الماركسية تحتضر

التكنلوجيا الرقمية المعاصرة وتكنلوجيا النانو يلغون نظرية كارل
ماركس ، لا اريد الخوض في الفلسفة الماركسية والتي يعرف معضمنا
كيف نشأت وكيف تطورت مابين المانيا و فرنسا ، وكيفية اللقاء بين
ماركس وانجلز ، ومتى صدر البيان الشيوعي و اعتماد البيان الشيوعي
على مصانع النسيج و عمال مصانع النسيج في سيسيليا.
وسائل الانتاج و العلاقة بين اصحاب المصانع ، او بعبارة اخرى
اصحاب رؤوس الاموال قد تغيرت جذريا في وقتنا الحالي ، فالمصانع
تسير او تنتج دون عمال، اما روبوتات تعمل او في بعض المصانع
التي تعتمد على النانو تكنلوجي بغير عمال علىالاطاق، عدى عمال
الخدمات اقصد عمال النقل و الشحن.
القضيه تغيرت بالكامل اذن هناك خلل في النظر لمستقبل الطبقة
العاملة ، التي هي بالاساس تعمل في القطاعات الخدمية في هذا الوقت
الحالي من اي وقت مضى، اما المعامل و المصانع الكبيرة كالتوربينات
والمحركات الضخمة جدا وكذلك معامل السيارات وقطع الاسمنت
الضخمة التي تستخدم للبناء ، فانها تعتمد الان على مهندسين ذوي
خبرة عالية يدفع لهم اجر اضعاف ما يتصور اي عامل بسيط.
وعمال الخدمات العامة كثروا بشكل غير مسبوق هذه الايام ، اقصد
عمال النقل و البناء ، فبدلا من ان تعتمد شركة بناء على مئة عامل
يعملون في بناء عمارة ضخمة ، تقلص العدد ليصبح عشرة او خمسة
عشر في افضل الاحيان ، وهؤلاء يجب ان يكونوا مهندسين متدربين
اصحاب خبرة، صحيح اننا نرى في الشارع عمال كثيرين يعملون في
انشاء بناية ضخمة لكن هذا الذي نرى سيتقلص في المستقبل القريب
وتصبح الماكنة و الحاسوب وباقي الادوات هي التي تعمل.
فتطوير وسائل الانتاج في التكنلوجيا المعاصرة والتي ستاتي «ما بعد
المعاصرة » ، ستقلص عدد العاملين وتزيد من البطالة بشكل ملحوظ
وهذا ما دعاني ان ارى ان النظرية الماركسية آيلة الى الانقراض ، مثل
النظريات التي سبقتها واننا ننتظرالقادم المجهول.
ربما هو غير مجهول لذوي الخبرة في قراءة التاريخ بشكل صحيح،
فان اصحاب رؤوس الاموال سيزداد جشعهم وتزداد قوة وضراوة
معالجاتهم للفقراء ، لانهم اصبحوا في خطر و لابد من اخذ التدابير
والحيطة من اولائك الذين يسببون الاذى باستمرار .