لا يختلف الفن كونه نشاط بشري عن اي انتاج انساني اخر، فلكل شيء
شكل، للقدح شكل وللوجوه اشكال وللعمل الفني شكل ايضا، في ذات
الوقت لكل شكل مضمون، فمضمون القدح مثا احتواء الماء و شربه، و
العمل الفني له شكل يتوزع على لون و خط و ضوءً وضل و مضمون
فعند قراءة العمل الفني يتضح المضمون.
ستناقش في هذه الالتفاتة، نظرة عامة على بعض المصطلحات المهمة
المتعلقة بالكتابة عن الفن.
مصطلح الشكل في النقد الفني يشبه الى حد بعيد «الجمال الخارجي ،»
اما المضمون و الذي هو أحد جوانب العمل الفني فانه يدخل في باب
القراءة والتاويل او التفسير و التحليل.
عندما ننظر إلى اي عمل فني أو معرض، عادة ما يكون لدينا استجابة
أولية أو انطباع اولي. تتشكل هذه الاستجابة لما نراه من خال المعرفة
والخبرة والثقافة والوقت اللذين نعيش فيهما.
إن تعبير «الجمال يكمن في عين الناظر » يلقي نظرة على الطبيعة
الذاتية والشخصية و «الانطباع الأول » الاستجابة الأولى، هي في النهاية
استجابة شخصية. إنها وجهة نظرك الشخصي. فعند النظر إلى اي عمل
فني يطرح المتلقي تساؤلات في كيفية صناعة هذا العمل الفني و لماذ
استخدم الفنان هذه الخامات دون غيرها و هكذا….
يتضمن وصف العمل من حيث عناصره المختلفة، مثل اللون والشكل
والملمس والخط والإضاءة والكتلة والفضاء، بالإضافة إلى كيفية استخدام
هذه العناصر. عندها يبدا التحليل او التفكيك لكل العناصر في وصف
العمل الفني ومحتواه من خال ربط عناصر العمل بالتأثيرات التي فيه.
هذا ما كان في الشكل اما في المضمون هو ببساطة موضوع العمل
الفني. إنه الصور التي تراها، مثل الأشجار في غابة، أو منظر المدينة،
والسماء، والقمر في ليلة النجوم في فان جوخ.
يمكن أن يلعب المحتوى دورًا مهما في التحليل، لكن البعد الجمالي
وتاثير الشكل له الدور الاكبر على المتلقي، فالشكل بتعبير بسيط له
اثر اكبر من المضمون في اي صورة او عمل فني، على اقل تقدير هذا
للمشاهد و ترك الانطباع الاولي له، فالانبهار و الدهشة التي يحدثها
العمل الفني هي التي تعطي الانطباع الاولي و الذي سيبقى عند المتلقي.
الشكل و المضمون
(Visited 3 times, 1 visits today)