بلا حياء تتصرف بأموال الشعب؛ حكومة المحاصصة؛ حكومة السرقات والنهب، دون أيِّ وازعٍ شرعيٍّ أو مُسَوِّغٍ دستوريٍّ أو مُسَوِّغٍ أخلاقيٍّ.. و في الوقت الذي يَرتدون رداء الدِّين، و يَظهرون بمظاهر الإصلاح و التغيير يَخدعون الله و رسوله و الشعب و ما يخدعون إلا أنفسهم الأمَّارة بالسوء و الإثم و العدوان ..لقد مكَّنهم المحتلُّ الأمريكيُّ على رقابنا مذ تولَّى بول بريمر الحكم المدني بالعراق ليضع جهلاء العراق و الوافدين عليه من الخارج على سِكَّةِ الحكم و على وفق قوانين جائرة، و انتخابات مزوَّرة، ومفوضيَّة أحزاب، وبدعمٍ من عصابات مسلحة و استولوا على الزرع والضرع ..
لقد أصبح واضحًا؛ أنَّ مَن حكم العراق هُم جمعُ سلَّابٍ و نهَّابٍ؛ خرَّبوا البلاد و أعاثوا فيها الدَّمار و الفساد..
كنَّا ننتظر بعد أن انتفضَ عليهم الشبابُ في تشرين 2019 و قدَّمنا أكثر من 600 شهيدًا و 60 ألف جريحًا و آلاف المُعاقين؛ أن يتَّعظَ أقطاب الحكم وليتخذوا جادة الحقِّ مسلكًا؛ إلا أنهم جنَّدوا حتى شياطين الإعلام و أبالسة التواصل الإجتماعي ليُظهروا الشبابَ المنتفِضَ المُهمَّشَ و المُعطَّلَ عن العمل مجرَّد أتباع أمريكا من الجوكرية و هُم يعلمون علمَ اليقين بأنَّ أمريكا لو أرادت أن تغيِّرَ حكومتهم حكومة المحاصصة و الفساد لغيَّرتهم..
و كما قالت لي مرَّة خبيرة أوربية تعمل في المنظمة الأممية و سبق لها العمل في الإتحاد الأوربي: (أنَّ أمريكا لا تريد رئيس وزراء صديق لها يحقِّق مصالح العراق و يحقِّق استقلاله وسيادته؛ بل تقبل بعدوٍّ لها يحكم العراق يحقِّقُ أهداف أمريكا و مصالحها؛ بفساده و استئثاره بالسلطة و المال).
وكان حديثها عندما رشَّحنا إخواننا في منظمات المجتمع المدني والنقابات و الإتحادات و مجلس الخبراء العراقي وبعض النواب وتنسيقيَّات ساحات التَّظاهر لرئاسة الوزراء بعد اعتذار محمد توفيق علاوي .. وبالرغم من عدم قناعتنا بالترشيح ولا بالعمل مع الفاسدين؛ إلا أننا تحرَّكنا على كل الكتل السياسية نزولًا عند رغبة إخواننا الذين رشَّحونا لرئيس الجمهورية .. والتقينا بممثِّلي معظم المؤثِّرين في العملية السياسية؛ وأصبح من المؤكَّد أنَّ جميع الكتل السياسية تعمل على نهب العراق وثرواته وسلب ما تبقَّى من أمواله وخيراته.
إنَّ ساسة العراق المنافقين والمدَّعين بعراقيَّتهم لا يتوانَونَ في بيع العراق وأهله وماضيه وتراثه ليملئوا جيوبهم ويشبعوا بطونهم بالسُّحت الحرام ..
لقد كانت ميزانية العراق بعد ٢٠٠٣ كالإتي:
14 مليار دولار سنة 2003
18 مليار دولار سنة 2004
26 مليار دولار سنة 2005
34 مليار دولار سنة 2006
42 مليار دولار سنة 2007
70 مليار دولار سنة 2008
74 مليار دولار سنة 2009
75 مليار دولار سنة 2010
84 مليار دولار سنة 2011
101 مليار دولار سنة 2012
130 مليار دولار سنة 2013
150 مليار دولار سنة 2014
105 مليار دولار سنة 2015
98 مليار دولار سنة 2016
68 مليار دولار سنة 2017
88 مليار دولار سنة 2018
112 مليار دولار سنة 2019
بلغت ميزانية العراق منذ سنة 2003 حتى 2014 ، 1159 مليار دولار.. وحجم استفادة الأحزاب من مزاد العملة ( الفرق بين سعر الصرف و سعر البيع في البورصات) أكثر من 12 مليار دولار ،ذهبت إلى المصارف أهلية و مِن وراءهم زعامات سياسية.. هناك مبلغ مفقود بين بيع النفط و المُسَلَّمِ إلى الحكومة بلغ 328 مليار دولار لا يعرف أحد إلى أي جيبٍ ذهب !! ، وهناك 586 مليار دولار أموال مهرًّبة. بعضها من زمن النظام السابق وبعضها بأسماء مسؤولين عراقيين مودعة في مصارف غسيل أموال تعرفها وزارة الخزانة الأمريكية..
ولو قارنا نفوس سكان العراق الذي يبلغ اكثر من 30 مليون نسمة وقتها من 2003 إلى 2014، وقيَّمنا هذه الاموال على عدد النفوس فانَّ حصة الفرد العراقي الواحد تكون 43 مليون دولار خلال ال 14 سنة..
يعني كل عراقي يطلب المنطقة الخضراء 32 مليون دولار يعني اربعة الاف ومائتين دفتر (الدفتر 10 الاف دولار)..
هذا المبلغ (1159) يكفي لبناء عشرة دول مثل العراق ويكفي ان تكون ارصفة هذه الدول من الذهب الخالص عيار (24) …
لازال البنك المركزي يبيع الدولار بسعره الرسمي 1190 دينارًا ؛ بينما وصل سعر الدولار اليوم في الصيرفات 1390 دينارًا بفارق 20 الف دينارًا .
يعني الفرق في كل 100 دولار بين سعر البنك الرسمي ، وسعر السوق هو 20 الف دينارٍ عراقيٍّ بالورقة الواحدة !!
معدَّلُ مبيعات البنك المركزي «تقريباً» 250 مليونَ دولارٍ يوميًّا .. يعني مليونين و خمسمائة ورقة 100$ باليوم يبيع البنك!!
وإذا أردنا أن نحسب أرباح المصارف الأهلية «السياسية»، من هذه العملية يكون ربحهم 000 000 000 50 دينار.. خمسون مليارَ دينارٍ يوميًّا.
81 مصرفًا تابعة لجهات سياسية ، تأخذ كلها 250 مليون دولار هذه يعني 50 مليار دينار يتمُّ تحويلها لميزانيات الجهات السياسية يوميًّا .. ثمانية من هذه المصارف تعمل لإيران و واحدة لليمن و أخرى ل لبنان..
بالمحصِّلة النهائية فإنَّ مزاد العملة يَسرِقُ يوميًّا من البلد أموال بناء 4 مدارس حديثة نموذجية مؤثَّثة و 4 مستوصفات صحية و 400 دارًا سكنيَّةً ..
و للحديث بقية..