلومة متاحه للجميع
لا استثني اي معلومه عن اي شيء، و بعد ان اختلط الحابل بالنابل من جراء اتاحة المعلومة للجميع، تكونت فئات غريبه فيالمجتمعات، هذه الفئات اقل ما يقال عنها انها “تدعي المعرفه، و المعرفة المطلقه، وًهنا مكمن الخطر.
و المتتبع البسيط لما ينشر من افكار، حتى في اكبر الصحف و اكثرها مبيعا و انتشارا، يلاحظ ان من هب و دب، اصبحيسيطر على الكثير من الامور في حياتنا المعاصرة، فالقنوات التلفزيونية، تلتقي بمن يعتمد على ال ( كوبي بيست) و كذلكالصحف تعتمد على هذا النوع من الكتاب، لا لشيء انما لاثارة الناس و استفزازهم و تحريضهم على اشياء و مواضيع ليستذات اهمية في حياة الناس.
كنت في ما مضى من الوقت منشغلا بقراءة كتاب ” نظام التفاهه” للكاتب الفرنسي الان دينو، تحدث المولف عن مجملالقضايا التي تشغل حياتنا المعاصره و التي تصل الى ان الجامعات و الاكاديميات الرصينة، حيث يسمي المعرفه بالتسليع،اذ يقول ” تسليه المعرفه الاكاديميه و بيعها للجهات المموله للجامعات من خلال سلسلة نبدء اولى حلقاتها في سعي استاذالجامعه للحصول على المنح من هذه الجهات المموله، و هكذا ينحدر العمل بالجامعات الى درك التفاهه، فتتحول فيه من منتجللمعرفه الى تاجر فيها، يعمل في وسط من الاعتبارات الكمية و القيم الزباينية.
قلت لنفسي هذا الفساد المستشري ليس فقط في العراق او العالم العربي او الاسلامي، بل تعداه الى كل العالم بسببالفلسفة الامريكية التي سطحت الفكر منذ بداية خمسينيات القرن الماضي.
امير الخطيب