القاهرة : سعد المسعودي
أستقبل جمهور مهرجان القاهرة السينمائي فيلم “بعيدا عن النيل ” للمخرج المصري الأمريكي شريف القشطة بحفاوة بالغة وبالتصفيق الحار لدقائق طويلة لجماليته السينمائية ولعفوية ممثليه غير المعروفين الذين يقفون اما الكاميرا لأول مرةّ وقدموا أداءا جميلا في الفيلم الوثائقي الطويل “بعيدا عن النيل” والفيلم يجمع 12 عازفا موسيقا لاجئا يمثلون 11 دولة تطل على النيل جمعتهم الموسيقى المختلفة حسب تقاليد وتراث تلك الدول المطلة على نهر النيل الذي شهد خلافات كبيرة حول الحصص المائية بين دول المصب في اثيوبيا والسودان ومصر لكن تناول الموسيقى باعتبارها نموذجا للتعاون يتجاوز الحدود والخلافات ورسالة من خلال رحلة موسيقية لنبذ العنف والخلافات ، من خلال تقديم عروض موسيقيه ناجحة في المدن الامريكية متناسين خلافات بلدانهم السياسية .
وكان أداء الممثلين رائعا خاصة الممثل والموسيقي عادل ميخا الذي تفاجئ وهو يشاهد الفيلم لاول مرة بأنه كوميدي لهذه الدرجة ضحكات الجمهور ارعبتني ولم أكن اتوقع هذا الأداء مني وهو ماسيشجعني على الاستمرار في التمثيل دون ان اترك الموسيقى
المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي يحب هذه الأفلام
والفيلم يذكرنا بفيلم المخرج المغربي أحمد المعنوني ” ناس الغيوان” الذي عرض في مهرجان كان السينمائي عام 1981 وحصد العديد من الجوائز العالمية وهو يجمع موسيقيين من حي شعبي مغربي في المحمدية يجمعهم حب الموسيقى الشعبية من ايقاعات آمازيغية والملحون وموسيقى الكناوة وغيرها من الموسيقى المغاربية والأفريقية وكان فيلما وثائقيا ناجحا وكبيرا ,حتى ان المخرج الأمريكي “مارتن سكورسيزي” كتب عن فيلم” ناس الغيوان ” في كتاب ب 400 صفحة “فيلم ناس الغيوان هو عادت إلى النبش في الجذور، وذلك على غرار العديد من الموسيقيين في العالم لفترات سابقة ، وهو جهد حقيقي، مبدع وخلاق، عمل على استثمار الإيقاعات الأمازيغية والملحون والكناوي.. وغيرها من الأشكال الموسيقية التراثية المغربية في إبداعاتهم بعد دمجها في تراكيب لحنية وتوزيعات جديدة، مؤكدا على أن الأغنية الغيوانية عبرت بقوة عن معاناة الشعب المغربي، وأنها استطاعت تخطي بعض المحظورات, هذا النوع من الأفلام مفضل في امريكا لذلك صور بالكامل في المدن الامريكية التي يعيش فيها المهاجرون الذين اندمجوا مع المجتمع الأمريكي او الذين مازالوا يعيشون على الهامش .
المستقل تلتقي المخرج شريف القشطة
وقال المخرج شريف القشطة “للمستقل ” ” هذا الفيلم عبارة عن مشاهدات حقيقية صورتها بكاميرتي تجاوزت ال 400 ساعة اختزلتها فى ساعة ونصف لم نخطط لهذه المشاهد ولكن هناك مشاهد تمثيلية قليلة واكثر مشاهد الفيلم هي أداء عفوي وخناقات وكوميديا ساخرة كانت وليدة اللحظة والمشروع لم يكن له قائد، كما أنه لم يكن له نوتة موسيقية مكتوبة وهو نتائج العادات والتقاليد التي عرفتها، وكنت مركز في الفيلم على الأشخاص أثناء الرحلة
.
وأشار القشطة إلى أن الفيلم الذى أراد صنعه لم يكن يريد التركيز خلاله على الفرقة الموسيقية، ولكنه أراد التركيز على الرحلة التى يقومون بها من أجل نشر فكرتهم وهدفهم، موضحا أنهم لم يكونوا يعملون وفق نوتة موسيقية؛ لأن نوع الموسيقى الذى يقدمونهامختلفة عن الأوركسترا الموسيقية، حيث لم يكن هناك نوتة موسيقية مكتوبة لأن معظم أعضاء الفريق نشأوا على الموسيقى، فهى إرثهم الثقافى والقبلى أو القروى، فالموسيقى لديهم شفهية يتناقلوها من جيل لجيل، ولم يدرسوها فى معاهد للموسيقى،
وقال المخرج ” للمستقل “ أنه أحب السفر والتنقل معهم، وأحبهم على المستوى الشخصى، لذلك كان من السهل عليهم تجاهل أن هناك كاميرا تسجل كل لحظاتهم، والتعامل بأريحية معها ونسيان أن هناك من يصورهم، واعتبروه عضوا فى فرقتهم، موضحا أنه حاول مساعدتهم أكثر فى التأقلم بأن يأخذ الوقت الكافى للتعرف عليهم والانسجام معهم، وبأن يكون هو والكاميرا فقط بدون مساعدين أو مهندس صوت أو ما إلى ذلك من فريق عمل تصوير الأفلام , وهو مؤمن بما قدموه من موسيقى جميلة استمتع بها على الصعيد الشخصي وما أفرحة تفاعل الجمهور طوال الفيلم مع احداث الفيلم وهو ما اسعدني كصديق لهم قبل ان اكون مخرج .
الفيلم عرض بحضور ابطال الفيلم الموسيقين وهم “محمد ابو ذكري وآسيا مدني وعادل ميخا ونازلي رضا وأحمد عمر والمخرج شريف القشطة والمنتج Christopher McElroen)