المهندس قصي الأعرجي للمستقل :  هدفنا جعل الفقير منتجاً ومساهماً في التنمية

المهندس قصي الأعرجي للمستقل : هدفنا جعل الفقير منتجاً ومساهماً في التنمية

حول مبادرة تاسيس  بنك الفقراء الافتراضي :

خاص المستقل

في ظل الواقع المعيشي المتردي في العراق والوضع الاقتصادي الغامض تم الحديث عن مبادرة اسماها القائمون عليها ببنك الفقراء الافتراضي الرقمي ، تصدى لها مهندس استشاري ورجل اعمال عراقي هو السيد قصي هاشم الاعرجي ، وهو ناشط اقتصادي مالك ومديرلشركة مختصة بتجارة الالكترونيات والاجهزة الكهربائية والمنزلية العامة المحدودة وله انشطة ومبادرات اقتصادية متعددة اهمها جهوده في دعم مايسمى بالتنمية المستدامة ، المستقل حاورت السيد الاعرجي حول مشروع البنك الذي اثار تساؤلات عديدة حول ماهيته وجدواه وامكانية حلوله للازمات المعيشية والاقتصادية الراهنة .  

ماهو بنك الفقراء  وكيف يعمل ؟

بنك الفقراء الافتراضي هو بنك يعمل على تمكين الفقراء من خلال تمويلهم بمبالغ بالغة  الصغر بدون طلب أي ضمان عيني، وذلك من أجل مساعدتهم على البدء في مشروعاتهم الخاصة والمدرة للدخل.وخلق شراكات بينية يساهم فيها الغني والفقير.ولضمان تسديد هذه الديون يعتمد البنك نظام «شركات التضامن الالكترونية » دون اية ضمانات عينية / الذي يشجع فيه الفقراء على التقدم بطلباتهم  من خلال ( شركات تضامنية الكترونية )  يكون أفرادها «ضامنين» لبعضهم البعض من جهة وهم شركاء فيما بينهم وشركاء في البنك بما يمتلكونه من أسهم .

لماذا سمي ببنك الفقراء ومالذي تقصده بالفقير ؟

جاءت تسمية بنك الفقراء  كون الطبقة المستهدفة ابتداءً من قبل البنك هم الفقراء نساء ورجالا أي من لايجدون قوت يومهم بسبب عدم حصولهم على عمل ، او عدم توفر عائل يعيلهم. وهم من الذين تتجاهلهم البنوك الاعتيادية ولا تمنحهم فرصة الحصول على القروض اسوة بالأغنياء لعدم تمكنهم من تقديم الضمانات والتامينات البنكية المطلوبة بزعم أن الفقراء غير جديرين بالإقراض وغير أهل للائتمان.

كيف يتم تمويل بنك الفقراء وتعزيز راس المال ؟

تاسيس البنك  ابتداء يكون من رجال اعمال عراقيين  مخلصين يشكلون اللبنة الأولى للمشروع ومن  ثم تعزيز راسمال البنك من المساهمين بشتى صنوفهم  ومنهم  الفقراء انفسهم ومن ثم طرحها كشركة مساهمة في سوق المال العراقي وفق الاليات والقوانين العراقية.

ماهي حدود دراستكم للعينات المطلوبة ولواقع المستفيدين.

مثلا ، الجامعات العراقية  تخرج نحو 180 ألف طالب سنوياً، وفقاً لبيانات وزارة التعليم والبحث العلمي لا تستوعبهم مؤسّسات الدولة وسوق العمل اذا اضفنا اليهم العاطلين عن العمل  سيشكل الفقراء بالمعنى العام نسبة قد تزيد عن 40% من الشعب العراقي.

اذا ساهم كل خريج من الخريجين  فقط دون الشرائح الاخرى  في بنك الفقراء الافتراضي  ب 1000 دولار بدل الرشاوي التي يدفعونها لأجل التعيين وبدلا من العمل المجاني لدى الوزارات لثلاث أو خمس سنوات والإنتظار في طوابير لأجل التعيين في مؤسسات الدولة . هذا يعني ببساطة  180 مليون دولار  كل سنة دعم مالي  لشركاتهم الالكترونية ومشاريعهم الخاصة. وقس على ذالك مع  باقي القطاعات ومنها القطاع الخاص الذين يعدون بمئات الالاف من الشركات الناشئة ومتناهية الصغر وأصحاب المهن الحرة والحرفيين  الذين يذوبون في خضم تنافس الحيتان في السوق ان لم يتعاونوا ويدخلوا في شركات مساهمة !

هل هناك تجارب دولية سابقة  في هذا المضمار؟

توجد تجارب عالمية سبقتنا في الكثير من المجالات ومنها تاسيس بنك الفقراء  في بنغلاديش من قبل الدكتور محمد يونس رئيس بنك “جيرامين” قراضالفقراء، والحائز على جائزة نوبل  والتجربة بدأت بإقراض 27 دولارًا من أمواله الخاصة  الى ان وصلت  لما يزيد على 3 مليارات دولار.

وكذلك بنك النساء في الهند وغيرها من التجارب الناجحة مثل (تسهيلات أجفند الائتمانية في السعودية ) واتفاقية التمويل الاصغر التي يشارك بموجبها “الصندوق العربي” بمبلغ 5 ملايين دولار في دعم الهادفة للتوسيع في تمويل بنوك الفقراء في العالم العربي عام  2012 . الا أننا لانؤمن باستنساخ التجارب الاخرى انما بالاستفادة منها واعادة صياغتها بنكهة عراقية


ماذا تقصد بالنكهة العراقية في تطبيق هكذا مبادرة ؟

بنك الفقراء الافتراضي  العراقي يتميز عن البنوك الاخرى التي تتمثل في   Rمجموعة نقاط ومنها :

1.انه بنك افتراضي 100%   بنك بدون أي شبكة فروع فهو يُقدم خدماته عن بُعد بإستخدام  الخدمات المصرفية  عبر الإنترنت والخدمات  المصرفية الهاتفية وقد توفر أيضًا إمكانية الوصول عبر أجهزة الصراف الالي غالبًا من خلال تحالفات الشبكة بين البنوك  بنوك الافتراضية تقلل من التكاليف الكبيرة لتشغيل شبكة فروع البنك التقليدي.

2.التحالف مع البنوك التقليدية لتقديم منتجاته باقل الكلف وباسرع الطرق  على مدار 24 ساعة

3.البنك يمول  مشاريع الفقراء بدون ضمانات وبدون فوائد تحت اية عناوين انما ياخذ نسبة من الارباح لتغطية اقساط التمويل وزيادة راسمال البنك ليتمكن البنك من اعادة تمويل الاخرين من الفقراء  وبذلك يختلف بنك الفقراء ذو النكهة العراقية  عن اي بنك اخر للفقراء او تحت اي مسمى اخر والتي تفرض نسب فائدة على القروض نفسها  تحت عناوين شتى

4.الفقراء بعناوينهم العامة هم المساهمون في البنك  من خلال شركاتهم   التضمانية  الالكترونية ومنهم الفقراء بعناوينهم الخاصة والخريجين واصحاب المشاريع ممن لايمكنهم الحصول على قروض من البنوك الاخرى

5.بامكان المساهمين سحب  ارباحهم المتحققة  كلها او جزء منها او اعادة تدويرها سنويا  


مالفرق
بين بنك الفقراء والجمعيات الخيرية ؟

يختلف عن الجمعيات الخيرية في كون التمويل هنا ليس هبات ومساعدة غير قابلة للرد.  إنما يستند على دعم مالي يسترجع لاحقا ليستفاد منها آخرون، كذلك من الارباح سيتم دعم المحتاجين والمتعففين . بنك الفقراء يعتمد على التمويل الصغير، ويأخذ ويعطي نسبة من الارباح وذو طابع انساني ، في حين أن البنوك الاخرى لا تعتمد على التمويل الصغيرولا تهتم بالتنمية المحلية ومحاربة الفقر، وتمكين المرأة  و طبقة الفقراء بعيدة عن اهدافهاولايمكن للفقير ان يكون مساهما فيها!

هل يعوض ذلك عن فرص العمل للعاطلين ؟

تعد الحاجة لمثل هذا البنك ماسة جدًا وخصوصًا في مثل الحالة التي تمر بها البلاد العربية  والعراق بشكل خاص من عدم قدرة الحكومات على خلق وظائف جديدة، واتباع سياسات الخصخصة دون الاكتراث بالمواطنين من ذوي الدخل المحدود والفقراء.

ماهي ابرز التحديات التي تواجه هكذا مشروع ؟ .

البيروقراطية المعهودة تعرقل قيام بنك للفقراء في العراق وفي معظم الدول العربية حيث الضبابية في اصدار القوانين والقرارات الخاصة بالاقتصاد والتنمية ودعم الاستثمار بشكل عام وان وجدت فانها تصدر بشكل رشقات ارتجالية لاتترك اثرا فاعلا على الارض  واخيرا وهذا معوق اجتماعي وهو الخجل وعدم تقبل الاسم لدى الاوساط التجارية والمجتمعية ، اذكر هنا كلمة للبروفيسور البنغلاديشي  محمد يونس مؤسس بنك الفقراء الشهير ”جرامين“، حين اصطدم مشروعه بكلمة فقراء في المجتمع السعودي، وبأن لها مدلولات سلبية مخجلة قال ”لا أدري عن ماذا كان المعترض يتحدث؟ فهل الفقر مخجل لهذه الدرجة أم الصمت دون فعل أي شيء لتغييره هو المخجل؟

وقد لمست ذالك ايضا اثناء لقاءاتنا الحوارية مع الشركات والنخب الحوارية  العراقية وان بدرجات وصيغ مختلفة

اذ اول ما طلبوه  مني تغيير الاسم الى غير اسم بنك الفقراء .رغم اننا نردد دائما ( الفقر مو عيب). وهناك تفاصيل اخرى ربما لايتسع لها حوارنا هذا ، سنوافيكم بها لاحقا وبالتفاصيل.

(Visited 194 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *