دور الرأي العام في صنع السياسات العامة

دور الرأي العام في صنع السياسات العامة

يتطلب تأثير الراي العام في صنع السياسات العامة ان تتوفر
الحرية ومستلزمات التعبير عن الاراء للافراد لان الفرد لوحده
او ضمن مجموعة هو اساس تكوين الرأي العام، اذ ان اتاحة
الحرية للافراد للاسهام في السياسة العامة وفق قناعاتهم
يعمل على ضمان نتائج جوهرية منها الاعتراف بحق
المعارضة وحق النقد واحترام حرية التعبير والصحافة وعقد
الاجتماعات وممارسة المعتقدات والاعتراف بتعدد التشكيلات
مثل الاحزاب السياسية والنقابات والتنظيمات
والاتحادات التي تعبر عن الرأي العام، تعمل
على كل هذه الامور على تكوين رأي عام
متفاعل متعدد الاراء والاتجاهات يسهم في
صنع وتوجيه السياسة العامة للدولة .
وهذا يظهر ايضا من خال سعي صناع
القرار الى معرفة اتجاهات واراء عامة
المجتمع لياخذونه في الاعتبار عند صنع
السياسة العامة وتبرير اعمال الحكومة ،
بالمقابل يكون لافراد المجتمع الحق في
تكوين الرأي العام حول اعمال الحكومة
وتصرفات المسؤولين وايصاله لهم بشكل
مباشر او غير مباشر عن طريق ممثيلهم او
عن طريق وسائل الاعام .
هنالك تاثير للراي العام في السياسة
العام للحكومات ولكنها تتباين من دولة لاخرى حسب
طبيعة النظام السياسي والايدولوجية التي يتباها القادة
والموسسات اضافة الى مستوى التطور الاقتصادي
والاجتماعي. فهي تزداد في الانظمة الديمقراطية
وتتقلص وتنعدم في الانظمة الشمولية.
وعلى كل حال لم يعد بوسع اي نظام سياسي ان يتجاهل
وجود الرأي العام وكما يقول اي ان لورد : «في العصر
الحديث اصبح الرأي العام اثر اقوى في السياسة العامة
للحكومات من ذي قبل اذ اصبح اكثر وضوحا واعرض
اساسا فتطور النظم النيابية وانتشار الحديث عن المثل
العليا للديمقراطية اجبر الحكومات الى حد ما على
الاستجابة الى توجيهات الراي العام .»
غير ان تاثير الراي العام على السياسات العامة مشروط
بالظروف السياسية للبلدان وغالبا مايتاثر بنوعية القيادة
وشكل النظام السياسي ومستوى وعي
الجماهير القائم اذ يعمان على توجيه
الراي العام عبر البروباغندا الحزبية والماكينة
الاعلامية والثقافية من اجل صقل توجهات
الراي العام بما ينسجم تجاه تاييد
سياساتهم وممارساتهم الحكومية وغيرها،
واحيانا تلعب المعارضة والاجندات الخارجية
هذا الدور لتشكيل توجهات الراي العام ضد
الحكومات المضادة لتوجهات تلك الاجندات
من اجل تشجيع التمرد على النظام
السياسي والحكومة القائمة.
وبناءً على ماتقدم فان مسالة تاثير الراي
العام على السياسة العامة يعتمد على نسبة
الافراد الذين لديهم رأي ويشتركون به في
عملية تكوين الراي العام والمواضيع التي
يعنى بها ووسائل التعبير عنه.
واخيرا اشير الى اهمية النخبة المثقفة والمتعلمة
والمتخصصة في الشان السياسي والاعلامي «وهي نخب
صغيرة » في تكوين الراي العام، فكاريزما هذه الفئة
تشكل مايعرف بالراي العام النابه او القائد وهذه الفئة
هي التي تبلور وتحرك اتجاهات الراي العام وتصوغه
باتجاه اهداف واضحة ومحددة.

(Visited 24 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *