د. حسنين جابر الحلو.
الصعود إلى اي بطولة يحتاج منا ان نكون على استعداد تام ، حتى نحصدالمراكزالمتقدمة ، وهذا الأمر يبدأ من الإدارة والمدرب والاعب، ليس فقط على مستوى كرة القدم ،بل مع كل الألعاب والبطولات ، ومن الجانب الاقتصادي ولاسيما في سوق العمل هناكرصد موضوعي لبعض نقاط التسويق ، التي من خلالها يتم التأهل إلى قيادة مشروعمن دونه ، بعد تقديم المبررات والمحفزات والمؤهلات ، وهذا الأمر أصبح اليوم عالمي بكلجوانبه ، فلا ترصد جانب من جوانب العمل إلا وتجد التنافس حاضرا وبكل قوة ، حتىيتبين القادر من عدمه ، ودائما أصحاب القدرة يوظفون أعمالهم لتأهيل حالة ، أو على اقلالتقادير تأهيل أنفسهم، ومن بعدها تبدأ عملية التصفية وابقاءالافضل ، عندنا الأمرمختلف تماما بعد تقديم هذه المقدمة، نرى التعامل بين هذه المقدمات على مستوىالبطولات والمشروعات سواء أكانت فردية ام جماعية ، لاتقدم فيها ولو خطوة واحدة ،والسبب هناك تأهل ولكنه للخراب ، وقد يسأل سائل بأن هناك اشتباه بهذا الموضوع ؟وعند التمحيص والتدقيق نجد الأمور واقعية ، المشروعات متلكأة ، وممكن مشروع بسيطيستمر إلى أعوام واعوام ، تتبدل حكومات وتتغير سياسات ويموت المقاول والعاملوالشعب ، والمشروع على حاله ، وهذا أمر طبيعي لدينا ، والسبب أيضا ضعف الرقابةمن جهة ، وعدم اهتمام الشعب بصورة جدية بالموضوع ، مما يجعل المسؤول يعمل علىالتهاون ، وترك الأمور على ماهي عليه ، والأكثر من ذلك أن بعض الأمور تبقى صامتة ،بمعنى اذا عملنا على الخراب ستبدأ حالة النسيان ، وكل نسيان يولد نسيان وهكذا ،يكون العمل بصورة دراماتيكية ، وكأنه عجلة متسارعة لاتوقف فيها ، ولكن عندما تدخلحصى صغيرة في العجلة ، قطعا تحدث صوت يزعج السائق، وهذا مانحتاح اليه ،صوت يزعج ،ثم يؤثر ، بعدها يكون التغيير ، وكما يقول باولو كويلو : “الانتظار مؤلموالنسيان مؤلم أيضا، لكن معرفة أيهما تفعل هو أسوأ أنواع المعاناة” ، نعم أنها المعاناةفي أفق الحياة ، عندما لانحدث صوتا ، سيبقى النسيان هو المسيطر في أماكن الخراب ،وكيف اذا كان كله خراب ؟ سيكون الأمر تصدير لثقافة الرجوع ، وهذا الأمر مخطوء جملةوتفصيلا ، والدليل على ذلك أن كل حالة لابد لها من توظيف ، إذ لابد أن نخرج من عزلتناومن رجوعنا، إلى تفوقنا و تقدمنا، وأن نظهر كل ما من شأنه الوصول إلى العالمية ،وكفانا البقاء في المحلية أو دونها .