*شمال شرق
*عارف العضيلة/ كاتب سعودي
مثلت مقابلة المسؤول السعودي السابق سعد الجبري في البرنامج الأمريكي الشهيرستون دقيقة حدثاً سياسياً وإعلامياً بارزاً وكانت لها ردود أفعال وتعاطي إعلامي مختلفومتباين حول العالم.
لكن السؤال الأهم من يقف خلف سعد الجبري.؟ وماهي القوى التي تديره؟ وماهيمصالحها الإستراتيجية التي تسعى لتحقيقها وتجعل الجبري مطيعة لها للوصوللمصالحها؟!.
حتماً ليس سعد الجبري هو من تعمل هذه القوى للإنتصار له ولكن هدفها هو تحقيقمصالح ومكتسبات إستراتيجية بعضها معروف وبعضها سري. تتحكم به لعبة الأوراقالسياسية. أما الجبري فهو مجرد رقم وورقة وسط هذه اللعبة وسيتم القذف بها أوإحراقها فور أن يتم معرفة أن دورها قد أنتهى أو أصبحت عبئاً في منظومة العملالسياسي.
قدر السعودية أن تكون هي الدولة العربية الوحيدة السليمة والمتعافية من عاهاتوأمراض الربيع العربي .. التي أحرقت الدولة العربية الرئيسية.
فمصر صابها الوهن والضعف وما زالت تعاني رغم درجات التعافي المرتفعة. وسورياثالث العرب الكبار .. تكابلت عليها الأمم وعاشت وسط النار والبارود لأكثر من عقد منالزمان .. والآن باتت تلوح بالأفق بوادر التعافي .. والعراق ما زال يئن من جراء مؤامراتالأعداء وتدخلاتهم ..
إذا فلم يبقى من العرب الكبار سوى السعودية التي أدت أدوار هامة لجمع شتات الأمةوتقويتها .. وبالتأكيد سيعمل الأعداء لتكون السعودية في طريق الدول العربية التيصابها الضعف. هذا على الصعيد السياسي.
أما على الصعيد الإقتصادي والتنموي .. فولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمانحين أطلق مبادراته وخطط تطوير الإقتصاد السعودي .. فقد كشف أكثر من مره أن هذهالخطط والمبادرات تشمل الشرق الأوسط. وقال الأمير في تصريح شهير: (إن الشرقالأوسط سيكون أوروبا الجديدة) ..
وبدون أدنى شك فإن هذا أزعج كثيراً عدة جهات وقوى خارجية .. فمنذ نهاية الحربالعالمية الثانية وضع المنتصرون الأقوياء خططهم ليكون الشرق الأوسط منطقة مستهلكةفقط. وسعوا أيضاً أن تكون أكثر مناطق العالم توتراً .. من خلال زرع بذور الفتن والقلاقل.
لم يسعى أحد من حكام المنطقة إلى تنميتها وتطويرها إلى حاكوا له الدسائسوالمؤامرات وسعوا إلى تعطيل المشروع التنموي الشامل بالشرق الأوسط.
لذا فلا نستغرب مطلقاً الحملات المنظمة التي تطلقها جهات من داخل الولايات المتحدةالأمريكية للإساءة والإضرار بولي العهد السعودي ..
يذكر رئيس الإستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل: (إن عدو السعوديةوالعرب الأول هوي اللوبي الصهيوني داخل أمريكيا).
هذا اللوبي يمتلك الكثير والكثير من أوراق القوه ويسيطر على كم هائل من الأموالوالإستثمارات .. ويسيطر أيضاً على عدداً كبير من وسائل ومؤسسات الإعلام الكبرىومراكز الدراسات والأبحاث الإستراتيجية .. وبالتالي يتمتع بقدرة قوية على التأثير علىصانع القرار داخل مؤسسات الحكم الأمريكية المتعددة.
إذا هذا اللوبي يعمل دائماً لإضعاف منطقة الشرق الأوسط .. لتكون إسرائيل هي الدولةالأقوى في المنطقة.
هذا اللوبي يعمل بعدة مسارات وبعدة جبهات لتحقيق أهدافه .. هذا اللوبي لن يرضىمطلقاً إن تكون الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة .. وحتماً هناك قوى غربية لن ترضىمطلقاً بهذا .. وعليه تتوحد الجهود وتتفق الأراء من أجل تعطيل أي مشروع تطويريسينهض بمنطقة الشرق الأوسط. ومن ثم تظهر المؤامرات وأوراق الضغط.
وبما إن رأس الحربة والعقل المدبر والرجل القوي للمشروع هو ولي العهد السعوديالأمير محمد بن سلمان .. فحتماً ستطلق صوبه السهام .. وستركز عليه الحملاتالإعلامية. وبالتالي شيطنته .. وتجريمه .. وصولاً لهدفهم الأهم وهو تعطيل مشاريعهالتنموية الكبرى.
وعوداً على مقابلة المسؤول السعودي السابق سعد الجبري في البرنامج الأمريكي الأكثرشهره ستون دقيقة فهو يأتي ضمن مخطط اللوبي الصهيوني داخل أمريكا .. فهذااللوبي ونظراً لتراكم الخبرات لديه وللقوة المالية التي يمتلكها يجيد وبإمتياز كبيرصناعة الأزمات .. وإستغلال أوراق الضغط. وإختيار الوقت المناسب لإظهارها أوإخفائها. حسب المرحلة المناسبة بالنسبة له ..
ورقة سعد الجبري التي ظهرت لأول مرة قبل ما يزيد عن العام قليلاً .. تم التعامل معها فيحينه وفق منهج علمي مدروس ثم إخفائها بعدما كشفت الجهات السعودية المختصةحقيقة الجبري وأسباب المطاردة النظامية ضده .. والآن تم إعادتها من جديد ولكن بشكلجديد وأسلوب مختلف.
دعونا نتذكر الموقف السعودي الثابت من ما كان يسمى صفقة القرن .. والإصرارالسعودي أن أي تسوية لقضية الشرق الأوسط يجب أن تشمل إنسحاب إسرائيلي كاملمن الأراضي العربية المحتلة عام 1967م. وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية.
ونتذكر أيضاً المقاطعة السعودية لأي منتجات تصدر لها من دولة الإمارات يكون ضمنمكوناتها أي منتج إسرائيلي.
ونتذكر أيضا الرفض السعودي لأي شكل من أشكال التطبيع .. لذا فأوراق الضغط منالطبيعي أن يتم إظهارها.
هي أوراق ضغط سياسية يظهرها اللوبي الصهيوني ويركب في قطارها أعداء الأمةلتحقيق مكاسب ومنافع بالنسبة لهم.
أهمها إضعاف المملكة العربية السعودية .. بصفتها الدولة العربية الأقوى بهذه المرحلةالزمنية .. وكذلك تعطيل مشاريع التنمية والنهضة التي تقودها السعودية. فهم يريدون أنتبقى منطقة الشرق الأوسط منطقة مستهلكة وتابعة.
تعرضت السعودية للكثير من الضغوطات الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية نظيرمواقفها العروبية والإسلامية الثابتة بدءاً من حملات العام 1973م. بسبب إيقاف تصديرالنفط السعودي وليس نهايتها حادثة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي وأقساهاعلى الإطلاق ما تعرضت له السعودية من حملات شديدة بعد أحداث الحادي عشر منسبتمبر.
وبعد هذه الحملات تخرج السعودية منتصره وأكثر قوة وتماسك بفضل الجبهة الداخليةالسعودية والتي ترتكز على ركن أساسي وعقد إجتماعي أقر به الأجداد وألتزم به الأحفادوهو (إن الحكم لله ثم لعبدالعزيز وذريته) ..
الجبهة الداخلية السعودية ستبقى هي الأقوى والأهم .. وعليها تنكسر كل سهام الضغط..
ومشاريع ولي العهد السعودي التنموية والإقتصادية يجب أن تستمر رغم ضجيجالحملات وقسوتها .. لأن النجاح والنجاح فقط هو الذي سيجعل الأعداء يوقنون بضعفهموهوانهم.
كاتب سعودي – الرئيس التنفيذي لدار مصادر للدراسات والأبحاث الإعلامية
Having read this I believed it was really enlightening. I appreciate you finding the time and effort to put this information together. I once again find myself spending way too much time both reading and posting comments. But so what, it was still worthwhile!