((إستراتيجية الخطاب السياسي …)) د. مزهر الخفاجي

((إستراتيجية الخطاب السياسي …)) د. مزهر الخفاجي

الجزء الاول
أ.د مزهر الخفاجي

ظلّ الخطاب لغة وصورة ،رأياً ومعلومةّ واحداً من وسائل الإتصال المهمة في تغيير إتجاهات الرأي العام ، او في التأثير عليه ….ان الخطاب يسعى بذلك الى الأشهار بواسطة الاشتغال على عمليك التأثير في الفضاء الشعبي من خلال اثارة انفعالته لدى الفرد والمجموع، وكسب رغباته الخفية ، قوة لاتقاوم بحيث أنها تدفعه الى الفعل لإجل إشباعه وإن الشروط الوارد توفرها في لغة الخطاب تتمثل ب إنها تتوسل مفاعيل البرهنة او التدليل على حق الخطاب .
والعمل الثاني ان الخطاب السياسي يعتمد على الإقناع وان البرهنة ستوفر مناخ البرهان (الاقتناع) في الخطاب السياسي .
والعامل الثالث الذي يجب ان يعتمد عليه الخطاب السياسي للجمهور هو ضرورة تمثلهُ لحاجات الناس ولغته الاجتماعية السليمة وان يميل هذا الخطاب للإنحياز لقناعة وحاجات الناس .
ولابد ان نبين هنا ان الخطاب السياسي …يقترح لنفسه مسار التأثير في غرضين من اغراض الخطاب اولهما تحليل السياسي من السياسة for politcy ، ويمتاز خطاب هذه الجماعة من كونه خطاباً …يقوم به الفاعلين في المنتظم الحكومي او البرلماني او السياسي .
هدفه تطوير اساليب الدفاع عن منظومتهم الفكرية …او اقتراح سياسة افضل بعد الفشل او تلاشي تأثير سياستهم الشعبية .
والنوع الثاني من انواع الخطاب والذي نقصد بهِ خطاب رسم السياسات …وإن خطاب رسم السياسات هذا هو خطاب يصلح للموالين للحكومات والمعارضين لها … وهو خطاب سياسي وإعلامي جريء يحتمل خصيصتي الهدوء والصدمة ويلجأ في بعض أحيانه الى تحديد اهدافه السياسية والتشريعية والإقتصادية والإجتماعية ….والغرابة كل الغرابة إن جلّ سياسيِ ِالعراق والعالم العربي لايحسنون الفصل او الفهم او الفرز بين غرضي تحليل السياسات او رسمها في خطابهم السياسي والإعلامي وهم يميلون الى استخدام كل منهما في أغراضه غير الصحيحة ، إن ضمان نجاح الخطابين السياسيين يشترط على مايشترط عليه :-
١-الابتعاد عن التعصب
٢-وضوح الأهداف
٣-ضرورة ان يكون الوعي بمشاكل الناس حاضراً في الخطابين .
٤-ضرورة أن يراعي الخطاب السياسي الإشهاري المُعلن هذا التوازن النفسي والفكري والثقافي وان يأخذ بنظر الإعتبار الخصائص التالية :

– الرأي الشخصي: ونقصد به ذلك الرأي الذي يكونه الفرد لنفسه في موضوع معين بعد تفكير في هذا الموضوع ويجاهر به دون أن يخشى شيئاً.

— الرأي الخاص: هو ما يحتفظ به الفرد لنفسه ولا يبوح به لغيره؛ خشية أن يُعرّض نفسه للخطر. وتظهر أهمية هذا النوع في حالة الاقتراع في التصويت السري في الانتخابات .

-رأي الأغلبية : هو تجمع وتكرار الراي الشخصي لأغلبية الجماعة الفعالة ذات التأثير (بما يزيد عادة عن ٥٠٪) .

-رأي الأقلية :- يمثل مايقل عن ٥٠٪ من أعضاء الجماعة.

-الرأي الائتلافي :- هو إئتلاف بعض الأراء في الجماعة ازاء مشكلة معينة في وقت محدد تحت ضغط ظروف خاصة مما يستلزم وجود هذا الرأي الائتلافي .

