امير الخطيب
الحب مثل المطر
لا يختار العشب الذي يسقط عليه
“مثل افريقي”
لأمر شخصي، اتصلت بالفنان و الناقد و الاديب محمد لقمان، فقال لي؛ هناك افتتاح معرض فوتوغرافي عن الاهوار و التصحر الذي تجابه هذه المنطقة المهمة من العالم، هذا اليوم، قال محمد هل يمكن ان نلتقي هناك، وافق و اتفقنا ان نلتقي في مقر منظمة من منظمات المجتمع المدني و التي تعمل تحت عنوان موجه.
اتفقت مع صديق لي كنت قد فارقته منذ عشرة سنوات او ربما يزيد، اتفقت ان نلتقي هناك، ذهبنا انا و اخي حسين و الفنان ناجح الكعبي الى مقر موجه، فوجدنا مجموعة من الشباب يتوسطهم الفنان لقمان و بعد التحية جلسنا و كنا جميعا بانتظار تصليح عطل في الكهرباء الذي انقطع قبل وصولنا ببضع دقائق، جلينا في حديقة المقر الكائن في منطقة حي الامير قرب شارع الروان، جلسنا ننتظر تصليح العطل.
بعد قرابة الخمسه و الاربعين دقيقه جائت فتاة محجبة رقيقة المحيى واثقة، بعد ان القت التحية دعتنا الى افتتاح المعرض الفوتوغرافي الذي ظم حوالي ١٨ عملا فوتوغرافيا اخذت جميع صوره في الاهوار، تحولنا انا و زملائي في المعرض الجميل و الصور الانيقه الطباعه و التي وضعت بشكل جميل على حوامل “ستاندات” صنعت على ما يبدوا للمناسبة.
بعدها جاء مضيفنا و الذي اعتقد هو رئيس المؤسسه، اخذنا في جولة حول اقسام الموسسة التي تضم قاعة للاجتماعات، اضافة الى بهو للاستراحة و شرب الشاي على ما اعتقد، و هناك دور ثاني يضم مكتبه صغيره و مكتب صغير يحتوي على بعض من صور مطبوعة موزعة بشكل عشوائي على جدران المكتبه هنا و هناك.
لكن في البهو هناك ما يشبه معرض للمقتنيات، التي تقتنيها الموسسة، كان من بينها عمل للفنان المغترب جوني و فنان لم اتعرف على اسمه، كان قد رسم اشخاص على قناني السبريه الذي تفرغ و ضعت هذه القناني بشكل جميل على الجدار، ولو ان مكانها غير موفق في تقديري، او بعبارة اخرى، كان من المفروض ان تعطى مكانة في عرضها اهم من التي هي فيه.
قناني السبريه هذه موجوده في الطابق الاسفل، لمن يريد ان يكتب او يرسم اي شيء، و هو تعبير اعتقد انه اوربي مقتبس من فكرة الرسم الكرافيتي، لكن الممر الذي يقع خلف البنايه، لا يعطي اهميه ابدا لتلك الظاهره التي تختص بحرية التعبير بالكتابة او الرسم، فكان حريا ان توضع في مكان اخر اكثر اهمية كان يكون في الجدار الخارجي للمقر، او حتى في الشارع و اترك تلك تلك القناني للماره بكتابة اي شيء يمكن التنفيس او التعبير به لجميع الماره، شريطة ان لا تكون عبارات او رسوم خادشه للحياء.
الحقيقه موجه ظاهره جميله في مدينه النجف، و لكن وماخذني ان القليل من شباب المدينه يعرف هذه المؤسسه، نعم انها تعنى بالشؤون المجانبة للسياسه، ” وهل هناك شأن ليس بجانب من السياسة؟” لكنها تعنى على اقل تقدير ما شاهدته انا، تعنى بالشؤون الثقافية و الفنية التي تهم اكبر شريحة من الناس وهم الشباب.
نعم ان هناك الكثير من الذكور اذا ما قسنا عددهم ممن حضر افتتاح هذا المعرض، و القليل من الإناث، لكن لو كرسوا القائمين على هذا المشروع جهودا اكبر لاستقطبوا اعداد اكبر، على الرغم من وجود هذه الموسسة “موجه” في واحده من اكثر المدن العراقيه محافظة و قداسة.
