د. عادل شريف – كاتب عراقي
يعتقد البعض وعلى الصعيد العراقي حصراً, ان الجنسية وعراقية الأبوين, يكفيا المرء للأعلان عن هوية الأنتماء الوطني, ويتجاهلون ان الولاء هو التعبير الحقيقي عن الهوية الوطنية, ويتجاهلون ايضاً, ان الولاء لغير الوطن, يمزق تماماً نسيج الأنتماء, ويجعله باطلاً فاقد المضمون والمعنى, مشبعاً بالتبعية والعمالة, فلا انتماء وطني, بلا ولاء وطني.
الانتماء فطري طبيعي، كأن يكون انتماء للعائلة والعشيرة والقبيلة والدين والأرض الخ, اما الولاء اختياري ونوعي , والدليل عليه هو مصداقية ونزاهة الضمير, اما الانتماء فلا يحتاج لمثل تلك المقاييس. وعليه ثنائية الانتماء والولاء تبقى الركيزة الاساسية لبناء الوطن, لان الانتماء يحمي المواطن والولاء يحمي الوطن والمجتمع.
في اطار ثنائية الأنتماء والولاء, يمكن تحديد اربعة فئات في المجتمع:
الفئة الأولى هم من ينتمي للوطن وولائه للوطن وهو المواطن الصالح والمخلص, والمتفاني في خدمة وطنه والتضحية من اجله والذي يرغب ان يكون وطنه اجمل الاوطان وانجحها واكثرها تقدمًا وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك.
الفئة الثانية هم من ينتمي للوطن بالجنسية غير ان ولائه لجهات خارجية, كالعميل والخائن والتابع والانتهازي الخ. فلايهمه مستقبل البلد او الوطن بل مصلحته الخاصة او مصلحة من جنده فوق مصلحة الوطن.
الفئة الثالثة من هو من خارج اطار الأنتماء والولاء الوطني, كالمحتل والغازي والاجنبي. وهناك من لاينتمي للوطن لكنه يتضامن معه, كالصديق والحليف, وعليه المشروع الوطني الحضاري, للدولة والمجتمع والذي يهدف لتحقيق العدل الاجتماعي والذي يملك القرار السياسي المستقل, عليه ابعاد الفئة الثانية والثالثة من القرار السياسي, ومن اية مسؤولية ذات بعد استراتيجي ( أمني، إقتصادي، دبلوماسي، الخ).