-الرأي العام الكامن :- هو الذي لم يظهر بعد صراحة وبوضوح وايجابية . بسبب غياب تأثير الجماعة الوطنية المؤثرة.

-الرأي العام الفعلي الواقعي :- وهو الذي يتحول الى سلوك فعلي واقعي كإحداث تغيير اجتماعي او كما يحدث في اضراب او ثورة.

-الرأي العام المستتر(الباطن) :- هو الذي لايفصح عنه ولايعبر عنه نتيجة خوف الجماعة من عواقب التعبير لتعارضه مع الاوضاع الدستورية او القانونية او مع المعايير الأجتماعية المتعارف عليها.وهو السائدة في المزاج العراقي .

-الرأي العام الصريح (او الظاهر) :-هو الذي يعبر صراحة عن أراء الناس او اتجاهاتهم ويعبر عنه صراحة جهراً في حرية دون ما خوف وهو الأقل ظهوراً في المشهدين السياسي والاعلامي هذه الأيام.

-الرأي العام الثابت نسبياً:- هو الذي ينبع من العادات والتقاليد ويكون ثابتاً نسبياً بمعنى انه يستمر ولايتغير الا بعد وقت طويل .

-الرأي العام الكلي (الجامع) :- وهو الرأي العمومي الجامع التقليدي المستمر المستقر او المتوارث الناشئ عن العوامل الحضارية والثقافية للمجتمع ، ومن اهمها نظام التربية والتنشئة الاجتماعية والدين والتقاليد …وهو السائد في مجتمعنا العراقي والعربي.ويعبر عن مزاجه ، ويسمى برأي الأغلبية الصامتة.

-الرأي العام الوقتي :-هو الذي يظهر حيال مشكلة وقتية ، وهو غير مستمر ويتأثر بسهولة بوسائل الاعلام والإعلان والدعاية والشائعات

-الرأي العام اليومي:- هو الذي يتأثر بالأحداث اليومية والمجريات اليومية وتؤثر فيه وسائل الأعلام والشائعات والمصالح المباشرة للوسائل والأفراد.

-الرأي العام الرائد:- هو الذي يؤثر في الاعلام والدعاية والأعلان ولايتأثر به.

-الرأي العام المثقف:- هو الذي يمثله جماعة المثقفين والأكاديميين والتدريسيين واساسه درجة الثقافة والتعليم ويؤثر فيما هو أقل منه درجة من حيث الثقافة والتعليم . ويبدوا ان تأثيره في مجتمعنا العراقي والعربي محدود ولم يتبلور بعد .

-الرأي العام والمناخ الديمقراطي :- هو الذي يقدم في إطار من الحرية والمناقشة والقرارات الجماعية .

-الرأي العام في المناخ التسلطي (الأوتوقراطي):- هو الذي يقوم في إطار إستبدادي ويوجهه عنصر دخيل على الجماعة او لهُ مصلحة تتعارض مع مصلحة الجماعة .

-الرأي العام المضلل :-هو الذي يتكون بتأثير الدعاية والشائعات ودس معلومات غير صحيحة.

سقنا هذه الأراء لكي نقف امام اهم متغيرين سياسيين ساهم بهما الخطاب السياسي ونقصد الخطاب التنفيذي في تحليل سياساتهم او التشريع في رسم سياساتهم وكيف إنعكس هاذين الخطابين في ظاهرتين اهمهما :
١-ثقة الناس بالخطاب السياسي.
٢-وفاعلية الخطاب السياسي في التأثير على المشاركة في الإنتخابات .
إن كلا الظاهرتين ونقصد ظاهرة الأمن المجتمعي قد أكدتا فشل حكوماتهم في تثبيت أمنه المجتمعي وامنة الإقتصادي فإرتفاع نسبة الفقر حسب احصائيات وزارة التخطيط العراقية عام ٢٠٢٠ بنسبة ٣٢٪ وإزدياد نسبة أمية المجتمع بنسبة مايقارب ٤٢٪ من ابناء الشعب …ذلك يؤكد فشل مؤسسات الدولة في تحليل فشل سياستها وفي ارتباك رسم هذه السياسات …

(Visited 40 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *