الكابتن داليا البرهان : طائر عراقي يحلّق في السماء من اكسفورد.

الكابتن داليا البرهان : طائر عراقي يحلّق في السماء من اكسفورد.

الخطوط العراقية عريقة بكفاءاتها وسمعتها وينقصها حرية الادارة ومهنية القرار .


 
خاص / المستقل

لم تتوقف مفاجآت العراقيين الشباب وهم يقتحمون معظم مجالات العلوم والمهارات المعقدة في مختلف صنوف الحياة متفوقين يثبتون دائماً أن جينات تلك الأرض مجبولة على التفوق . فهاهي ابنة العراق الشابة داليا البرهان تنتزع قبل ست سنوات إعتراف واحدة من ارقى الاكاديميات البريطانية لتعليم الطيران، بانها أهل لان تكون قائدة طائرة مدنية وفق احدث تقنيات العلوم الحديثة التي تدرس في هذا المجال .
ولعل شعوب منطقتنا تتذكر اوائل النساء الرئدات في التفوق ، بل ان بعض الدول مثل تركيا اطلقت اسم الكابتن الطيار السيدة ( صبيجة كوجه) على واحد من اكبر مطاراتها تثمينا من مؤسس الدولة كمال اتاتورك لهذه السدة الرائدة . حيث ان مهنة قيادة الطائرة بالنسبة للنساء تعتبر نادرة ومزيج من العلم والتركيز والمغامرة . واليوم العراقي يحتفي بابنته داليا وهي تدخل هذا المجال . تحل داليا ضيفة على ( صحيفة المستقل ) ومجلة ( المهجر )  في هذا الحوار بعد تخرجها من الجامعة مباشرة .


داليا  الشابة والأم عراقية اختارت تضع اسمها في مقدمة الاسماء التي ستضع بصمة في تاريخ الطيران المدني العراقي ، تجربة قلّما تدخلها السيدات ،تحديد ليس سهلاً  لكن  عشق الطيران   والطموح العالي لا يعرف الصعاب،تقدم الكابتن داليا البرهان نفسها في هذا الحوار الخاص بالقول : أنا عراقية من عائلة كبيرة لازالت في مدينة الكوت ومدينه بغداد، والدي هو رجل الأعمال العراقي عماد البرهان  و أعيش في بريطانيا مع عائلتي و زوجي و ابنتي .


س : كيف جاءت فكرة أن تكوني كابتن طيار ؟
درستُ إدارة الأعمال في جامعة هيرتفورد شاير،  و من ثم دفعني شغفي بالطيران الى حبّ جامح لهذه المهنة، بدأتُ هاويةً و مارستُ الطيران  و تدربتُ عليه في بريطانيا في أحد مراكز تدريب الهواة فحبّي للسماء المفتوحة و التحليق العالي ارتبطَ بي منذُ طفولتي ثم وجدتُ نفسي متلهفة ًو تواقة لممارسة مهنة الطيران بحرفية … فقررتُ أنْ ادرس الطيران، لأكونَ طياراً مدنياً، ثم بدأتْ رحلتي المهنية بالتحاقي بأكاديمية اكسفورد للطيران . و للحقيقةِ أنّ الدراسة في هذه الأكاديمية العريقة لم تكنْ سهلة أبداً … وكانَ عليّ أن أجتاز المدرسة العلمية في مواضيع مثل الرياضيات و الفيزياء و الميكانيك و من ثم تلقّي دروس الطيران و بعدها تعزيز مهاراتي بتحقيق ساعات طيران. و بعد حصولي على شهادة طيار تجاري. ذهبتُ الى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق ساعات طيران و هكذا و حصلتُ على شهادة الطيار التجاري CPL في العام 2015 …  الحلم و الطموح يحتاجُ الى ارادة لتحقيقهما. و كان والدي السيد عماد برهان جزءاً من الحلم و الحقيقة فقد كان دعمه و دعم عائلتي لي متواصلاً لتحقيق طموحي و ساهم بشكل مباشر في عشقي لعالم الطيران.
كيف ترين هذه المهمة الصعبة التي يسكن فيها الطيار السماء ويجوب في الأجواء واحيانا لمسافات طويلة ؟
اخترت أن أكون طيارا لأني أحبّ هذه المهنة و مارستها كهواية في بداية الأمر و لكنها منحتني احساسا باكتشاف العالم بنظرة عين واحدة من الأعلى و هو شعور أحب أنْ أعيشَ لحظاته و تفاصيله … الطيران ليست مهنة صعبة و لكنها تحتاج الى عشق و متعة، يشعرُ بها الذي يريد أن يصبح طياراً و لا تكفي الدراسة الأكاديمية وحدها من أنْ تصنع طياراً بل المواظبة و الأستمرار بالتدريب و الطموح لاكتسابِ المهارات و الاطلاع على أحدث التغيرات في عالم الطيران.
هل الطيران  بالنسبة لك  مجرد مهنة أم هو عشق وحب ؟


انه حب و عشق .. و بدون حب هذه المهنة لن تكتمل اركان النجاح فيها.


ماهي التحديات التي تواجهها المرأة  في مثل هذه المهنة ؟


كمهنة … المرأة قادرة على مواجهة تحدياتها و متطلباتها، و لكن باختلاف مكان ممارسة هذه المهنة تبرز تحديات اجتماعية عديدة يضاف لها تعقيدات الواجبات الأسرية التي تواجه المرأة بشكل عام و تتلخّص بتربية الأولاد وبناء اسرة و مع ذلك تبقى المهنة تعيش في طموح صاحبها ولذلك اقول بالرغم من كل مايحيط المرأة من تحديات فهي قادرة على اجتيازها.


كيف تقيمين الطيارين العراقيين اليوم ؟
معلوماتي أن أغلب الطيارين العراقيين حصلوا على شهادات الطيران من أكاديميات عالمية و منها اكاديمية اكسفورد و سمعة الطيار العراقي طيلة بشكل عام وهم يقودون طائرات الشركة بكل كفاءة و بدون أي حوادث و أعتقد أن جيل الطيارين الجديد سيواصل المهمة بنجاح.
الخطوط الجوية العراقية من أعرق شركات الطيران العربية و  في الشرق الاوسط  ما الذي  تحتاجه  للنهوض بها ؟
تحتاج الخطوط الجوية العراقية الى اطلاق حرية ادارة الشركة و برأيي فانها تحتاج الى اعادة هيكلة و تحتاج الى خصخصة اي تحتاج الى دخول راس المال الخاص في ادارتها و هو تحدي كبير يواجه الحكومة هذا اليوم و هي خصخصة الشركات الحكومية و اطلاق حرية اداراتها من ثقل الروتين الاداري و الوزاري و تداخلاته و تشعباته الي ليس لها صلة بعالم الطيران.
هل شركة الطيران العراقية بحاجة الى كفاءات أن بحاجة الى قرار لتحديثها؟  

الاثنان معاً ؛ نعم هي بحاجة الى قرار و تشريع حكومي يفتح الباب الى دخول راس المال الخاص للشركة و كذلك فك ارتباطها بوزارة النقل و هو بشكل عام يدخل ضمن ملف تحديث الشركات الحكومية و خصخصتها. و الشركة الى كفاءات مهنية في عالم الطيران الذي يتغير و يتطور سريعا .
ماهي انواع الطائرات التي تستخدمها الخطوط العراقية ؟


يتضمن اسطول الخطوط الجوية العراقية انواع عديدة من الطائرات و هذا الطائرات اصبح مشكلة بحاجة الى حلول بسبب الصعوبات التي تواجهها الشركة في صيانة هذه الطائرات.
يضم اسطول العراقية ٣٢ طائرة و منها طائرات واسعة البدن مثل B747 و A330 و ضيقة البدن ممثل البوينغ B737-800 و الايرباص A320 و A321  و عدد محدود من طائرات ال CRJ-900.
مسألة تنوع طائرات الاسطول اضحت مشكلة يعكف استشاريو الاتحاد الدولي للناقلين الجويين المتعاقدين مع الخطوط الجوية العراقية على حلها الان .


هل العراق بحاجة الى طيارين اجانب، أم لدينا كفاءات وطنية  ؟

بشكل عام فأنّ الخطوط الجوية العراقية لديها عدد كافي من الطيارين و هناك عدد من الطيارين الجدد في احدى الأكاديميات اليونانية، و لكن ما وددت قوله أن الطيار هو بشكل عام هو صاحب مهنة و إن كانت الخطوط الجوية العراقية بحاجة لطيارين غير عراقيين فلا أجد أي مشكلة بالاستعانة بطيارين غير عراقيين من خلال التعاقد معهم فهذا ما تقوم به جميع شركات الطيران في العالم.
الاسطول  العراقي اليوم تعتبر من افقر الاساطيل ، هل الحل في ايجار الطائرات أم في المطارات والمدارج او في تطوير واقع الطيران ؟
لا اتفق معك في وضع الاسطول للخطوط الجوية العراقية فطائرات اسطول الخطوط من احدث الطائرات ولكن ينقص الخطوط موضوع الصيانة و المستدامة و الحل كما قلت في اشراك راس المال الخاص و اعادة هيكلة الشركة.
بشكل عام الخطوط الجوية العراقية لم تستغل موقع قاعدة تشغيلها ( مطار بغداد ) بشكل جيد تجاريا بل لا توجد خطط لربط الرحلات عن طريق مطار بغداد و جذب ركاب الترانزيت اضف الى ذلك ان الشركة بحاجة ملحة الى تحديث في اساليب التشغيل و السلامة و من ثم الاستجابة لمتطلبات التشغيل الآمن الدولية فهي متطلبات ملزمة للشركة لكي تكون جزءاً من عالم الطيران و لتدخل كمنافس حقيقي في سوق الطيران.

(Visited 383 times, 1 visits today)

One Comment

  1. وفقكم الله على اعمالكم الرائعه !!!
    وهل من الممكن ان نتواصل لنشر مقالة في مجلتكم عن الاطباء العراقيين المحترفين والمميزين في اوربا .الشكر والتقدير للاعلامي ورئيس تحرير مجلة المستقل الاستاذ علاء الخطيب الراقي والمحترم .
    مع تحيات الطبيب الاستشاري
    عبدالوهاب فرج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *